12 August 2019 - 12:33
رمز الخبر: 452943
پ
كشف رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، عن جهود لتشكيل جبهة المعارضة ومن مخرجاتها حكومة الظل" مشيراً الى "تحديد خيارين لتغيير المعادلة السياسية".

وقال السيد عمار الحكيم في خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك التي اقيمت بمكتبه في بغداد اليوم الأثنين "لقد انتهجنا المعارضة السياسية الدستورية الوطنية البناءة وهناك من شكك في مشروع المعارضة ومدى صدقيته وجديته وهدفه وغايته، فقالوا: خرجتم للمواقع وستعودون من اجلها، كلا، لن نعود الا باحدى الحسنيين {تغيير المعادلة سياسيا او تغيير المعادلة شعبيا وعبر الوسائل الديمقراطية}".
وأضاف "نحن نسعى لصياغة مشروع عراقي مستقل وندرك حجم التحديات والمخاطر التي تستهدف هذا المشروع فبالحرب الالكترونية ابتدأت المواجهة، وبالتسقيط السياسي ستستمر، ولن تنتهي عند حدود تجهيل المجتمع وتخويفه من التغيير".
وتساءل السيد عمار الحكيم "لماذا كل ذلك؟! هل لان المعارضة تؤمن بالانقلاب و سحل الحاكم في شوارع بغداد؟، هل لان المعارضة تؤمن بالفوضى وحمل السلاح بوجه السلطة؟، هل لان المعارضة تريد تقويض النظام والغاء الدستور والقانون؟ أذن لماذا كل هذه الحرب والخوف والتخويف والجهل والتجهيل؟".
وأكد "أقولها بصراحة، انهم يريدون إجهاض المشروع وقتل كل محاولة لكسر القواعد التقليدية، يريدون إبقاء العراق ضعيفاً تابعاً غارقاً في الفوضى والفساد والمحاصصة، سيستمرون بحربهم، وسنستمر بصمودنا، واثقين بانفسنا وشعبنا ومتوكلين على الله ربنا".
ولفت "قبل خمسة أشهر من الان كنا قد وعدنا شعبنا باننا سنكون معه حيثما كان وان دعمنا للحكومة مشروط برضا الشعب عنها ، وبعد تحسس رأي الشعب وقرائة إحباطه من قدرة الحكومة على تلبية طموحاته ، كنا امام خيارين اما ان ندعم الحكومة ونخسر الشعب او ان نربح الشعب ونعارض الحكومة فاخترنا ان نربح الشعب".
وشدد السيد عمار الحكيم "ستبقى هذه المعارضة ملتزمة بمنهجها الدستوري والاخلاقي وتمارس دورها المعارض بنية الأصلاح وبعين الانصاف وتنتقد الاخطاء وتتجنب استهداف الشخوص وتبتعد عن ممارسة الأبتزاز في إستجواب الوزراء او خطواتها التقويمية الأخرى".
وتابع "في الجانب الآخر فان القوى المشكلة والداعمة والمتنفذة في الحكومة ووزاراتها مطالبة بالتحلي بالشجاعة والصراحة والالتزام بتبني خيار الموالاة للحكومة ليتحقق بذلك فرز المساحات بشكل واضح ويتعرف الشعب على قوى الموالاة التي تتحمل مسؤولية الانجاز وألاخفاق في الاداء الحكومي ليكافئها او يحاسبها وانهاء ظاهرة القوى السياسية التي تشارك في الحكومة وتعارضها في نفس الوقت".
وبين "استبشرنا خيراً بإصدار الحكومة العراقية تقريرها النصف سنوي التفصيلي الاول و المدعوم بالارقام و الجداول و الملاحظات و نسب الانجاز العالية، ونعتقد بأن هكذا تقارير علمية ستكون اضافة ضرورية في العمل الحكومي وهي سابقة تسجل لهذه الحكومة".
وأوضح رئيس تيار الحكمة الوطني "قد شكلنا لجنة من أصحاب الاختصاص في مجالات التخطيط و الاحصاء والادارة من طاقاتنا التيارية المهنية و من خارج التيار، وعكفت اللجنة على تفكيك و تدقيق و مراجعة كل الفقرات المذكورة في التقرير وخرجت بتقرير تفصيلي و تحليلي لكل فقرات وجداول ونسب التقرير الحكومي ليتبين انه يعاني من مبالغات الارقام واخطاء النسب والسرديات المكررة التي قللت من قيمة التقرير وأبعدته عن المهنية وكشف التقرير بوضوح ان الحكومة لاتزال تعاني من روتين قاتل وبيروقراطية معطلة وانعدام واضح للتنسيق بين الوزارات والقطاعات الحكومية من جهة وغياب الرؤية والتخطيط وسلّم الأسبقيات من جهة اخرى".
وأكد ان "هناك تضارب واضح بين المنهاج الوزاري والتقرير الحكومي والتصريحات الحكومية والميزانية السنوية المرصودة من الحكومة، كما قامت لجنة متابعة البرنامج الحكومي النيابية بتقديم تصورات مشابهة عبر مراجعة شاملة قامت بها".
ودعا السيد عمار الحكيم "مراكز الدراسات والبحوث والنخب العراقية ووسائل الاعلام الى تسليط الضوء على هذه الاشكاليات وتشجيع الحكومة لتقديم الحلول الناجعة لها".
كما دعا "مجلس النواب الى تفعيل عمله الرقابي من خلال لجانه التخصصية لمتابعة سير انجازات و اخفاقات الحكومة والتأشير على مكامن القوة و الضعف فيها وتخصيص جلسة خاصة في بداية الفصل التشريعي القادم لدراسة التقرير الحكومي والمؤاخذات المسجلة عليه".
وشدد "نحن نلزم الحكومة بما الزمت به نفسها و لا نكلف الحكومة الا وسعها ضمن اطار المنهاج الوزاري والتقرير الحكومي والقرارات والاجراءات الصادرة منها، كما اننا نواصل الجهد لتشكيل جبهة المعارضة بالتعاون مع القوى السياسية والشعبية التي تشاركنا الرأي في موقفها المعارض للحكومة وسيتم الاعلان عن هذه الجبهة حين تستكمل هذه الجهود".
ونوه الى ان "من مخرجات هذه الجبهة حكومة الظل التي ستمثل أدوات المعارضة للرقابة والتدقيق في الاداء الحكومي بمهنية واحتراف".
وأشار السيد عمار الحكيم الى الواقع التعليمي في العراق.
وقال ان "الملف التعليمي يعد ملفاً شائكاً ومعقداً و ضاغطاً على جميع العوائل العراقية وهو بانتظار حلول و معالجات جذرية تؤسس لنظام تعليمي متكامل ومتطور وعصري".
وأوضح إنّ "أساليبنا التعليمية لا تزال جامدة تركز على الحفظيات ولم تطور نفسها لتنمي قدرات الفهم والتحليل والابداع لدى الطالب العراقي، ففي عصر ثورة المعلومات ما باتت الذاكرة هي الاساس في التعليم و التعلم بقدر ضرورة تطوير الادوات المعرفية التي تساعد على تخرج الطلاب المبدعين المتشوقين للمعرفة و التطور".
وأضاف "نعتقد ان كثيراً من حالات الرسوب او التهرب الدراسي لا تنبع من قلة الذكاء او اللامبالاة او قلة التزام الطلاب بقدر عدم تفاعلهم مع الاسلوب التعليمي، ليس لدينا طالب فاشل او قليل الذكاء بل لدينا اسلوب غير مرغوب فيه او غير فاعل".
ودعا السيد عمار الحكيم الى "ثورة تعليمية كبرى توقف هدر الطاقات البشرية والامكانات المالية والانكسارات النفسية المجتمعية من خلال تغيير مدروس وعلمي وعصري للمناهج والاساليب والبيئة التعليمية بما يلائم متغيرات عصرنا الراهن . ولا بد من الاسراع في حسم وزير التربية الذي يتصدى لقيادة هذه الوزارة الحيوية لتحقيق هذا الهدف السامي بعيداً عن المحاصصة السياسية المقيتة التي تسببت بشغور هذه الوزارة طوال المدة السابقة من عمر الحكومة".
وأكد ان "ابنائنا الطلبة الخريجين وأصحاب الشهادات العليا الباحثين عن العمل يفترشون الأرصفة و يصرخون بألم و شجاعة ليطالبوا بحق العيش الكريم".
وأعلن السيد عمار الحكيم عن "تضامنه مع اي شاب غيور يطالب الحكومة و المجتمع بتوفير فرص العمل والرزق الحلال بكد يمينه وعرق جبينه، هؤلاء الابطال لم يضلوا الطريق ولم يسلكوا سبيل الكسب الحرام ولم ينجرفوا نحو المخدرات أو العنف ولم يقدموا على الانتحار، هؤلاء يقفون بكل شموخ وملؤهم الامل بالمستقبل ليطالبوا بحقوقهم بإسلوب حضاري ومشروع".
وشدد على ان "من واجب الحكومة ان تقف وتبذل أقصى الجهود في استثمار هذه الطاقات والعقول والقلوب والأيادي النظيفة الشبابية المكافحة، ما لم نجعل الانسان وبنائه وكرامته واحتياجاته أولى الأولويات في جميع خططنا الحكومية، سنبقى أسرى العبثية والتراجع و الفشل".
ولفت "لا زالت الانحرافات الفكرية والاخلاقية والسلوكية كالألحاد وتعاطي المخدرات وتزايد حالات الطلاق والانتحار تدق ناقوس الخطر وتعبر عن خلل في البنية الأجتماعية العراقية وتتحمل المؤسسة الحكومية المسؤولية الاكبر في دراسة هذه الظواهر وأسبابها ومعالجاتها المطلوبة وضرورة اشراك المؤسسات الدينية والاعلامية والاجتماعية والاكاديمية والنخبوية والسياسية في عملية المعالجة عبر امكانياتها البشرية والمعنوية والمادية الواسعة".
وأشاد رئيس تيار الحكمة الوطني "بجهود مجالس الخدمة في مكاتب تيار الحكمة الوطني وسرعة استجابتها لدعوتنا وماقدمته ولازالت تقدمه من خدمات ومساعدة للمواطنين في تسهيل معاملاتهم وطلباتهم مع مختلف دوائر الدولة وفقا لسياقات القانون وبعيدا عن حالات الرشوة والفساد المالي بمختلف صنوفه. ونتمنى ان نستمر في خدمة شعبنا وتخفيف معاناته فهو الطريق الأسلم لرضا الله سبحانه وتعالى واداء واجبنا الوطني والأنساني فشعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله".
وبشأن تطورات المنطقة أكد السيد عمار الحكيم على "ضرورة الالتزام بموقف الحياد الايجابي لضمان مصالح العراق وشعبه، كما نجدد رفضنا الشديد لسياسة تجويع الشعوب ونشيد بصبر الشعب الايراني وثباته واستقامته".
وحذر من "تنامي الصراعات في المنطقة وما توفره من مناخات متوترة تساعد على نمو الارهاب والمخاطرة بالأمن والسلم الاقليمي" داعياً "الاطراف الأساسية للجلوس على طاولة الحوار والقبول بالحلول السلمية والسياسية التي تجنب المنطقة ويلات الحروب والدمار والتطرف والكراهية".
وأوضح "اننا امام وضع استثنائي في منطقتنا العربية حيث اربع دول منها تفتقد لرؤساء منتخبين هي {ليبيا والجزائر والسودان وتونس} ونتمنى للعملية الديمقراطية ان تنجح في هذه الدول الشقيقة وتنتج أنتخابات حرة تعبر عن ارادة شعوبها الأصيلة وجامعة الدول العربية تتحمل مسؤوليات مضاعفة في هذه الظروف".

المصدر: الفرات نیوز

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.