01 May 2012 - 14:53
رمز الخبر: 4536
پ
آیة الله قاسم لمسؤولی التعلیم الدینی:
رسا/أخبار الحوزة العالمیة- شدد آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم، خلال لقاءه بمسؤولی مشاریع التعلیم الدینی فی البحرین الذی نظمه مرکز الشیخ المفید للمعارف الإسلامیة على أنه لا یصح أبدًا أن تتوقف عملیة التبلیغ والتربیة الدینیة بعذر التفرّغ للحالة السیاسیة.
لا یصح أن یتوقف التبلیغ بعذر التفرّغ السیاسی


فی هذا اللقاء الذی انعقد تحت عنوان «التعلیم الدینی.. عطاء مستمر»، رکّز سماحته على أن ما یحدث من «الانکفاء الخطیر» فی عملیة التعلیم الدینی فی عدة مناطق بذریعة الأوضاع الأمنیة «عزوف عن دین الله (عز وجل)»، وقال: «هذا انسحاب مخزٍ یا أخوان، هذا تولٍّ عن الصف، حالة إدبار خطیرة، تولٍّ من الزحف، هذه جبهة جهادیة عالیة القدر، رفیعة الشأن عند الله (عز وجل)، من دونها یتم الانهزام الکامل». معتبرًا جبهة التعلیم الدینی «أهم الجبهات».
وخلال اللقاء الذی یأتی ضمن برامج مرکز الشیخ المفید من أجل توثیق علاقة العاملین فی هذا الحقل المهم بالعلماء والاستنارة من إرشاداتهم وتوجیهاتهم، قال آیة الله قاسم: «إذا کان الطموح أن نبنی مجتمعًا قویًا آخذًا طریقه إلى الله (عزوجل)، میممًا شطر الغایة الکبرى، غایة الرضا الإلهی، عزیزًا فی الدنیا، على نجاة وفلاح فی الآخرة، فإنه لا بد لنا من أن نأخذ بأسباب البناء».
وأضاف «ما أردنا لمجتمعنا أن یکون ناهضًا وأن یتحمل مسؤولیته عن کفاءة وأن یکون القوی الصلب أمام کل العواصف والشداد فعلینا أن نبنیه على أساس من العلم الرصین».
وتابع سماحته «من الصعب جدًا أن تبنی أسرة مؤمنة فی وسط من مجتمع جاهلی، هذا أمر، الأمر الآخر إننا لا نتحدث عن المسؤولیة الاجتماعیة إلا من باب التحدث عن المسؤولیة الإلهیة، إن مسؤولیتک الإلهیة لتفرض علیک ألا تبنی نفسک لوحدها، أسرتک وحدها، وإنما علیک أن تمتد بالبناء بالهدایة بالنور بالصلاح إلى کل نفس على وجه الأرض ما استطعت. المسؤولیة لا تقتصر على بناء هذا المجتمع الصغیر، مسؤولیة المسلم تمتد إلى البناء الواسع الذی یشمل کل الدنیا، ویعطیها الصلاح».
وأکمل آیة الله قاسم «إذا کانت الصلاة فریضة - وهی الفریضة المحور - فإن التبلیغ فریضة، فرائض المسلم لا تقتصر - حسب النظر إلیها - على بناء نفسه، وإنما تتکفل ببناء ذاته وأسرته ومجتمعه وکل المجتمع الإنسانی ما استطاع هذا المرء».
وقال: «هی مهمة من مهمات الرسل تلک هی مهمة التربیة والتعلیم، المسألة لیست مسألة إیصال معلومات – ومعلومات صحیحة بالخصوص- وإنما هی مسألة تحویل هذه المعلومات الصحیحة وهذه الحقائق الثابتة إلى مشاعر داخل النفس، إلى سلوک، إلى علاقات، إلى بناء خارجی. نحن لسنا أمام صناعة عقل فقط، إنما یتحمل مربونا مسؤولیة صناعة عقل المجتمع، فکره، روحه، نفسیته، سلوکه. وهی مهمة ما أصعبها، وما أثوبها».
وشدد سماحته على أنه «لا یمکن لشخص ولا شخصین ولا لعشرة ولا لعشرین أن یقوموا بعملیة التبلیغ والإیفاء بمتطلباتها. هی مسؤولیة ومهمة لو فترنا عنها قلیلا من الوقت لشرّق المجتمع وغرّب، ولأضل المسار، وساد جهل کثیر، خاصة وأن الناس الیوم لیسوا متروکین لأنفسهم، أجیالکم لیست متروکة لأنفسها کما تعلمون».
وأوضح الشیخ قاسم أنه «لا یکفی مسمى التبلیغ؛ لا یکفی أن تتم عملیة التبلیغ بأی وجه کانت، إنما عملیة التبلیغ المطلوبة وعملیة التربیة هی العملیة التی تتوفر على کل أسباب النجاح ما استطعنا إلى تحصیل هذا الأسباب من سبیل».
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.