وشدد على أن الاميركيين لا يستطيعون ان يفرضوا على اللبنانيين شيئاً لا يريده اللبنانيون، وكل محاولاتهم فشلت والحمد لله، والاسرائيليون كذلك، ولذلك اليوم الجنوب اللبناني يعيش مرحلة من الامن والسلام والهدوء لم يسبق لها مثيل منذ سبعين عاماً، يعني منذ ولادة هذا الكيان الغاصب السرطاني الذي اسمه اسرائيل، كان جنوب لبنان والمنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة دائماً في حالة قلق واضطراب وكانوا يعتدون ويقتلون ويقصفون ويدخلون الى جنوب لبنان ويخطفون حتى من الجيش وقوى من الامن الداخلي ومن الناس العاديين ويفعلون مايشاؤون، وكانوا ايضاً يستهزأون باللبنانيين وبالشعب اللبناني".
ولفت إلى أن "الجنوب كان دائماً خائفاً، بينما اليوم المستعمرون والمستوطنون والاسرائيليون في شمال فلسطين هم الخائفون، وليس اهل بلداتنا وقرانا ومدننا، هم الذين يخافون وهم الذين يبنون الجدران وهم يقيمون الخطط الدفاعية، دائماً كانوا في موقع الهجوم، الان هم في موقع الدفاع، دائماً كنا في موقع الدفاع، الان نحن في موقع الهجوم، نحن نهددهم باننا سندخل الى فلسطين المحتلة ان شاء الله، ولذلك المعادلة تبدلت وتغيرت، وايضاً هذا من بركات انتصار الثورة الاسلامية في ايران وقيادة الامام الخميني وقيادة السيد القائد الامام الخامنئي "دام ظله"، وهذا الدعم المتواصل والموقف الثابت للجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب حزب الله وكل حركات المقاومة في العالم".
واعتبر أن "التفسير الذي يقول بأن ما يجري من مشاكل في المنطقة مرده خلافات بين ايران والسعودية تفسير خاطئ، فالصراع قائم قبل ان تقوم الجمهورية الاسلامية عندما كان الصراع بين الاتحاد السوفييتي واميركا وبين العرب والكيان الاسرائيلي 1948 اي قبل قيام الجمهورية الاسلامية في ايران"، موضحاً أن "مشكلة السعودية مع عدة دول عربية هي امر قديم لا علاقة له بإيران، وعندما سقط الشاه وانتصرت الثورة الاسلامية اعلنت السعودية عداءها لإيران التي مدت منذ البداية يد الصداقة لهم لكنهم ادركوا أن وجود دولة اسلامية يشكل خطرا على اميركا والصهاينة وادواتهم في المنطقة، وقد قدموا لصدام في العراق 200 مليار دولار اثناء حربه مع ايران وقد قالت شخصيات سعودية في السابق بأنه لو كان بالامكان تقديم اموال اكثر لصدام لفعلنا".
وشدد على أن "الذي بادر بالعداء لإيران هي السعودية ومشكلتها مع ايران هي نفس المشكلة التي كانت قائمة بينها وبين بقية الدول العرببية التي تتبنى القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة، الصراع ليس صراع بالنيابة ونحن وبمعزل عن موقف ايران نرى بأن السعودية كانت في لبنان تعادي حركات المقاومة إذا فمشكلتنا مع السعودية لا علاقة لها بإيران".
واعتبر أن "النظام السعودي قد شاخ وقد يكون في مراحله الاخيرة لأسباب طبيعية، فالظلم خلال المئة عام الاخيرة والفساد المستشري لديه وقمع الحياة واستئثار العائلة المالكة لكن ما سيعجل في نهايته هو اداء المسؤولين الفعليين حاليا في السعودية خلافا لما كان عليه الامر مع من سبقوهم، فإعلان محمد بن سلمان للحرب على اليمن وما يفعلونه هناك من مجازر سيترك أثرا على مستقبل السعودية، ايضا تدخل السعودية الواضح في شؤون الدول الاخرى عبر تقديم نفسها كصديقة لكل الدول خلال العشرين سنة الاخيرة، لأول مرة اليوم نحن نسمع شعار الموت لآل سعود في اكثر من بلد عربي ولأول مرة نرى قوى سياسية وشعبية وحكومات تأخذ موقفا واضحا من آل سعود وتدخلاتهم في المنطقة".
وشدد على أن "الموقف السعودي من القضية الفلسطينية وصفقة القرن وهذا الانبطاح والمذلة أمام ترامب أمر يسقط هيبة حكام السعودية الذين قدموا انفسهم في السابق كمستقلين واحرار، ففي السفر الاخير الذي قام به ترامب الى السعودية وما يقوله الآن في المهرجانات، وكلامه قبل ايام عن انه اتصل بالملك السعودي وأخبره بأن اميركا انفقت المال الكثير من اجل السعودية وعلى الرياض ان تدفع، ويقول بأنهم دفعوا 450 مليار دولار في ساعة واحدة ثم ننظر الى الاعلام السعودي الصامت امام ما جرى هذا يشكل نهاية الذل امام ضحكات ترامب في الوقت الذي ان تحدثت به شخصية في العالم الاسلامي حول السعودي لغضبوا وحكموا عليه بالكفر وقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع دولته. بصراحة لم يمر في التاريخ السعودي وضع كالوضع الحالي من المهانة والضعف والانكشاف لذلك فإنهم لن يبقوا طويلا بحسب السنن الالهية والطبيعية التي تقول أنه "لا يمكن لهم أن يستمروا طويلا".
من ناحية أخرى، أكد "التلاحم والدعم الشعبي المساند للحشد الشعبي وللجيش العراقي وللمرجعية الدينية شكل حصناً منيعاً امام مخاطر التكفيريين وجماعة داعش الوهابية وافشل هجماتهم واجبروهم على ترك الاراضي العراقية وايضاً المحتلين الأميركان".
ولفت إلى ان "الاميركيين بعد غزو العراق حاولوا كثيراً ان يستفيدوا من الاختلافات الداخلية في هذا البلد لتثبيت احتلالهم وسيطرتهم، وعندما فشلوا في ذلك، جاؤوا بالتكفيريين واغلبهم من السعودية الى العراق الذين نفذوا اعمالاً انتحارية في المناطق الشيعية والسنية، حيث كان هناك جهدا كبيراً من قبل الاميركان لاثارة حرب طائفية واهلية في العراق" بحسب ما نقل "الاعلام المركزي".
وشدد على أن "موقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف بفتواها المشهورة بالجهاد الكفائي، والجهود الجبارة التي بذلتها الجمهورية الاسلامية لمساعدة العراقيين حالت دون تطور الموقف الى حرب طائفية واهلية في العراق، وايضاً نتيجة للصمود السياسي والجهد السياسي من جهة، وايضاً المقاومة المسلحة من جهة اخرى، وجد الاميركيون انفسهم عاجزين عن البقاء في العراق، ولذلك بدأوا يبحثون عن صيغ وعن اتفاقيات لسحب القوات الامريكية من العراق والذي شكل انتصاراً كبيراً للشعب العراقي".
وأوضح نصرالله، أن محنة جماعة داعش الوهابية تقف خلفه الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول المنطقة، مشيراً الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران سارعت الى تقديم المساعدة الى العراقيين الذين بدأوا يعدون العدة لمحاربتها، وارسلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني وبعض قادة حرس الثورة الاسلامية الى بغداد الذين قاموا بتوحيد فصائل المقاومة بالتعاون مع الحكومة العراقية، وفتحت الحدود بين ايران والعراق وبدأت بتقديم كل اشكال الدعم وتسليح الحشد الشعبي والجيش العراقي وبدأت المواجهات بعدها التي انتهت بطرد داعش.
وأكد السيد "ان قاسم سليماني طلب منه 120 شخصاً من حزب الله كقادة عمليات من اجل الاسراع في دحر داعش وحسم المعركة باسرع وقت ممكن في العراق"، مشدداً على ان "الانتصار العظيم على هذه الجماعة ما كان ليتحقق لولا الموقف التاريخي والعظيم للجمهورية الاسلامية وللسيد القائد الى جانب العراق والمرجعية الدينية والحشد الشعبي والحكومة العراقية والشعب العراقي".
وأكد نصرالله ضرورة مواصلة هذا العمل لتجاوز المرحلة، مشيرا الى أن اكثر الذين قاتلوا في صفوف الجيش واللجان الشعبية في العراق وسوريا هم من السنة الى جانب الشيعة وبقية الاديان والمذاهب ما يعني ان الامة العربية والاسلامية لديها الحصانة ويجب ان نزيد ذلك عبر الالتفاف حول القضية الفلسطينية والوقوف بوجه اميركا والدفاع عن شعوب المنطقة.
واكد نصرالله ان الجمهورية الاسلامية عملت على توحيد الفصائل والقيادات العراقية على تنوعها، ما افشل سياسة واشنطن التي سعت الى تفتيت العراق وفرض دستور غريب عليه، كما اشار السيد نصرالله الى الدور الكبير الذي بذلته الجمهورية الاسلامية في مساعدة العراق والانتصار على جماعة داعش.
المصدر: النشرة اللبنانية