وقال:" لا أعتقد أن هناك حادثة منذ بدء الاسلام تشبه ما حصل في المدينة من استباحة وقتل وسرقة، وهي مدينة رسول الله" واعتبر ان واحدة من اهم نقاط ضعف الثورة في المدينة: عدم وجود قائد.
واضاف " في الوقت المناسب، مع القيادة المناسبة في اطار مشروع مناسب، ممكن ان يغير وجه التاريخ، هذه هي العبرة، نأخذ منها مثلين من واقعنا المعاصر ونختم، مثل سلبي ومثل ايجابي، المثل السلبي إسرائيل في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، عندما أت الانكليز، كل الوقائع تقول أن اليهود لم يكونوا يريدون أن يأتوا إلى فلسطين، أنا لا أبرأهم، هذه وقائع تاريخية، الجماعة كانوا يريدون دولة ولذلك بالمؤتمر الصهيوني الأول كان من الخيارات الأرجنتين ومن الخيارات أوغاندا وكان هناك مجموعة من الخيارات من جملتها فلسطين، الانكليز أتوا بهم إلى فلسطين، جزء من المشروع الإستعماري، لأنه في زمن الانتداب الإنكليزي كانوا يعرفون أنهم لا يستطيعون أن يبقوا في المنطقة فيريدون وكيلا يريدون أداة وخطة، الان ورثهم الاميركيون، جاؤوا بهم الى فلسطين وهيأوا خلفية دينية وإيديولوجية لدولة إسرئيل، كل ما نسمعه اليوم من اليهود الإسرائيليين "أرض الميعاد وهيكل سليمان ويهودة والسامرة" كله هذا كلام فارغ لأنه لو كان القرار البريطاني بأن يعطى هؤلاء دولة في أوغاندا أو في الارجنتين كان كل هذا الكلام لا محل له، فأتوا بهم الى المنطقة، أين الشاهد؟ في ذلك الوقت لو ان المسلمين وفي مقدمهم العرب، يومها الجيوش العربية وملوك العرب وزعماء العرب وما شاء الله، الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية، هناك من يقول لي أنني أظل أحط حطاطهم للجماعة، الوقائع هكذا، الملك المؤسس لديه جيش طويل عريض يقاتل فيه في شبه الجزيرة العربية ويرتكب المجازر ويغزو مدنا ويدمر إمارات وحكومات، ولكن هذا الجيش لم نر له موقف أمام تأسيس الكيان الصهويني وجيوش أخرى، عندما تخلى الملوك والأمراء والرؤساء والنخب والزعماء والعوام من العرب والمسلمين في ذلك الوقت تأسست دولة "إسرائيل" الكيان الغاصب سنة 1948 وبدأت بإرتكاب المجازر، كل المجازر التي أرتكبت في فلسطين ولبنان والمنطقة وإحتلال الاراضي ولا تزال المنطقة تتحمل، كل منطقتنا وكل شعوبنا تتحمل أعباء، اليوم مثلا العميل المجرم، جاء ليحي جراحات، اليوم كنت أشاهد على التلفزيون مثلا أن مجزرة سحمر، كان يتكلم بها كبار في السن ويبكون، هذا العميل عاد وجدد العزاء، حسنا هذا كله ببركة من ببركة إسرائيل، حسنا، إسرائيل كيف قامت وبقيت وإستمرت الى يومنا هذا، لأن الامة تخلت عن مسؤولياتها، هذا الذي حصل في سنة 60 للهجرة، حسنا هذا مثل سلبي. إذا ذهبنا الى المثل الايجابي، عندما نتحمل المسؤولية يسقط المشروع الخطر، المثل الإيجابي هو مشروع دولة داعش، الاميركيون والاسرائيليون ومعهم دول في الخليج ودول في المنطقة جاؤوا وكان لديهم مشروع دولة داعش في المنطقة، وكانت نواتها الاصلية تبدأ في سورية وتمتد الى العراق والى لبنان ولاحقا الى ايران والاردن والى دول أخرى في المنقطة، طبعا داعش إستطاعت خلال سنوات قليلة، المساحة الجغرافية التي كانت مع داعش في سورية والعراق، هي أكبر دولة عربية اذا ما إستثنينا السعودية أو السودان، المساحة الجغرافية التي حصلوا عليها هي مساحة ضخمة جدا، دولة لسنوات وأنشأ وزارات ودواوين ومكاتب وجيش الخلافة، ودعم وإمكانات وفلوس ودبابات، حسنا، لو الناس لم تتحمل المسؤولية ماذا كانت فعلت دولة داعش؟ في لبنان والشعب اللبناني بكل طوائفه؟ ولذلك من يتكلم عن الموضوع، هؤلاء ليس لديهم شيء يفعلونه غيرالحكي، وبعض الاخوان يحزنون عندما يتكلم فلان أو فلان؟، يا أخي ما إذا لم يتكلم فلان لن يجد شيئا ليفعله، وهذا إذا لم يكتب مقالا لن يجد شيئا ليفعله، يمكن أن يجوع أيضا، فهؤلاء لا قيمة لهم عندما تتكلم عن معادلات جوهرية وحقيقية وكبرى في المنطقة هؤلاء لا تتعبوا قلبكم، لا تسمعوا لهم ولا تقرأوا لهم ولا يزعجوكم في شيء، حسنا لو داعش أقامت دولة وتمكنت ماذا كان ليحصل في لبنان؟ ماذا كان ليحصل في القضية الفلسطينية؟ ماذا كان ليحصل في بقية العراق؟ وماذا كان ليحصل بكل الشعب السوري وإيران والاردن وماذا ايضا كان ليحصل ببعض دول الخليج بالحد الادنى؟ ماذا كان حصل؟ كانت حصلت كارثة تاريخية، لان هؤلاء عقلهم هذا هو، هذه هي ثقافتهم، وهذا هو جوهرهم، قتل وإغتصاب وذبح وسبي ونهب، لا يوجد لديهم حرمات، لديه كلمتين، كافر وإنتهى الموضوع بالنسبة له، دماء عرض مال كرامة، لا يوجد شيء له قيمة لديهم، حسنا عندما قامت الناس في لبنان، المقاومة وجمهور المقاومة وقاموا في سورية وفي العراق، والجمهورية الاسلامية في ايران ساعدت، يوجد إخوان من العراق أتوا الى سورية وقاتلوا، وإخوان أخرون أتوا من أفغانستان وأخرون من باكستان وأخرون من أماكن أخرى الناس قاتلت، ولا يوجد مشكلة، الان البعض حاول أن يعترض، حتى لو كان الشعار لبيك يا زينب، أو كان الشعار كلنا عباسك يا زينب، هذا كان في محله، لأن زينب لا تعبر عن مقام وضريح فقط، زينب تعبر عن رمز نساء هذه الأمة، أعراض هذه الأمة، كرامة هذه الأمة، شرف هذه الأمة، لو ترك لداعش أن تقيم دولتها وتسيطر على هذه المجموعة من البلاد لسبيت زينب الف مرة وليس فقط مرتين، لكان التاريخ غير التاريخ، الناس تحركت وكان لديها من الايمان ومن الوعي والبصيرة والفهم والعزم والادراك وتحمل المسؤولية والشجاعة أن تجعل من كل الناس تذهب لتقاتل، وهذه المعركة والتي حصلت في سورية والعراق يعني نحن في أواخرها، بالنسبة الى داعش تقريبا إنتهت، هذه لم تكن حدثا عاديا، وليس مفصلا عاديا، هذا مفصل تاريخي في تاريخ البشرية، إذا اراد احدهم أن يدقق فيه جيدا، وأنتم على كل حال، أنتم والناس وهذه البيئة الطيبة والحاضنة أبلت بلاء حسنا في هذه المعركة، دائما أنا كنت اتحدث عن الأباء والأمهات الذين لديهم ولدا واحيدا وكنا نحن نشترط أنه نريد إذن الأب والأم وكانوا يعطون إذن، وبعد ذلك صرنا نقول يجب ان يكتبوا فصاروا يكتبون، والأب يمضي والأم تمضي وبعد ذلك عندما وجدت ان هناك عددا كبيرا من الشهداء، من الأولاد الوحيدين، قلت للإخوان لا ترسلوا الى المعركة أبنا وحيدا حتى لو وافقت الأم والاب، صاروا يرسلون رسائل وفي واحدة من الرسائل مثلا من الأب والأم، الأم تكتب أنه هذا أبني أنا حملت به وأرضعته وأنا ربيته ليأتي يوم ويدافع فيه عن السيدة زينب عليها السلام وعن الحسين عليه السلام، أنت يا سيد تريد أن تمنعه، إذا منعته أنا سأشكوك إلى السيدة الزهراء يوم القيامة، اذا هذا التحرك المسؤول هذا الوعي هذا الفهم هذه البصيرة هو الذي دفعنا للذهاب ونغير مسار التاريخ، وتغير مسار تاريخ بشهدائنا وبقية الشهداء في سورية والعراق من كل الجنسيات التي قاتلت غيرت مسار التاريخ وأسقطوا مؤامرة كونية دولية عالمية لتغيير وجه المنطقة، ويمكن تغيير حضارة المنطقة وثقافتها، وتركيبة المنطقة وديمغرافية المنطقة. هذا بحاجة الى كلام وشرح ما شاء الله، هذا من العبر، أعيد القول لو أن مكة والمدينة والكوفة وغيرها لم تترك الحسين سنة 60 للهجرة وتحركت في الوقت المناسب لكان العالم غير العالم.
المصدر: الوكالة الوطنية