ترأس الورشة، التي عقدها مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الافتاء المصرية، الدكتور مرزوق أولاد عبدالله، الأستاذ بالجامعة الحرة بأمستردام هولندا.
وناقش الحضور محاور عدة تتعلق بقضايا الإسلاموفوبيا المعاصرة، تتلخص في قراءة مؤشرات التصاعد للاعتداءات المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين، وآليات المواجهة على المستوى الفكري والديني والإعلامي والسياسي والمجتمعي.
أطلق المرصد، مؤخراً، مؤشر الإسلاموفوبيا بهدف رصد خطابات التحريض ضد المسلمين في مناطق عدة من العالم، مع التركيز على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ويقدم المؤشر خريطة مفصلة لأبرز اعتداءات الإسلاموفوبيا التي تستهدف بث ونشر الرعب والإرهاب بين المسلمين المقيمين في البلدان الأجنبية أو المهاجرين من المناطق المسلمة طلبا للجوء أو العمل، أو بقصد تهميش وإقصاء المسلمين وتقليص حقوقهم وحرياتهم داخل تلك البلدان، وذلك في أعقاب العملية الإرهابية البشعة التي راح ضحيتها أكثر من 50 مسلما في نيوزيلندا في مارس/أذار الماضي.
واعتبر المرصد مواجهة الإسلاموفوبيا عملية مركبة ومعقدة تتشابك فيها الأدوار ولا تنفصل عن بعضها البعض، تلعب فيها المؤسسات الدينية المحلية في العواصم الغربية دورا لا يكتمل إلا بأدوار الأفراد والمنظمات الإسلامية الدولية.
وقدم المرصد توصياته بضرورة التنسيق بين المراكز الإسلامية وشركائها في الداخل والخارج؛ لإيجاد آلية عمل لاستصدار قوانين دولية ومحلية تجرم كافة أشكال التمييز والانتهاكات ضد المسلمين، على غرار تجريم مظاهر العداء للسامية.
كما أوصى، حسب بيان أصدره الأربعاء، بإيجاد آلية لانخراط المسلمين في المؤسسات العامة والتشريعية، وفي جماعات الضغط ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب، ووصفه بـ"انخراط قائم على أسس التعددية والانفتاح السياسي والاجتماعي والتعايش السلمي والمشاركة الفعالة في تحقيق أمن تلك المجتمعات".
ومن ضمن التوصيات التي أصدرها المرصد العمل على تأسيس شبكات إعلامية ضخمة مناصرة لقضايا المسلمين والمهمشين في تلك المجتمعات، مشدداً على ضرورة تنشيط دور المجتمع المدني والمنظمات الأهلية في التعامل مع وسائل الإعلام.
وقال: "من المهم توجيه الرأي العام إزاء ظاهرة الإسلاموفوبيا بتوفير معلومات تتطابق مع الواقع، ونشر ثقافة الحوار واحترام الرأي، ونبذ ممارسات الإقصاء والتهميش ضد أي مجموعة عرقية أو دينية".
وأوصى أيضاً بـ"العمل على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات التكنولوجية المعاصرة في رصد ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والدفع بإغلاق المواقع التي تحرض على المسلمين، والعمل الميداني على تغيير الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، بالاندماج الكامل للمسلمين في المجتمعات التي يتعايشون بها، والعمل على تغيير سلوكياتهم لتتوافق مع قيم تلك المجتمعات بما لا يخل بالثوابت الإسلامية".
وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس الثلاثاء، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وتعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة.
المصدر: وكالة اكنا