وتوجه مجموعات كبيرة من المعزين والزوار والمجاورين إلى الحرم الرضوي الطاهر، على شكل مواكب تسير في الشوارع المنتهية بالحرم، حيث قاموا بأداء مراسم العزاء في ذكرى أربعين سيد الشهداء عليه السلام لاطمين صدورهم ورؤوسهم.
وخلال المراسم ألقى حجة الإسلام والمسلمين محسن كافي كلمةً، قال خلالها إن الحكم العبثي على الآخرين يعتبر واحداً من مشاكل مجتمعنا، وللأسف هذه المشكلة كانت منتشرة بين كافة البشر وعلى امتداد الأزمان، في حال أن الإسلام نهى عن هذا الشيء بشكل قاطع، واعتبر أنه مقدمة للفساد."
وأشار حجة الإسلام محسن كافي، إلى أن الحكم العبثي ينبع من سوء الظن، وأضاف "سوء الظن يعني أن ينظر الإنسان إلى الآخرين بنظرة متشائمة، أو بتعبير آخر، أن يضع على عينيه نظّارات التشاؤم، بشكل يحمل فيه أقوال وتصرفات الآخرين على محل سلبي في أكثر الأوقات."
وتابع خطيب الحرم الرضوي الطاهر قائلا إن "الوصفة التي يقدمها القرآن الكريم، لأجل عدم إصدار الأحكام على الآخرين هي عدم البناء على الظنون التي لم تنشيء عن علم يقيني."
كما أشار سماحته إلى أن سوء الظن هو من أكبر الموانع التي تقف في وجه التعاون الإجتماعي، وأضاف "إن سوء الظن يدفع الإنسان إلى التوجه للحياة الفردية، ولأن يكون منزوياً، وبالتالي يصير عرضةً للمفاسد الناشئة عن هذا الشيء."
وأضاف كافي أن "إحدى عوامل سوء الظن هو الحسد، إذ أن الشخص الحسود يريد أن يقلل من مقام ومكانة الشخص المقابل بأي طريقة كانت."
واعتبر كافي أن الشخص الحسود لا يبرر تصرفات الآخرين بشكل صحيح ومنطقي، وقال إن "المفكرين، ذكروا خمسة عوامل لظهور سوء الظن، تشمل، الحكم على الظاهر، والطمع، والحسد، ومعاشرة الأشخاص سيئي الطينة، وخبث الباطن."
كما اعتبر أن العجلة هي من العوامل الأخرى للحكم العبثي وتابع "إن لم يتم التحكم بخصلة العجلة والتسرع في وجود الإنسان، فإن النتيجة لن تكون سوى الندامة والحزن، وسوف يحرف هذا الشيء الإنسان عن المسير الأساسي للحياة."
المصدر: العتبة الرضوية المقدسة