06 September 2009 - 16:08
رمز الخبر: 563
پ
<BR>
<BR>
الشیخ الصفار:الإعلام العربی فی معظمه یفقد الاستقلالیة وتوجهه الأنظمة الحاکمة<BR>
<BR>
   <BR>
<BR>

 

 أجرت مجلة «کل الناس» الرمضانیة الصادرة فی مملکة البحرین حواراً مع الشیخ حسن الصفار بمکتبه الکائن بالقطیف بالمملکة العربیة السعودیة وتناولت موضوع الاعلام وآثاره على المجتمعات لا سیما فی الوقت الحاضر.. فیما یلی نص الحوار:

 

• «کل الناس»: لماذا أصبح دور الإعلام مهماً وضروریاً فی وقتنا الحاضر؟

 

- «الشیخ الصفار»: تأتی أهمیة دور الإعلام فی الوقت الحاضر، لتقدم مستوى اهتمام الإنسان بالمعرفة، فقد انتشر التعلیم، وارتفعت ثقة الناس بأنفسهم، وازداد فضولهم المعرفی، یریدون أن یلاحقوا الأخبار، ویتابعوا التطورات، ویطّلعوا على مختلف القضایا.

 

کما أن أحداث العالم أصبحت أکثر تداخلاً، فما یحصل فی أی بلد یؤثر على کل أنحاء العالم، لذا یحرص الناس على متابعة ما یجری فی کل مکان، لإدراکهم تأثیرات ذلک على أوضاعهم بشکل أو بآخر.

 

وتطور وسائل الإعلام والاتصالات لجهة الدقة والسرعة والتقنیة المتطورة، کلها أسباب للجذب والاستقطاب، لوسائل الإعلام.

 

لقد أصبح الإعلام قوة مؤثرة فی صنع السیاسات وتوجیهها، وأصبح سلاحاً فعالاً فی المنافسة والصراع الفکری والسیاسی والاقتصادی، ففی المجتمعات الدیمقراطیة اخذ الإعلام مسمى السلطة الرابعة، وفی کل الدول والمجتمعات تستفید الحکومات من الإعلام لتبریر سیاستها، وتستفید المعارضة لتعزیز قوتها.

 

• «کل الناس»: هل لعب الإعلام دوراً فی قلب الحقائق على مر التاریخ؟

 

 

 

الحکام المستبدین عبر التاریخ، والتوجهات الفئویة، مارست دور الوضع والکذب والافتراء، لتبریر السیاسات الظالمة، وخداع الناس وتضلیلهم

- «الشیخ الصفار»: بالتأکید فإن الحکام المستبدین عبر التاریخ، والتوجهات الفئویة، مارست دور الوضع والکذب والافتراء، لتبریر السیاسات الظالمة، وخداع الناس وتضلیلهم.

 

کما جرى التعتیم على سیرة وعطاء القیادات الصالحة، من الأئمة والأولیاء، والثائرین والمصلحین.

 

وما نعانیه فی تاریخنا من تناقض وغبش واضطراب فی نقل الأحداث والوقائع، إنما هو بسبب ذلک الدور السیئ لإعلامیی تلک العصور.

 

• «کل الناس»: کیف تنظر إلى الإعلام العربی؟

 

- «الشیخ الصفار»: الإعلام العربی فی معظمه یفقد الاستقلالیة، وتوجهه الأنظمة الحاکمة، وقلّ أن تتوفر فرص الإعلام الحرّ، وبعض الإعلام العربی یخدم توجهات طائفیة أو فئویة، کما أن المساحة الأوسع من البث الفضائی تستهلک فی البرامج العاطفیة، وتعرض الأفلام الهابطة.

 

وهناک منابر إعلامیة عربیة هادفة مفیدة، تواجه التحدیات، وتصارع الضغوط، لتکون وفیّة لقضایا الأمة، وملتزمة خدمة القیم الفاضلة والأخلاق النبیلة.

 

• «کل الناس»: هل کان للإعلام دوراً فی تفسخ الشعوب أم فی ارتقائها؟

 

- «الشیخ الصفار»: التقدم والتطور الإعلامی نعمة کبیرة لصالح البشریة، لکنها کسائر النعم التی انعم الله تعالى بها على الإنسان، یمکن أن تکون وسیلة للخیر، أو أداة للشر، حیث تختلف الشعوب فی مدى استفادتها من الإعلام أو تضررها منه، باختلاف مستوى وعی التعامل مع هذه القوة الرهیبة المؤثرة وهی الإعلام.

 

فکلما اتسعت رقعة الوعی فی الشعوب، کانت الاستفادة الایجابیة من الإعلام أکبر، حیث تظهر من خلاله الکفاءات والطاقات، ویکون تبادل للآراء والأفکار، وتدویر للمعلومات والأخبار، وتقدم فی الحراک السیاسی والثقافی.

 

أما حین ینخفض مستوى الوعی، یأخذ الإعلام منحى آخر، هو التضلیل والتمییع ومسخ الهویّة القیمیة.

 

• «کل الناس»: الإعلام سلاح ذو حدین ما المقصود بهذه العبارة؟

 

 

 

کلما اتسعت رقعة الوعی فی الشعوب، کانت الاستفادة الایجابیة من الإعلام أکبر

- «الشیخ الصفار»: الإعلام وسیلة مهمة جداً فی هذا العصر، فهو الذی یصنع الرأی العام، ویؤثر فی أفکار الناس وتوجهاتهم، وینشر المعارف والثقافات، وهو أداة للتواصل بین الأمم والحضارات.

 

إنه یمکن الاستفادة من الإعلام ایجابیاً، بالتبشیر بالقیم الفاضلة، وخدمة توجهات التنمیة، والمصلحة الإسلامیة والوطنیة، والرقی بالمستوى المعرفی والثقافی لأبناء المجتمع.

 

وباتجاه الأمم الأخرى یمکن أن نوصل لهم عبر الإعلام رسالة الإسلام، ونعرفهم على مبادئه الإنسانیة الداعیة إلى السلم والسلام، فی مقابل التشویه والإساءات التی توجهها الجهات المعادیة لدیننا الحنیف ولنبینا العظیم صلى الله علیه وآله.

 

وهذا هو الحدّ الایجابی لسلاح الإعلام، الذی یتمثل فی إمکان استفادتنا منه لصالح دیننا ومجتمعاتنا وأوطاننا، أما الحدّ الآخر السلبی، فهو ما نشکو منه من استغلال الأعداء للإعلام ضدنا، ومن تسخیر الأنظمة الاستبدادیة للإعلام من أجل مصالحها، ومن التوجهات المنافیة للأخلاق التی تروج لها وسائل الإعلام.

 

• «کل الناس»: جیل الشباب وجیل الأطفال هل صار ضحیة الإعلام؟ ولماذا؟

 

- «الشیخ الصفار»: لا شک أن أکثر المتأثرین سلبیاً بالإعلام السیئ هم جیل الأطفال وجیل الشباب، والإعلام یستهدف هذین الجیلین بالدرجة الأولى.

 

لقد أصبح الإعلام جسراً لنقل ونشر السلوکیات المنحرفة لأبنائنا وشبابنا، ومن أبرزها ممارسات العنف والابتذال الأخلاقی.

 

کان أبناؤنا یرثون سلوکیات آبائهم وعوائلهم المنبعثة من الالتزام الدینی، وعادات وتقالید الاحترام والتکافل الاجتماعی، فمجتمعنا محافظ وخاصة فی مجال العلاقة بین الجنسین.

 

لکن وسائل الإعلام والاتصال نقلت لأبنائنا سلوکیات التمرد، وممارسة العنف بدءاً من أفلام الکرتون الموجهة للأطفال.

 

کما أن البرامج المبتذلة والأفلام الهابطة، شجعت الشباب على تکوین العلاقات العاطفیة بین الجنسین، والتواصل عبر الشبکة العنکبوتیة.

 

ومما ساعد على نجاح الإعلام فی اختراق سلوکیات أبنائنا، ضعف الاهتمام العائلی بالأبناء، بسبب انشغال الوالدین وترک الأبناء بلا احتضان ولا توجیه، فأصبحوا هدفاً سهلاً لتأثیرات الإعلام السیئة.

 

• «کل الناس»: فی نظرک من یقف وراء الإعلام الهابط؟

 

- «الشیخ الصفار»: تقف وراء الإعلام الهابط جهات مصلحیة یهمها الکسب المادی، لأن البرامج الشهوانیة، تستقطب أکثریة الناس، کما یقول تعالى: ﴿ زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ﴾.

 

وتشیر الإحصائیات إلى الأرقام الضخمة التی یجنیها مروجو المخدرات، ومنتجو الأفلام الإباحیة، ومدیروا شبکات الدعارة والمتاجرة بالبشر....

 

کما أن هناک جهات سیاسیة دولیة ومحلیة، قد تسعى لنشر المیوعة والفساد فی المجتمعات التی ترید الهیمنة علیها.

 

• «کل الناس»: هل مستوى الإعلام الإسلامی یلبی حاجة الشعوب وارتقائها؟

 

- «الشیخ الصفار»: إن من أهم حاجات شعوبنا:

 

أولاً: الفهم الصحیح للدین، حیث یسود فهم قشری تقلیدی على مساحات واسعة من مجتمعات الأمة، یتحول الدین بموجبه إلى مجرد طقوس وتقالید، أما قیم الدین الحقیقیة کالحریة والعدالة وحقوق الإنسان والمعرفة والتنمیة والعمل الصالح، فهی غائبة ولا تحظى بأهمیة الطقوس والشعائر الظاهریة.

 

 

بعض وسائل الاعلام الاسلامیة تقوم بدور سلبی وتضلیلی، یعزّز حالة التخلف، ویمارس الخداع السیاسی لصالح أنظمة الاستبداد

ثانیاً: التنمیة الشاملة، فشعوبنا فی آخر القائمة فی جمیع کشوف التنمیة، کمستوى الجامعات، ومستوى الإنتاج، ومعدل العمر، والمشارکة السیاسیة، ومشارکة المرأة، وحرکة المعرفة وغیرها، والقوائم الوحیدة التی نأخذ فیها الأرقام الأولى هی الحروب والنزاعات الداخلیة، وانتهاکات حقوق الإنسان ومستوى الأمیة... وأمثالها.

 

ثالثاً: ثقافة التسامح، فالتنوع العرقی والقومی والدینی والمذهبی فی مجتمعاتنا، بدل أن یکون دافعاً للتعارف، کما هو توجیه القرآن الکریم ﴿ وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ أصبح سبباً للقطیعة والتباعد، وبدل أن یکون مصدراً للإثراء کما هو الحال فی واقع المجتمعات الأخرى، صار سببا للاحتراب والصراع والنزاع.

 

إن على الإعلام الإسلامی أن یجتهد فی خدمة هذه الحاجات الأساسیة للشعوب الإسلامیة فی هذا العصر، وهو لا زال یعانی من قصور کبیر فی الاستجابة لهذه التحدیات، بل إن بعضه یقوم بدور سلبی وتضلیلی، یعزّز حالة التخلف، ویمارس الخداع السیاسی لصالح أنظمة الاستبداد، ویزیّف اهتمامات الناس بإثارة الغرائز والشهوات.

 

• «کل الناس»: کیف تنظر إلى فضائیاتنا الإسلامیة؟ وبماذا تنصحهم؟

 

- «الشیخ الصفار»: فضائیاتنا الإسلامیة حدیثة ناشئة، لا تتوفر لها الإمکانات التی تملکها الفضائیات المتقدمة، ولا مستوى الخبرة والتجربة.

 

وأکثر هذه الفضائیات یسودها خطاب تقلیدی، فهی تنقل خطب المساجد والحسینیات، بما لا یناسب الفضاء المفتوح، کما تخدم فی الغالب الاهتمامات الجزئیة القشریة، کمسائل الخلاف المذهبی، وبعضها یمارس دور الشحن والتعبئة الطائفیة، من الجانب السنی والشیعی.

 

لکن عدداً قلیلاً من الفضائیات الإسلامیة قد شقت طریقها بنجاح، وفی طلیعتها قناة المنار الفضائیة، وهی أنموذج للإعلام العصری الأصیل، حیث تبث قیم الدین، بلغة عصریة منفتحة، کما تستنهض أبناء الأمة لخدمة قضایاهم المصیریة کمقاومة العدوان الصهیونی، والهیمنة الأجنبیة وتعزیز الوحدة الإسلامیة.

 

• «کل الناس»: ماذا تقول إلى الذین یملکون الإعلام والقائمین علیه؟

 

- «الشیخ الصفار»: أقول لمالکی وسائل الإعلام والقائمین علیها فی مجتمعاتنا الإسلامیة، علیهم أن یتحملوا مسؤولیتهم أمام الله وأمام أوطانهم ومجتمعاتهم، فهم یملکون أهم فرص التأثیر على عقول الناس ونفوسهم، ولهم الدور الأساس فی المشارکة فی صناعة الرأی العام فی شعوبهم.

 

فعلیهم أن ینطلقوا من خدمة المصالح العامة للناس، وأن لا یقدموا علیها مصالحهم الذاتیة، المتمثلة فی الکسب المادی، وخدمة التوجهات السیاسیة.

 

 

 

على وسائل الإعلام أن لا تکون معاول هدم لمنظومة القیم الأخلاقیة بإثارة الشهوات وتحریض الغرائز

إن مجتمعاتنا مهددة الیوم فی أمنها الاجتماعی وقیمها الأخلاقیة، والإحصائیات المتصاعدة لحوادث الإجرام، وانتهاک الأعراض، وانتشار المخدرات، واستعمال العنف، والمشاکل الأسریة، هی مؤشرات خطیرة لمضاعفات التحولات التی تمرّ بها مجتمعاتنا، فعلى وسائل الإعلام أن لا تکون معاول هدم لمنظومة القیم الأخلاقیة بإثارة الشهوات وتحریض الغرائز.

 

کما أن أوطاننا فی حاجة ماسة لتحریک عجلة التنمیة التی تأخرت وتعثرت کثیراً. مما وسّع رقعة الفقر، وزاد مستوى البطالة، واضعف واقع الإنتاج.

 

فعلى وسائل الإعلام أن تدفع نحو الفاعلیة، وتسهم فی معالجة المشاکل القائمة التی تعوّق التنمیة.

 

وعلى المستوى الاجتماعی والسیاسی، یجب الابتعاد عما یثیر الفتنة والفرقة، والتأکید على مفهوم المواطنة والمشارکة السیاسیة، لتحقیق الدیمقراطیة والتقدم.

 

• «کل الناس»: بماذا تنصح الأسر والشباب والشعوب فی تلقیه الإعلام؟

 

- «الشیخ الصفار»: أنصح کل إنسان بأن یتلقى الإعلام بعقل یقظ، وإرادة واعیة، فیفکر فیما یسمع ویقرأ ویشاهد، ولا یکون مستسلماً لما یتلقى، فمعظم الإعلام یخاطب العواطف، ویستغفل العقل، لیوجه المتلقی فی الاتجاه الذی یریده منتج المادة الإعلامیة، فی مختلف المجالات.

 

إن القرآن الحکیم فی عدد من آیاته الکریمة، حین یذکر حاستی السمع والبصر کنافذتین للإنسان على معلومات الحیاة یردف ذکرهما بذکر العقل، لیکون المرجعیة للحکم على ما یمر عبر السمع والبصر. ومن دون ذلک یقع الإنسان فی مهاوی الضلال.

 

جاء ذلک فی خمس موارد من القرآن الکریم کقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ﴾ [سورة النحل، الآیة: 78].

 

وقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِی أَنْشَأَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِیلاً مَا تَشْکُرُونَ ﴾[سورة المؤمنون، الآیة: 78].

 

وکذلک الآیة رقم 9 من سورة السجدة، والآیة 26 من سورة الأحقاف، والآیة 23 من سورة الملک.

 

کما أنصح العوائل بأن تلفت أنظار أبنائها إلى طرق التعامل السلیم مع الإعلام، وذلک عبر الوسائل التالیة:

 

أولاً: أن یکون الوالدان قدوة لأبنائهم فی اختیار القنوات الإعلامیة، وفی التعاطی معها، مثلاً:

 

إن إدمان بعض الآباء والأمهات على متابعة الأفلام والمسلسلات العاطفیة، یدفع بأبنائهم إلى ذات الحالة، مع فارق المرحلة من العمر حیث یکون الأبناء فی مرحلة التنشئة أو المراهقة، ما یجعل الضرر علیهم کبیراً.

 

کذلک فإن استجابة الوالدین للدعایات الإعلامیة عن المنتجات والسلع، یکرّس فی ذهنیة الأبناء حالة الثقة بما تعرضه وسائل الإعلام من الدعایات التسویقیة، وهو تسویق تجاری، کما هو معلوم.

 

ثانیاً: ینبغی الحدیث مع الأبناء عن طبیعة الوضع الإعلامی، وعن تصنیف القنوات والمصادر الإعلامیة، وتوعیتهم بتوجهاتها وأهدافها، وإرشادهم لکیفیة الاستفادة منها، وتجنب مضارها.

 

إن توفیر الأجهزة الإعلامیة والمعلوماتیة للأبناء یجب أن یصحبه توجیه کاف للنهج السلیم فی التعامل معها.

 

ثالثاً: من المهم جداً مشارکة أفراد الأسرة فی برامج المتابعات الإعلامیة والمعلوماتیة، فیشاهدون مع بعضهم نشرة الأخبار مثلاً، ویکون هناک مناقشة وتعلیق، وکذلک الحال فی مشاهدة برامج الحوارات أو الأفلام، والدخول على مواقع الانترنت، ولو فی بعض الأحیان، لیتدرب الأبناء على التفکیر فیما یسمعون ویشاهدون، ولینتبهوا إلى أسالیب تمریر الأفکار والمعلومات والسلوکیات غیر الصحیحة.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.