22 September 2013 - 15:32
رمز الخبر: 6856
پ
رسا- دعا المشارکون فی المؤتمر الدولی السابع للتقریب بین المذاهب الاسلامیة فی لندن جمیع المسلمین الى ادانة واضحة للفضائیات الطائفیة والخطاب الاعلامی الفتنوی المضلل وذلک فی بیان اصدروه فی ختام أعماله امس السبت 21 سبتمبر الجاری.
التقريب المذاهب

وفقاً لما افادته وکالة رسا للأنباء نقلاً عن الموقع الاعلامی للمرکز الاسلامی فی انجلترا انه أکد العلماء المشارکون فی المؤتمر الدولی السابع للتقریب بین المذاهب الاسلامیة فی لندن الذی عقد تحت عنوان "دور التقریب فی مواجهة الطائفیة وحمایة المجتمع" فی بیان اصدره فی ختام أعماله امس السبت على رفع الغطاء عن الاعلام المتطرف بمختلف وسائله لا سیما بعض الفضائیات التی تثیر الفتنة بین المسلمین والاعلان عن عدم شرعیتها، ومخالفتها لثوابت الامة الاسلامیة وطموحها فی بناء اواصر الاخوة بین المسلمین ودعا المسلمین الى الحدیث بصراحة وادانة واضحة للفضائیات الطائفیة والخطاب الاعلامی الفتنوی المضلل.

وهذا نص البیان:

"بسم الله الرحمن الرحیم

(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ إِذَا لَقِیتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْکُرُواْ اللَّهَ کَثِیرًا لَّعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِیعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ)(سورة الانفال: 45-46).

هکذا یخاطب القرآن الکریم الذین آمنوا بالصبر والثبات أمام العدو، والنهی عن التنازع والاختلاف کی لا نضعف وتزول قوتنا، ویتجسد ذلک کله بأطاعة الله ورسوله، بالجهاد والدفاع عن الدین.

لقد عقد المرکز الاسلامی فی انجلترا على مدى ست سنوات مؤتمرات دولیة سنویة، عالجت مسائل هامة وضروریة تعلقت فی أصل التقریب، وهو حاجة حیاتیة للأمة الإسلامیة بشکل خاص، ولم تکن هذه المؤتمرات ترفاً فکریاً، ولم تجنح بعیداً عن طبیعة التحدیات التی تواجهها الأمة وعن تطلعاتها لمستقبل أفضل.

ومن هنا لابد ان یکون للتقریب خطاب المحبة والعفو والتسامح قبال خطاب التکفیر والکراهیة، لما للتقریب من دور مؤثر فی بناء الانسان والمجتمع والمؤسسات، للدفع باتجاه تنمیة هذا المجتمع وتطویره بتذلیل التحدیات وایجاد الفرص المشترکة التی یلتقی علیها المسلمون لمواجهة سیاسات الاقصاء وفتاوى التکفیر والجهل، التی لم ترجع على الأمة والانسانیة إلا بالمزید من المعاناة والألم والخسارة. فالطائفیة لم تعد سلاحاً عادیاً بید أعداء الأمة إنّما هی أخطر أسالیب تدمیر المسلم والمجتمعات الإسلامیة وحتى الانسانیة بشکل عام.

مشروع التقارب بین المسلمین بات أمراً ملزماً لکل من یتبنى سلامة هذه الأمة

ان مشروع التقارب بین المسلمین بات أمراً ملزماً لکل من یتبنى سلامة هذه الأمة، لمواجهة التحدیات والأخطار وتداعیات الطائفیة على سلامة الانسان والمجتمع، وهذا لا یأتی إلا من خلال الجهود العملیة والبرامج والاعمال وبناء المؤسسات التی تخدم الحوار والتقارب والوحدة الاسلامیة، فالتقریب مشروع للبناء من أجل تنمیة قدرات الأمة، ولابد ان یمارس کلّ منا دوره فی البناء وتجسید تیار التقریب سلوکاً وعملاً وبرامج ومؤسسات، ولیس خطاباً فحسب من أجل حمایة الانسان والمجتمع وتنمیتها فی ظل أجواء الوئام والتقارب الذی هو رسالة ذوی المشاریع التغییریة الکبرى لما یوفر لهم من وحدة الصف.

ومن هنا تتأکد الحاجة لتعمیق الدور العملی للتقریب فی مواجهة المشروع الطائفی المقیت الذی یراهن علیه أعداء الأمة لتشتیتها واضعافها، فالطائفیة شعار یروجه داعموا أنظمة الاستبداد وهی وسیلة للتجهیل ولا تمت بصلة الى التنوع والتعددیة الفکریة بالمرّة، ولا تعالج بالعاطفة، وانما بالعقل والتدبر ، ولابد أن یأخذ الجمیع دورهم فی بناء مؤسسات التقریب وترجمة أفکاره وثقافته وقیمه سلوکاً وبرامج عمل، لذا عقد المرکز الاسلامی فی انجلترا هذا العام المؤتمر الدولی السابع للتقریب بین المذاهب الاسلامیة تحت عنوان: (دور التقریب فی مواجهة الطائفیة وحمایة المجتمع) بحضور تیار التقریبیین من السادة العلماء والمفکرین والاساتذة المتخصصین من بقاع مختلفة، باهتماماتهم المتنوعة والحریصة على انجاح هذا المشروع الاسلامی فی حفظ وحدة الأمة وسلامتها من الأخطار.

وقد أقرّ المجتمعون فی هذا المؤتمر ما یلی:

1-ضرورة المضی قدماً وبثبات فی طریق التقریب والوحدة الاسلامیة رغم کل المعاناة والایذاء الذی یواجهه تیار التقریبیین فی المجتمع. ولا تتحقق أهداف هذا المشروع القرآنـی بالخطابات وحدها. لذا یؤکد المؤتمرون على تفعیل الاسالیب العملیة من خلال (وثیقة تعاون) بین التقریبیین أنفسهم على ان تطور هذه الوثیقة بأمرین مهمین:

الأول: طرح الاسالیب الکفیلة لتحقیق الجانب العملی من التقریب.

والثانـی: تأیید الوثیقة ودعمها من قبل علماء الامة ورموز التقریب، فهی خطوة کبیرة فی طریق تأمین الأمن الاجتماعی للبلدان الاسلامیة.

الطائفیة تهدد سلامة العقیدة والوحدة الاسلامیة

2-أخذت الطائفیة أبعاداً خطیرة تهدد سلامة العقیدة والوحدة الاسلامیة، بعد ان استخدمها اعداء الامة وجهّالها أسلوباً لتمریر المصالح الاجنبیة والضارة على حساب مصالح الأمة، ولابد من موقف مشترک لفضح هذا المشروع التدمیری ومن جهة أخرى الارتفاع بوعی الأمة ودرء الأخطار عنها من خلال برنامج عملی فاعل، یعتمد التنسیق بین مختلف الاطراف الذین یتضررون بالطائفیة.

3-ضرورة تشکیل لجنة من المتحدثین فی هذا المؤتمر وممن یرغب بذلک أیضاً من خلال الامانة العامة للمؤتمر، ومهمة هذه اللجنة تقدیم الحلول العملیة للمشکلة الطائفیة بعد بیان اسبابها ومعرفة من وراءها، وکذلک بیان البدائل المؤثرة التی تمنع من اتساع آثار الطائفیة واخطارها، ویدخل هذا النشاط ضمن سیاسة تطویر وسائل التقریب العملی.

4- الاعلام المتطرف بمختلف وسائله لا سیما بعض الفضائیات التی تثیر الفتنة بین المسلمین، لابد من رفع الغطاء عنها بالاعلان عن عدم شرعیتها، ومخالفتها لثوابت الامة الاسلامیة وطموحها فی بناء اواصر الاخوة بین المسلمین، وان الحدیث الصریح لسماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی مؤخراً حول هذا النوع من التشیع الغریب فی الغرب، یضع الجمیع من المسلمین الآخرین امام مسؤولیاتهم للحدیث بصراحة وبأِدانة واضحة للفضائیات الطائفیة والخطاب الاعلامی الفتنوی المضلل وما اکثره الیوم للاسف الشدید، وهذه مسؤولیة شرعیة لابد ان یتصدى لها العلماء والمفکرون والقادة والاعلامیون المنصفون وکافة شرائح الامة.

5-ان ظاهرة الاستقواء بالاجنبی على أهل البلاد الاسلامیة أمر مشین، یکشف عن خطورة هذا الاتجاه الذی تغذیه رؤوس اموال بلاد المسلمین والتی بها یتعاظم خطر الدور الاحتلالی للشعوب الاسلامیة، کما حصل ویحصل هذه الایام، بینما الحل الانجع إنما یکون بالحوار والتفاهم والتقارب بین ابناء هذه الأمة شعوباً وحکومات بعد منع الاجنبی من ان یطمع بثروات البلاد الاسلامیة واحتلالها.

6-یبارک المؤتمرون کل خطوة ومبادرة من شأنها تعزیز الصف ووحدة الکلمة، فی ظل تحدیات تستهدف وجود هذه الامة، لا سیما وثیقة الشرف التی صدرت الخمیس الماضی وصدّقت علیها المکونات العراقیة على أمل ان تلتحق مکونات أخرى، وهذا یکشف عن وعی وحرص ومسؤولیة، ولابد ان تتکرر هذه الظاهرة فی کافة البلدان الاسلامیة الأخرى، لأنها تسحب الورقة الطائفیة من ید المتطرفین، وهذه غایة مقدسة من غایات التقریب والوحدة بین المسلمین.

7-بناء على توصیة المؤتمر الدولی السادس للتقریب فی بیانه الختامی والذی نصّ بفقرته (12-أ) على: (أن یعرّف هذا المؤتمر ککیان اسلامی مستقل له رسالة وأهداف وأمانة ولجان عمل) فأن المقترح الذی قدّم لهذا المؤتمر بتأسیس مجمع التقریب بین المذاهب الاسلامیة فی بریطانیا طرح ینسجم وذلک القرار، ویبارک المؤتمرون هذه الانطلاقة الواعیة والواعدة لتطویر اعمال التقریب والوحدة انطلاقاً من هذه الجهود ذاتها.

الأسرة لها دور کبیر فی إشاعة ثقافة التقریب

8-الأسرة: ذلک الکیان المؤثر فی المجتمع له دور کبیر فی إشاعة ثقافة التقریب وتربیة الابناء والشباب علیها، وللمرأة دور مؤثر فی بناء الثقافة التقریبیة فی الأسرة والمجتمع، ولذا یوصی المؤتمرون بعقد ندوة دراسیة وعمل احصائی لدراسة افضل الاسالیب التی تجعل الاسرة تتحمل مسؤولیاتها التقریبیة فی الأمة، على ان تتصدى لذلک الاخوات الکریمات المعنیات بجهود التقریب والوحدة الاسلامیة.

9-فلسطین قضیة المسلمین الأولى، ومسؤولیتنا جمیعاً ان نقف بوجه الممارسات اللاانسانیة ضد ابناء فلسطین لا سیما فی الداخل، وان لا تمرر التوافقات على حساب مصالح هذا الشعب الذی یسعى للعودة وبناء دولته على أرضه، فالمؤتمرون یؤکدون على الدفاع عن الحق الفلسطینی فی الحیاة، وشجب التجاوزات الاحتلالیة المتکررة ضد المدنیین العزل وان یعی الأخوة الفلسطینیون ما یدبّر لهم هذه الایام.

10- على الحکومات الاسلامیة والعربیة مسؤولیة التصدی للطائفیة بعد ان طالت أخطارها التدمیریة البنى التحتیة للبلدان والانسان نفسه، وبها اقتحموا على الأمة أسوارها فعبث الطائفیون کیفما أرادوا، فمواجهتهم لا یضطلع بها الا الجمیع، والحکومات الاسلامیة علیها ان لا تنحاز لطرف على حساب طرف آخر، وان تعمل بصدق وجدیة بالغة للقضاء على هذا المرض الخطیر الذی احرق الحرث والنسل وأجاز لعتاتهم التکفیر والقتل على الهویة ظلماً وکفراً. وان تنظر الحکومات بایجابیة الى حقوق مواطنیها ولا یحق لأحد الاقصاء والتهمیش، وبالخصوص المطالبات السلمیة یجب ان تحظى باهتمام الانظمة الرسمیة فی هذه البلدان.

11-هناک بعض التوصیات التی أکّد علیها المؤتمرون یأتی فی طلیعتها:

أ-تأسیس مواقع الکترونیة فاعلة وشبکات تواصل اجتماعی فی کافة المؤسسات الدینیة لایصال المعلومة والخبر السریع للجالیة، وتفعیل التواصل فیما بینها.

ب-العمل على اصدار کتاب تدریسی یتناول التقریب والوحدة الاسلامیة، والسعی الحثیث لأدخاله فی المناهج التدریسیة للمدارس والجامعات الاسلامیة.

ج-تأسیس قناة تلفزیونیة تلتزم قیم التقریب وتسعى لتحقیق أهدافه، ولتنطلق من اوربا ابتداءً ویمکن ان تبدأ بشرکة تساهمیة یتحمل مسؤولیتها المخلصون من المؤمنین.

د-ضمن (مسابقة کتاب): یمکن دعوة الکتّاب والباحثین لتألیف کتاب عن: (التقریب: فلسفته وأسالیبه العملیة)، وتخصص مکافآت للباحثین فی ندوة فکریة فاعلة تعقد فی لندن.

12- کلمة شکر وتقدیر لمن أسهم فی إحیاء هذه الجهود التقریبیة وممن تجشم السفر وشارک فی الحضور لا سیما الجهات الاعلامیة التی شارکتنا مشکورة هذاالمؤتمر التقریبی، متطلعین وإیاهم للمزید من الاعلام المبرمج فی إشاعة قیم التقریب والوحدة ومواجهة التطرف والطائفیة.

والحمد لله أولا وآخراً.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

 

المؤتمر الدولی السابع للتقریب بین المذاهب الاسلامیة-لندن

21/9/2013م الموافق 14 ذی القعدة 1434هـ".

1291563

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.