إنَّ موقف حزب الدعوة بکُلِّ فروعه أعنی ـ حزب الدعوة تنظیم العراق ـ وحزب الدعوة المرکزیة ـ وحزب الدعوة تنظیم الداخل ـ وحرکة الإصلاح للجعفری، لَمْ یکن لهم وجود بارز فِی مجالات التطوّع أو فِی جبهات القتال ... حالهم حال مثلاً العصائب أو قوات بدر أو المجلس الأعلى أو التیار الصدری، ولکن وحسب تحلیل الأوساط الحوزویة ... هُنَاک احتمالین:
1 ـ أنَّ ثقل حزب الدعوة فِی الساحة العراقیة لا یمثل وجوداً قویاً وَذَاتَ تأثیر فِی الساحة، أمَّا فوزهم فِی الانتخابات فَهُوَ فوز شخص المالکی، والأطراف المنضویة تحت هَذِهِ القائمة ـ قائمة دولة القانون ـ أمَّا هُمْ کحزب لا ثقل لهم فِی الساحة العراقیة.
2 ـ یُحتمل أنَّ الدعوة تتعامل مَعَ الکیان المرجعی بما فیه السِّیّد السیستانی ما هُوَ إلَّا ورقة رابحة ... ترجع إلیها فِی وقت ترید فیه کسب الرأی العام فِی الشارع العراقی کالانتخابات وغیرها.
ملاحظة مُهمّة : یُنقل عَنْ مصدر مقرب مِنْ مکتب السِّیّد السیستانی بإنَّ ممثل حزب الدعوة والرابط بین الحکومة والمرجعیة وَهُوَ الشَّیْخ عبدالحیم الزهیری هُوَ شخصیة مرفوضة مِنْ قبل مکتب السِّیّد السیستانی لِإنَّهُ یتعامل مَعَ مکتب السیستانی باستعلائیة وبطریقة فوقانیة، ولذلک عَلَى أثرها جرى اتصال بین السِّیّد مُحمَّد رضا السیستانی ونوری المالکی وأبلغه السِّیّد مُحمَّد رضا السیستانی بأن لا نسمح بإرسال الشَّیْخ عبدالحلیم الزهری لمکتبنا، وکذلک مکتب السِّیّد کاظم الحائری ینقل شخص مقرّب مِنْ مکتبهم ویعمل فِی قسم الإفتاء. ذکر أنَّ وکیل السِّیّد الحائری السِّیّد الاشکوری بَعْدَ مقابلة الشَّیْخ عبدالحلیم الزهری أبلغه بصریح العبارة بأن لا یأتی مَرَّة ثانیة إلى المکتب ورح متصلاً بالمالکی وأبلغه برفض الزهیری.
وَکَانَ ینبغی بنوری المالکی أنْ یستبدله بشخصیة مقبولة لدى مکاتب العُلَمَاء ولکن المالکی لَمْ یعیر أهمیة لهذا الأمر وترک الأُمُور عَلَى ما هِیَ عَلَیْهِ مِنْ تمثیله للزهیری، والذی یعتبر أحد مسشاری المالکی السیاسی.
علماً إنَّ شعبیة المالکی بدأت فِی العدّ التنازلی بسبب اکتشاف الساحة العراقیة بأن المالکی لَیْسَ کَمَا کانوا یظنون مِنْ أنَّهُ قادر عَلَى حمایة أمن العراق، ویستدلون فِی الشارع العراقی عَلَى ذَلِکَ بحالة الانهیار الَّتِی وقعت فِی الموصل وتکریت وفی المناطق الساخنة الَّتِی تدارکها السِّیّد السیستانی بفتواه.
وَهُنَاک خبر مهم آخر وَهُوَ یُنقل مِنْ مصدر مقرب مِنْ مکتب السِّیّد السیستانی بأن الزهیری باتصال هاتفی مَعَ السِّیّد مُحمَّد رضا السیستانی طلب مِنْ السیستانی أنْ یفتی عکس ما أفتى به الشَّیْخ بشیر النجفی مِنْ حرمة انتخاب قائمة المالکی، ویرفض بشیر النجفی أنْ یتولّى المالکی الدورة الثالثة فِی رئاسة الوزراء فِی العراق.. فرفض السِّیّد السیستانی بقوله ... «عَلَیْهِ أنْ یرجع لأهل العلم والخبرة».