قال السید حسن نصر الله فی کلمته بمناسبة الذکرى السنویة لانتصار المقاومة فی حرب تموز، إن حرب تموز لم تکن معرکة عابرة بل معرکة حقیقیة تتخطى لبنان الى فلسطین وکل المنطقة. ولم یکن الهدف فی حرب تموز خلع سلاح المقاومة وحسب وانما القضاء علیها بشکل کامل.
واضاف السید نصر الله: إن عدوان تموز کان جزءا رئیسیا من مسلسل له مراحل واهداف، وکان المطلوب فی حرب تموز سحق المقاومة فی لبنان، وکان العدو یجهز لاعتقال عشرة آلاف شخص من المقاومة.
وتابع: إن اهداف عدوان تموز کانت ضرب رؤوس المقاومة فی لبنان وسوریا وفلسطین، وکان العدو یحضر لضرب ایران فی عام 2007، والعدو خطط للسیطرة على منابع النفط فی العالم وحل القضیة الفلسطینیة لصالح الکیان الصهیونی.
وقال السید نصر الله: "کانت اسرائیل مکلفة بضرب المقاومة فی لبنان وفلسطین وسوریا، بینما المقاومة اللبنانیة وانتصارها فی حرب تموز عطلت هذا المسار، والمیدان اجبر الاسرائیلی على ان یصرخ بعد ان استنفذ قوته فطلب من امیرکا وقف الحرب".
واشار الى أن "صمود المقاومة فی المیدان والاحتضان الشعبی لها والصمود السیاسی اللبنانی اوصل الى تنازل امیرکا واوروبا عن شروطهما لوقف الحرب"، مؤکدا أن نتیجة الحرب کانت ازدیاد عدة المقاومة وعدیدها وتم تأجیل ضرب سوریا وضرب غزة.
وتابع: "هذا لا یعنی أن الأهداف الأمیرکیة فی المنطقة سقطت، بل هی لدیها عدة مسارات من أجل تحقیق أهدافها، وطالما أن المشروع الأمیرکی الاسرائیلی قائم هی تبحث له عن مسارات على ضوء الإمکانات والتطورات".
قادرون على إسقاط أی مسارات تآمریة
واضاف السید نصر الله: "هذه الحرب فشلت، ونحن نؤکد أمام المخاطر أننا جمیعا قادرون على مواجهة هذه المخاطر وقادرون على إسقاط أی مسارات تآمریة على بلدنا ومنطقتنا وشعوبنا ومقدّساتنا".
وقال: "ما یجری فی قطاع غزة الیوم من حرب وعدوان اسرائیلی هو جزء من هذا المسار الجدید الذی کان قد بدأ قبل العدوان على غزة، والآن غزة هی حلقة من حلقات المسلسل أو مرحلة من مراحل هذا المسار الجدید، والمسار الجدید رسم على ضوء التطورات لتحقیق الأهداف نفسها من السیطرة على منابع النفط والغاز وتأمین غلبة اسرائیل".
واردف السید نصر الله: "هذا المسار بدأ قبل الحرب على غزة، والمسار الجدید أصعب وأخطر من المسار السابق، لانه لیس مسار اسقاط أنظمة واقامة سلطات بدیلة، وانما هو مسار تدمیری وتحطیمی لدول وجیوش وشعوب وکیانات والدلیل ما یحصل حالیا".
واضاف: "یراد بناء خریطة جدیدة للمنطقة على اشلاء ممزقة ولیس المقصود اشلاء أفراد فقط بل اشلاء شعوب ودول، على رکام وعقول تائهة نتیجة الأحداث التی تحصل أو المخطط لها أن تحصل، وعلى قلوب مرتعبة، ومن الممکن أن نرى المنظر عندما کانت مروحیة أمیرکیة تسحب نساء وأطفال فی جبال سنجار من على الأرض، تذکروا هذا المشهد وتذکروا نسائکم وأطفالکم".
وتابع: یراد أن نصل جمیعا فی المنطقة الى کارثة، ومن أجل أن نتخلص من هذه الکارثة نکون مستعدین للقبول بأی أمر، والأسوء أن العدو الأساسی عندها یتحول الى المنقذ.
واوضح السید حسن نصر الله أن "العناصر الأساسیة فی هذا المسار الجدید هم الاسرائیلیین لضرب المقاومة، والعنصر الآخر هو ما سمی بالتیار التکفیری الذی أصبح الیوم أوضح تجلیاته داعش".
وقال: "یمکن الغلبة على هذا المسار الجدید وأنا أقول لکل شعوب المنطقة أن هذا ممکن کما حصل فی المسار السابق، لکن هذا لا یأتی فی التمنی بل بالعمل والجهد".
واضاف: "علینا أولا أن نفهم وندرک ونصدق أن هناک تهدیدا وجودیا وحقیقیا یهددنا جمیعا، ومن یقول أن لیس هناک خطر منفصل عن الواقع، ولا یجب أن نتحدث عن أمور بشکل مضخم کی لا تتسرب الروح الهزیمة والانتصار بسبب الرعب والخوف کما حصل فی المنطقة ایام الاجتیاح المغولی".
وتابع السید نصرالله: "علینا أن ندرک الخطر وحجمه وامکانیاته، وأن نبحث عن وسائل مواجهة هذا التهدید وانهائه والحاق الهزیمة به، ولا یجب أن نذهب الى أوهام أو الى خیارات فاشلة، یجب أن نذهب الى خیارات ناجحة بالنظر الى التجارب".
وقال: "من خلال ذلک یمکن هزیمة هذا المسار، من خلال التجربة وما جرى فی المنطقة على مدى عشرات السنین عشنا تجربة مؤلمة وحزینة وکانت قاسیة على شعوب وأجیال ودول، وهی تجربة اسرائیل والمشروع الصهیونی، فی بدایة القرن العشرین عندما بدأ الصهاینة بالاتیان الى فلسطین کان عددهم لا شیء، وعند الحدیث عن أنهم یریدون اقامة دولة لم یکن هناک من یصدق، وبالتالی لم یکن هناک تقدیر حقیقی لهذا الخطر".
واردف: "من الأساس عندما جاءت هذه العائلات وزعت على مستوطنات ذات وظائف أمنیة وسیاسیة، لکن کان هناک ناس تعرف ما یحصل، الا أن الاغلبیة الساحقة لم تکن تدرک، وعندما جئنا الى العام 1948 أیضاً لم یدرکوا الخطر وکذلک فی العام 1967 بعض العرب کان یجدون الاعذار لاسرائیل ویتحدثون عن أن ما قامت به کان حربا استباقیة بسبب معلومات لدیها عن تحضیرات لمعرکة حاسمة معها من قبل بعض العرب".
الغرب یتدخل لحمایة مصالحه
وحول التدخل الأمیرکی فیما یجری بالعراق فقد أکّد السید نصر الله أن "الغرب یتدخل لحمایة مصالحه والدلیل لان کردستان تعنی ما تعنی سیاسیا واقتصادیا للادارة الامیرکیة".
وسأل السید نصر الله اللبنانیین مسلمین ومسیحیین "هل اذا انسحب حزب الله من سوریا یزول الخطر عن لبنان؟ مؤکداً أن المسؤولیة الوطنیة تقول لنقم لحمایة البلد".
وفیما یتعلّق بالجیش اللبنانی، فقال السید نصر الله ادعو الى البحث عن عناصر القوة وتجمیعها لمواجهة الخطر واولها الجیش اللبنانی والقوى الامنیة، الجیش والقوى الامنیة معنیة بحمایة الجمیع والمطلوب دعم شعبی ورسمی ومعنوی ومادی للجیش اللبنانی.
وقال السید نصر الله "کل لحظة تمر وهناک اسرى للجیش والقوى الامنیة عند الجماعات المسلحة هی لحظة اذلال، مشیراً إلى ضرورة الحفاظ على الحکومة الحالیة لانها المؤسسة الوحیدة العاملة الى حین انتخاب رئیس للجمهوریة، ووقف التحریض الطائفی والحزبی وبعدها اجراء مصالحات مناطقیة ووطنیة".
وحول ما جرى فی عرسال أکد السید نصر الله أن "عرسال مستقبلها فی البقاع الشمالی ای فی بعلبک - الهرمل ولیس مع "داعش" والنصرة ، مشیراً إلى ضرورة التعاون مع سوریا بالحد الادنى فی ملف النازحین الأمر الذی یتطلب اجراء کلام رسمی بین لبنان وسوریا فیما خص النازحین"، لافتاً إلى أهمیة التنسیق مع الجانب السوری فیما یتعلق بالحدود المشترکة بین لبنان وسوریا.
وفیما یتعلّق بالإستحقاق الرئاسی أکد السید نصر الله دعم فریقه ترشیحاً محدداً فی الاستحقاق الرئاسی ویجب اجراء حوار مباشر .
وأکد سماحته على جهوزیة المقاومة أن تقدّم التضحیات لخوض معارک الشرف والکرامة مشیراً إلى أنه مکن الحاق الهزیمة بداعش ومن یدعمها بسهولة کما یمکن الحاق الهزیمة بهذا المشروع، داعیاً الى موقف وطنی مسؤول على مستوى الحکومة والجیش والشعب.
وختم سماحته قائلاً أن المقاومة لن تتخلى عن مسؤولیاتها ولبنان کما فی حرب تموز سوف یغیر وجه المنطقة.