وفی کلمة مباشرة عبر شاشة قناة المسیرة الفضائیة عصر الجمعة بمناسبة الذکرى السنویة للصرخة المناهضة للمشروع الصهیوامریکی والتی اطلقها الشهید القائد السید حسین بدرالدین الحوثی، قال السید عبدالملک أن الشعار کان بدایة لموقف قرآنی عظیم یخرج الأمة من حالة الغفلة و الخضوع لأعدائها الى التحرک عملیاً و کما ینبغی ان تکون , وان المشروع القرآنی انطلق من واقع الشعور بالمسؤولیة امام الله.
واکد قائد المسیرة القرآنیة أن العداء الأمریکی و(الإسرائیلی) للامة الاسلامیة عداء شدید وعداء حقیقی وینطلقون من تلک الحالة العدائیة فی موقف عدائی وموقف شامل یستهدف الأمة فی کل عوامل قوتها وبنائها .
واشار الى ان المشروع القرآنی إنطلق من واقع المعاناة ولم یکن کترف فکری , بل فی وقت الأمة احوج ماتکون للموقف لأن البدیل هو حالة اللاموقف وحالة الاستسلام , بما یعنی افراغ الساحة من أی موقف یناهض مؤامراتهم و مکائدهم , مشیرا الى أن المشروع القرآنی مهم و ضروری بحکم الواقع و الظروف والاخطار و التحدیات وضروری بحکم القیم و المبادئ التی ننتمی الیها کمسلمین والله هو العزیز ویرید لعباده ان یعیشوا اعزاء وقدم الیهم حتى دینه بکرامة و فیما یحقق لهم الکرامة فی الدنیا و الاخرة .
و اکدا انه یُراد للامة ان تصمت و ان تسکت و ان یکون الموقف الشاذ هو الموقف المعارض وهذا استهداف فمن غیر المنطقی أن تعیش أمتنا العربیة کل هذا الاستهداف الکبیر والهائل ویراد لها أن تسکت وهذا الواقع السیئ والمریر الذی تعیشه الامة , کان لابد معه من موقف واع , ینطلق ویتحرک بوعی یصب فی مصلحة الأمة ویعالج المشاکل الداخلیة للأمة , ومن غیر المنطقی أن تعیش أمتنا العربیة کل هذا الاستهداف الکبیر والهائل ویراد لها أن تسکت .
کما قال السید عبدالملک إن الأمة یمکن أن تخترق حتى فی الموقف فالأعداء لهم قدرة کبیرة من الخداع والتضلیل بینما کانت الأمة قد تاهت عن مکائد العدو ولذلک أصبحت مهیئة للوقوع فیما یکیدون لها، وهتاف الحریة جاء لیحطم جدار الصمت ویخرج الأمة من حالة الصمت من حالة اللاموقف إلى الموقف القوی والمشرف.
واستطرد قائلا : أن من اهم ما تحرص علیه أمیرکا وإسرائیل بالرغم من کل ما ارتکبوه من جرائم فإنهم یحرصون على تفادی سخط هذه الأمة بل لیحولوها إلى حالة رضا ولیخلقوا نظرة إیجابیة تجاههم من داخل الأمة , وان الأعداء اشتغلوا بوسائل کبیرة وحاولوا ان یوجهوا بوصلة العداء هناک بعیداً عنهم الى اطراف أخرى وجهات أخرى مضیفا أن الشعار یعبر عن حالة سخط یجب ان تسود فی الأمة لا یجور ان تحل محل السخط حالة رضا.
وأشار الى أن الأنظمة أسهمت فی تعزیز النظرة الإیجابیة تجاه أمریکا وإسرائیل وهذه مأساة ومسألة فی غایة الخطورة فلا ینبغی أن یحل محل هذا السخط نظرة رضا تجاههم .
و اشار الى أن الأمة تعیش حالة التدجین والخضوع وهذه الحالة عطلت توجهها تجاه البناء والنهوض لتکون قویة فتتمکن من دفع الأخطار ومواجهة التحدیات ، فالأمة التی تعیش الادراک و الاحساس بالخطر، ان لها اعداء ستبحث عن عوامل القوة بما یدفع عنها هذا الخطر
وأضاف : انه حینما نتحدث عن توصیف الواقع هذه مسألة مهمة جداً والتوصیف والتشخیص للحالة التی نعیشها والتوصیف والتحدید لمنبع الخطورة وجهة الخطورة التی تهددنا هذه کلها رکائز واقعیة إذا ادرکناها ادرکنا ماذا یجب أن نعمل لنغیر واقعنا وأن هناک من یعمل على النظرة الإیجابیة للأمة الى اعدائها فیجمد الأمة ویحاول ان یوظف هذه الامة وکل مقدرات الأمة لمصلحة اعدائها على أساس أنهم أصدقاء فی قلب للواقع .
وتطرق الى ما یسمى بتنظیم القاعدة قائلا : القاعدة و الدواعش صناعة أمریکیة و یتحرکون فی واقع الامة و یهدفون فی المقام الاول الى إلهاء الأمة عن اعدائها الحقیقیین متسائلا : این موقفهم من الواقع الفلسطینی ؟ لان مشروعهم لخدمة اسرائیل اصلا و یهدف الى تدمیر کل البنیة للأمة الاسلامیة.
وختم حدیثة بأن الثقافة القرآنیة تضمنت دروس شاملة متکاملة تتناول الواقع وقضایا الامة والاحداث والصراع ، وماتحتاج الأمة الیه فی واقع الصراع , وان تحرک المشروع القرآنی یشق طریقه بالرغم مما واجه على المستوى الداخلی من عدائیة شدیدة جدا , لکنه بقی قائما و قویا و کلما حورب ازداد قوة لأنه مشروع واقعی.