وأضاف ممثل السید السیستانی : "لا یمکن لأیّ سجین أن ینسى تلک الأیام المریرة التی مرّت على الکثیر من العراقیین الأبریاء, فعلیکم أن تکلّلوا تلک الأیام بنتائج طیبة فی خدمة البلد, فالسجین الیوم أصبح صوتاً حراً بعد أن عانى من ویلات الظلم والاضطهاد والحرمان".
مُوضّحاً: "کلّ بلادٍ تفتخر بما لدیها من ثروات, والثروات البشریة هی أفضل الثروات جمیعاً کالکفاءات والطاقات, وأفضل الطاقات هی التی تجابه الظلمة وتدفع من عمرها الشیء الکثیر دون أن تنتظر شیئاً من أحد, تلک الظروف القاهرة التی مرّت على السجین العراقی الذی کان یحلم أن یخرج من سجن الطاغیة, فالکثیر منهم قد قضى نحبه فی زنزانات الظالم من غیر رجعة, لکن الله سبحانه وتعالى لطف بالبقیة الباقیة من السجناء حتى تحمل المعاناة إلى الأجیال القادمة, وحتى تتعزّز حالة الشکر عند الإنسان عندما ینتقل من مکان إلى آخر، لعلّ لسان حالهم کحال نبی الله یوسف(علیه السلام): (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ)".
وبیّن السید الصافی: "الله تعالى حفظ الإخوة فی أحلک الظروف التی مرّ فیها البلد، فحالت أن لا یتلوّث الإنسان فی قضیة الحروب سواء کانت فی السنوات الثمان العجاف أو فی قضیة حرب الکویت فی سنة التسعین, هذا التلوّث مع صعوبة وضخامة التهدیدات التی کانت تواجه المؤمنین فی الخارج لم ینجُ منها إلّا ما رحم ربی، فالله سبحانه وتعالى عندما یرید أن یحمی الناس فی مکان معین ویخرجه عن الابتلاء, فکان السجن هو مکان الضجر واقعاً, لکن فی نفس الوقت هو فی مصلحة الإنسان".
مؤکّداً: "علیکم أن تستذکروا تلک الأیام الصعبة التی مررتم بها فی السجن, وعلینا أن نشکر الله سبحانه وتعالى دائماً, فالشکر هو مرتبة من المراتب التی قد لا یستطیع أن یصل إلیها أحد, لکن مع السجین یمکن بسهولة أن یرتقی إلى هذا السلم لمروره بحالات ومعاناة یجب أن لا تفارق ذاکرته, حتى نبقى نستشعر دائماً أذى الناس والمعاناة, ولا یُنسینا الواقع الذی نحن فیه تلک الظروف. فهذا النمط یحتاج إلى خلق جوّ فی أجواء السجناء جمیعاً لعلّه نستشعر تلک اللحظات التی مرّت علینا، ومن الضروری أن یلتفت الإنسان إلى الوراء من باب الذکرى لیس إلّا".
واختتم السید الصافی حدیثه: "أخشى أن تتحوّل مؤسسة السجناء على أهمیتها إلى الوضع الدنیوی, وإلّا السجین سیفقد بریقه المهم الذی أعطى الحیاة للشعب العراقی, أی یعنی قوة الشعب العراقی وحیاته بشهدائه وسجنائه, فهم الذخیرة الحقیقیة لهذا الشعب الکبیر".
یُذکر أنّ الوفد ضمّ مجموعة من السجناء السیاسیین ومن مختلف المحافظات العراقیة، وتأتی زیارته ضمن سلسلة من الزیارات التی تقوم بها الوفود الرسمیة وشبه الرسمیة ومنظمات المجتمع المدنی وغیرها من الفئات والشرائح، وهذه الزیارات شبه یومیة تقریباً.
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء