أکد امام مسجد القدس الشیخ ماهر حمود أننا "لا نستطیع أن نحاسب أهالی العسکریین المخطوفین الذین فُجعوا بخطف أقربائهم و الذین لا یعلمون ماذا سیحلُّ بهم بعد أن رأوا زملاءهم یُذبحُون بغیر رحمة و دون أی مسوغ شرعی أو عقلی و دون احترام شیء من حقوق الإنسان أو مبادئ الأدیان".
وخلال خطبة الجمعة، أشار إلى أن "عذر الأهالی یکبر خاصة إذا کانوا من النساء أو الأطفال، و لکنّ لا شک أن بینهم رجالاً یعلمون الحقائق و لا ینبغی أن یؤخذوا بالعواطف فتتحول صرخاتهم فی اتجاه الدولة و أرکانها و یحمِّلون المسؤولین و ضمناً الجیش مسؤولیة خطف أولادهم عوضاً عن أن تکون صرخاتهم موجَّهة إلى الخاطفین و من ساعدهم حتى وصلوا إلى هذه الدرجة من القوة".
وشدد على أننا "لم نکن فی یومٍ من الأیام من المدافعین عن الدولة وتقصیرها فی أیِّ مجالٍ من المجالات و نحن نعلمُ تماماً الانقسامات داخل الدولة و کیف تحوّلت مع الوقت بحکم التقاسم الطائفی و المذهبی إلى مزرعة فیها أهل المغانم الحصص و ما إلى ذلک".
وأشار إلى أننا "نعلم کل هذا و ندینه و لکن الأمر هنا مختلف تماماً.. ما الذی أوصلنا إلى هنا، الدولة کشخص معنوی أو الذین أرادوا للجیش أن یکون ضعیفاً ؟ الذین حرَّضوا على الجیش اللبنانی و طلبوا من "السُّنَّة " فیه أن یترکوا الجیش لأنّه مذهبی؟ أو الذین طلبوا من الجیش أن یکون على الحیاد و أن ینأى بالنّفس باعتبار أن الطرفین المتخاصمین فی سوریا متساویین و ینبغی أن نکون على الحیاد؟".
وأکد أن "من دون شک أن الذی یتحمّل مسؤولیة ما نحن فیه أولئک الذین اعتبروا أن الفتنة فی سوریا هی ثورة تنشد الحریّة و الحقوق الإنسانیة للشعب السوری ، و خاصَّة أولئک الذین لا یزالون یتحدَّثون بتفاهة حتى هذه اللحظة عن معارضة سوریة عاقلة و ما إلى ذلک ، رغم کل ما ظهر على السّاحة السوریة من مظاهر التطرّف و التکفیر فضلاً عن مظاهر العمالة و العلاقة مع الأمیرکی و الغربی و أخیراً العلاقة الواضحة مع العدو (الإسرائیلی) ".
ولفت إلى أنه "رغم کل ذلک لا یزال هناک من یتحدّث عن ثورة سوریة و لا یزال هنالک من یبحث عن المبررات لظاهرة التکفیر و الفجور العسکری و السیاسی الذی نراه فی الساحة السوریة".
وأضاف: "قلنا و نقول دائما لیس المطلوب أن نتفق على توصیف النّظام السوری و أین تکمن حسناته و أین سیئاته ، و هل هو فعلاً یدعم المقاومة بالشکل الذی مکّنها من الانتصار، و هل هو فعلاً یمانع فی وجه الأمیرکی أم أنه یکذب علینا ؟ ألا نرید أن نتفق على أن البدائل السیاسیة و العسکریة التی خرجت لا یُمکن أن تکون البدیل الأفضل من النظام الحالی ، ولا یُمکن للشعب السوری أن یختار أیاً من البدائل المطروحة بأکثریة تمکّن أحد هذه البدائل الإمساک بزمام الحُکْم و تحقیق بعض الأهداف المنشودة للشعب السوری".
ورأى أنّ "البدیل الآن المطروح عن النظام السوری هو حرب القبائل کما فی لیبیا أو حرب الأشقّاء کما بین النصرة و داعش أو الدمار و الخراب".
و اعتبر أنه "أصبح هذا واضحاً، إن الذین لا یزالون یُکابرون و یریدون منّا أن نصدّق أن ما یحدث فی سوریا هو ثورة، هؤلاء هم المسؤولون عن خطف جنودنا و محاولة إذلال الجیش و من خلفه کل الوطن، ولکن على ما یبدو حتى الآن لا حیاة لمن تنادی لقد جرّبنا ذلک على المستوى المحلّی فی صیدا حیث کان هنالک من (یدلّع) ظاهرة التکفیر و یجد لها کل المبررات و إذا انتقدها، انتقدها بلطفٍ و لین خوفاً من أن ننال من الأهداف السامیة التی یرفعها التکفیریون (لأنّنا نختلف معهم فی الأسلوب و نوافقهم فی الشعارات)".
وقال: "نعم الحکومة لم تُعطِ الجیش الدعم اللازم الذی یُمکنّه من الوقوف فی وجه التکفیریین و مهما یکن من أخطاء فعلینا أن نُطالب الحکومة بدعم الجیش لیقف الوقفة المطلوبة لا أن نقف الموقف الذی یصبُّ فی مصلحة الخاطفین و مطالبهم الخیالیة".
وأکد أن "الیوم لیس الوقت للمحاسبة لکن على ضوء ما یقوله بعض أهالی المخطوفین مع احترامنا لمشاعرهم الإنسانیة لا بدَّ من کلمة تُقال".