06 September 2014 - 13:54
رمز الخبر: 7658
پ
الشیخ ماهر حمود :
رسا- أکدالشیخ ماهرحمود أن "من دون شک أن الذی یتحمّل مسؤولیة ما نحن فیه أولئک الذین اعتبروا أن الفتنة فی سوریا هی ثورة تنشد الحریّة و الحقوق الإنسانیة للشعب السوری .
ماهر حمود

 

أکد امام مسجد القدس الشیخ ماهر حمود أننا "لا نستطیع أن نحاسب أهالی العسکریین المخطوفین الذین فُجعوا بخطف أقربائهم و الذین لا یعلمون ماذا سیحلُّ بهم بعد أن رأوا زملاءهم یُذبحُون بغیر رحمة و دون أی مسوغ شرعی أو عقلی و دون احترام شیء من حقوق الإنسان أو مبادئ الأدیان".

وخلال خطبة الجمعة، أشار إلى أن "عذر الأهالی یکبر خاصة إذا کانوا من النساء أو الأطفال، و لکنّ لا شک أن بینهم رجالاً یعلمون الحقائق و لا ینبغی أن یؤخذوا بالعواطف فتتحول صرخاتهم فی اتجاه الدولة و أرکانها و یحمِّلون المسؤولین و ضمناً الجیش مسؤولیة خطف أولادهم عوضاً عن أن تکون صرخاتهم موجَّهة إلى الخاطفین و من ساعدهم حتى وصلوا إلى هذه الدرجة من القوة".

وشدد على أننا "لم نکن فی یومٍ من الأیام من المدافعین عن الدولة وتقصیرها فی أیِّ مجالٍ من المجالات و نحن نعلمُ تماماً الانقسامات داخل الدولة و کیف تحوّلت مع الوقت بحکم التقاسم الطائفی و المذهبی إلى مزرعة فیها أهل المغانم الحصص و ما إلى ذلک".

وأشار إلى أننا "نعلم کل هذا و ندینه و لکن الأمر هنا مختلف تماماً.. ما الذی أوصلنا إلى هنا، الدولة کشخص معنوی أو الذین أرادوا للجیش أن یکون ضعیفاً ؟ الذین حرَّضوا على الجیش اللبنانی و طلبوا من "السُّنَّة " فیه أن یترکوا الجیش لأنّه مذهبی؟ أو الذین طلبوا من الجیش أن یکون على الحیاد و أن ینأى بالنّفس باعتبار أن الطرفین المتخاصمین فی سوریا متساویین و ینبغی أن نکون على الحیاد؟".

وأکد أن "من دون شک أن الذی یتحمّل مسؤولیة ما نحن فیه أولئک الذین اعتبروا أن الفتنة فی سوریا هی ثورة تنشد الحریّة و الحقوق الإنسانیة للشعب السوری ، و خاصَّة أولئک الذین لا یزالون یتحدَّثون بتفاهة حتى هذه اللحظة عن معارضة سوریة عاقلة و ما إلى ذلک ، رغم کل ما ظهر على السّاحة السوریة من مظاهر التطرّف و التکفیر فضلاً عن مظاهر العمالة و العلاقة مع الأمیرکی و الغربی و أخیراً العلاقة الواضحة مع العدو (الإسرائیلی) ".

ولفت إلى أنه "رغم کل ذلک لا یزال هناک من یتحدّث عن ثورة سوریة و لا یزال هنالک من یبحث عن المبررات لظاهرة التکفیر و الفجور العسکری و السیاسی الذی نراه فی الساحة السوریة".

وأضاف: "قلنا و نقول دائما لیس المطلوب أن نتفق على توصیف النّظام السوری و أین تکمن حسناته و أین سیئاته ، و هل هو فعلاً یدعم المقاومة بالشکل الذی مکّنها من الانتصار، و هل هو فعلاً یمانع فی وجه الأمیرکی أم أنه یکذب علینا ؟ ألا نرید أن نتفق على أن البدائل السیاسیة و العسکریة التی خرجت لا یُمکن أن تکون البدیل الأفضل من النظام الحالی ، ولا یُمکن للشعب السوری أن یختار أیاً من البدائل المطروحة بأکثریة تمکّن أحد هذه البدائل الإمساک بزمام الحُکْم و تحقیق بعض الأهداف المنشودة للشعب السوری".

ورأى أنّ "البدیل الآن المطروح عن النظام السوری هو حرب القبائل کما فی لیبیا أو حرب الأشقّاء کما بین النصرة و داعش أو الدمار و الخراب".

و اعتبر أنه "أصبح هذا واضحاً، إن الذین لا یزالون یُکابرون و یریدون منّا أن نصدّق أن ما یحدث فی سوریا هو ثورة، هؤلاء هم المسؤولون عن خطف جنودنا و محاولة إذلال الجیش و من خلفه کل الوطن، ولکن على ما یبدو حتى الآن لا حیاة لمن تنادی لقد جرّبنا ذلک على المستوى المحلّی فی صیدا حیث کان هنالک من (یدلّع) ظاهرة التکفیر و یجد لها کل المبررات و إذا انتقدها، انتقدها بلطفٍ و لین خوفاً من أن ننال من الأهداف السامیة التی یرفعها التکفیریون (لأنّنا نختلف معهم فی الأسلوب و نوافقهم فی الشعارات)".

وقال: "نعم الحکومة لم تُعطِ الجیش الدعم اللازم الذی یُمکنّه من الوقوف فی وجه التکفیریین و مهما یکن من أخطاء فعلینا أن نُطالب الحکومة بدعم الجیش لیقف الوقفة المطلوبة لا أن نقف الموقف الذی یصبُّ فی مصلحة الخاطفین و مطالبهم الخیالیة".

وأکد أن "الیوم لیس الوقت للمحاسبة لکن على ضوء ما یقوله بعض أهالی المخطوفین مع احترامنا لمشاعرهم الإنسانیة لا بدَّ من کلمة تُقال".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.