اعتبر العلامة الشیخ عفیف النابلسی أن "الوضع فی عرسال یمکن أن یشکل حالة استنزاف للدولة والجیش والقوى الأمنیة اللبنانیة إذا ما استمر الارتباک السیاسی على حاله، وإذا لم یتم وضع خطة شاملة لمعالجة الشذوذ الأمنی الحاصل على الحدود مع سوریا من خلال الحریة التی یتمتع بها المسلحون الارهابیون الذین یتلقون الدعم بطرق مختلفة عبر الأراضی اللبنانیة وبتغطیة من قوى فاعلة فی السلطة".
ورأى فی تصریح "ان بقاء المسلحین بهذه الأعداد الکبیرة سوف یهدد على المدى المنظور والبعید البیئة اللبنانیة الهشة أصلا بسبب التداعیات التی نرى کیف تضغط على الواقع اللبنانی".
وتابع "إن التحالف الذی صاغته أمیرکا لم یعلم ما حدوده وما هی آلیاته وهل سیتم ضرب هذه الجماعات فی العراق فقط أم فی سوریا أیضا؟".
واضاف "إن التحرک الدولی الذی أعقب صدور قرار من مجلس الأمن لم یأت إلا بعد أن تجاوزت هذه الجماعات الخطوط الحمر وبعد أن بدأ یظهر فی الأفق تهدید فعلی للمصالح الأمیرکیة والغربیة. وعلى کل حال فإننا نرید تحالفا للقضاء على مسببات هذه الظاهرة وأن یکون هناک اتفاق على عدم دعم هذه الجماعات من خلال تجفیف مصادر تمویلها ووقف إمدادها بالسلاح وغیر ذلک".
واستبعد الشیخ النابلسی "حلا جذریا للأزمتین السوریة والعراقیة"، معتبرا أن "کل المباحثات بین ایران والغرب وامریکا والسعودیة وسوریا یقف عند تقاطع واحد هو ضرب هذه الجماعات فی نقاط محددة وإضعاف قدرتهم على التأثیر فی مجریات التحولات الإقلیمیة والثبات على مستوى معین من التمدد الجغرافی. إذ ما زالت الاختلافات واضحة ولیس هناک تنازلات متبادلة لحل کل المشاکل".
وتوقع "استمرار الأزمات فی أکثر من ملف مع شیء من التنسیق فی ما یتعلق بضرب هذه الجماعات لیس أکثر من ذلک. ولذلک نرى أن هناک مشکلة ستهدد لبنان ان استمر الوضع على ما هو علیه من لا مبالاة الدولة والسیاسات الخاطئة على مختلف الصعد، وهذا ما یدعو الجمیع للقلق والخوف على مصیر لبنان من الدواعش وغیرهم".