18 September 2014 - 11:54
رمز الخبر: 7798
پ
الحکیم:
رسا ـ دعا رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی عمار الحکیم فی ملتقى مساء امس الأربعاء، الحلف الدولی ضد داعش الإرهابی، إلى اشراک إیران کعضو أساس فی عملیة مکافحة الإرهاب، وقال نحن لا نحتاج إلى رجال یقاتلون بالنیابة عن العراق، لافتاً إلى أن أبناء ناحیة آمرلی الصامدة وشجاعة الضلوعیة انموذجاً للصمود والفداء، داعیاً أبناء المدن المغتصبة إلى الدفاع عن أراضیهم من داعش، لأن داعش یقتلکم باسم الدفاع عنکم.
السيد عمار الحکيم

 

وذکر الحکیم، فی الملتقى، أن “الیوم نرى العالم یجتمع  لحرب داعش والإرهاب، وقد قلنا ومن على هذا المنبر أن داعش سرطان لابد أن یتحد الجمیع لمحاربته واقتلاعه من جذوره، لأنه لا یستثنی احداً ولن یکون أی أحد بمنأى عن إرهابه ووحشیته”.

 

وأشار إلى أن” الإرهاب الیوم یغتصب ثلث مساحة الوطن، فإن العالم یجتمع  تحت عنوان مساعدة العراق فی حربه ضد داعش والإرهاب، والعراق یرحب دائماً بأی مساعدة فی حربه الضروس والطویلة مع الإرهاب والتکفیر والانحراف حتى لو جاءت متأخرة، لکن المساعدة یجب أن تلبی احتیاجات العراق وشعبه أولاً قبل أن تلبی أی احتیاجات اخرى”. مبیناً” نحن مع المساعدة التی لا تنتهک السیادة، ونحن مع المساعدة التی لا تملی الشروط، ونحن مع المساعدة التی لا تفرض على العراق شروطاً فی اختیار اصدقائه وحلفائه فی هذه الحرب”.

 

وذکر” نحن واقعیون وموضوعیون وندرک جیداً اننا بحاجة للمساعدة الدولیة، فی هذه الحرب الشرسة، التی لا تخضع لأی قانون لأننا نحارب عصابات اجرامیة متعطشة للدماء، ولکن علینا أن نحدد نوع المساعدة، والاولویات فی هذه المساعدة”.

 

وشدد على أن” العراق لا یحتاج إلى رجال تقاتل بالنیابة عنه، ولکنه یحتاج إلى السلاح والتعاون الأمنی والاستخباری، وإلى التقنیات الحدیثة التی تساعده على تعقب الإرهابیین والقضاء علیهم، ولحد اللحظة لم تصل شحنات السلاح التی اشتراها العراق بامواله الخاصة من الولایات المتحدة الامریکیة، فهناک أکثر من 3 ملیارات دولار اسلحة لم تسلم إلى العراق حتى الآن، وعلى من یرفع شعار دعم العراق فی مواجهة الإرهاب، أن یثبت حرصه على العراق من خلال تسلیحه کأولویة قصوى، والیوم لم یعد هناک أی عائق أو عذر أو حجة”. مؤکداً أن” على الجمیع أن یساعد العراق فی الحفاظ على سیادته، وأن لا یوغل فی انتهاک هذه السیادة المنهکة حالیاً من الإرهاب الدموی الاعمى”.

 

وبین أن “على المجتمع الدولی أن یساعد العراق، فی حمایة حدوده من خلال إیقاف تدفق الإرهابیین عبر الجهد الاستخباری المشترک لدول الجوار، فهؤلاء الداعشیون لا ینزلون من السماء و لا یخرجون من باطن الأرض، وانما یسافرون من دولة إلى دولة ویتنقلون من مطار إلى مطار ویعبرون الحدود، فکیف تتهاون بعض الدول وتسمح لنفسها أن تکون ممراً للإرهابیین، ونقطة تجمع وعبور للعراق، هنا یعرف الصدیق من غیره ویعرف المخلص والجاد فی مساعدة العراق من الادعیاء واصحاب الاجندة الخاصة”.

 

وقال” نعم الإرهاب عدو شرس ودموی، ونحتاج إلى مساعدة الجمیع فی القضاء علیه، ولکن لن نسمح فی انتهاک السیادة العراقیة تحت أی ذریعة وغطاء، والاصدقاء الحقیقیون علیهم أن یحترموا حدود السیادة العراقیة، وإذا قال قائل أن السیادة الآن مخترقة من الإرهاب، نقول له نعم مخترقة من الإرهاب فهل هذا یعنی أن تخترق من الأصدقاء، أو من قبل من یاتی للمساعدة أیضاً، هذا منطق اعوج نرفضه بتاتاً”.

 

وقال الحکیم، إن” ابطال الحشد الشعبی یقفون کالاسود الیوم جنباً إلى جنب جیشنا الباسل وقواتنا المسلحة البطلة دفاعاً عن مناطقهم وابطال العشائر یخوضون معارک العزة والشرف فی مناطقهم، وابطال البیشمرکة یدافعون عن کردستان ومناطق اخرى من الوطن، وهؤلاء قد حققوا انجازات مهمة ونوعیة فی دحر الداعشیین وکسر شوکتهم، وسیحققون المزید من الانتصارات وصولاً إلى تطهیر العراق کله من هذه العصابات الاجرامیة.

 

وأوضح أن” العراق الیوم کله یقاتل شیعة وسنة، عرباً وکرداً وترکماناً وشبکاً مسلمین ومسیحیین صابئة وایزیدیین، فهذه حرب الشعب العراقی کله، ولیست حربا طائفة أو قومیة دون غیرها، لقد وحدنا الإرهاب ووحدنا التحدی، وعلى الاصدقاء والمجتمع الدولی أن یدعموا هذه الوحدة تحت سماء عراق واحد موحد ذی سیادة کاملة”.

 

الحرب على الإرهاب والتسیس والمحاور:

 

ولفت إلى أن” هناک محوراً أخر فی التحالف الدولی لحرب داعش والإرهاب، وهو محور تسییس هذا التحالف وادخاله فی نفق المحاور، وهذا یضعف التحالف ویقلل فاعلیته، ولا یساعد على بناء الثقة بین دول المنطقة، کان المفروض أن تدعى کل الدول المهتمة بهذا الشأن إلى مؤتمر باریس دون تمییز، ففی السیاسة دائماً هناک خلافات بل وتقاطعات، لکن عندما نواجه خطراً واحداً علینا أن نعمل سویة لمواجهته، وأن لا ندع خلافاتنا تتحول إلى عائق للعمل المشترک فیما بیننا” .وشدد على أن” استبعاد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة خطوة غیر موفقة، فهی تقف فی مواجهة الإرهاب وهی دولة مهمة ومحوریة فی المنطقة ولکی ننتصر فی معرکتنا علینا أن نحشد کل الطاقات، خصوصاً وأننا نحارب مجامیع إرهابیة ولا نخوض حرباً تقلیدیة، ففی حربنا مع الإرهاب نحتاج إلى کل مساحة ممکنة وکل تنسیق یمکن أن نوفره”.

 

وبین أن” هناک من یقول أنه لم یسمح لإیران ولن یسمح لها أن تشارک فی الحلف الدولی للحرب على داعش، ونحن نقول لم یتخلى العراق عن اصدقائه واخوته وحلفائه ولن یفعل ذلک، ولم یقبل العراق ان تفرض علیه شروط ممن یقبل المساعدة أومن یرفضها ولن یفعل ذلک، وإیران لدیها حدود مشترکة مع العراق تمتد لـ1350 کیلو متر، ولدیها تاریخ مشترک وتداخل اجتماعی وجغرافی واقتصادی کبیر، فکیف یمکن للحرب على الإرهاب أن تنتصر من دون أن یکون للجهد الایرانی مساحة مهمة فیها، هذا کلام یخالف المنطق ویخالف مبدأ التحالف من أجل عدو مشترک”.

 

وأوضح أن” التاریخ یخبرنا أنه فی الحرب العالمیة الثانیة، وعندما اجتاحت النازیة اوروبا، دخل الاتحاد السوفیتی فی ذلک الوقت فی حلف مع الولایات المتحدة، ضد المانیا النازیة الهتلریة رغم کل الخلافات الایدیولوجیة والسیاسیة والمنهجیة، لکنهما کانا فی حلف واحد ضد عدو واحد، فمن المهم أن نستفید من دروس التاریخ للقیاس علیها، وأهم هذه الدروس هو أن نتعاون ضد العدو المشترک، وأن لا نجعل التقاطعات والخلافات تقف عائقا أمام هذا التعاون”.

 

وشدد أنه” على الجمیع أن یعی أن أحد أهم أسباب وجود داعش واخواتها، هو هذا التقاطع العنیف فی العمل السیاسی، وسیاسة المحاور البعیدة عن أی منطق”.

 

ونقول لجمیع الاشقاء والأصدقاء أن” القرارات یجب أن تکون مدروسة، وتخضع للحسابات الواقعیة لا لحسابات المحاور الضیقة، وأمام الجمیع حرب مفتوحة نحتاج فیها إلى الجهد الإقلیمی والدولی، وایران دولة محوریة إقلیمیاً ودولیاً، وهی أیضاً دولة جارة متداخلة مع العراق، والإرهاب لا یبعد عن حدودها سوى عشرات الکیلو مترات”.

الكلمات الرئيسة: آمرلي ایران السید عمار الحکیم
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.