استقبل السید علی فضل الله، رئیس مؤتمر الأقلیات إدمون بطرس، وأمین سر المؤتمر جوی حداد، ورئیس المجلس الأرثوذکسی اللبنانی روبیر أبیض، وبحث معهم فی آخر التطورات فی لبنان، وسبل تعزیز الحوار الإسلامی المسیحی، لمواجهة الأفکار المتطرفة والإلغائیة التی تجتاح المنطقة. وقد وضع بطرس فضل الله "فی أجواء أعمال مؤتمر دعم المسیحیین فی الشرق الأوسط، الذی انعقد فی العاصمة الأمیرکیة واشنطن، وما رافقه من مواقف، مشیدا باللقاء الذی جرى بین سماحته ومفتی الدیار المصریة الشیخ شوقی علام، لما له من مدلولات إیجابیة على العلاقة بین السنة والشیعة".
وأکد بطرس أن "العلاقات الجیدة بین المسلمین، تنعکس إیجابا على واقع المسیحیین، ما یؤدی إلى تماسک مکونات مجتمعاتنا، ویبعد شبح الفتن والانقسام عنها"، معتبرا أن من "یتوهم أن الصراع السنی الشیعی یحقق له مکاسب، مخطئ، لأن أول ضحایا هذا الصراع هو المکون المسیحی فی هذا الشرق"، داعیا إلى "تفعیل اللقاءات والمؤتمرات، بعیدا عن المجاملات".
من جهته، رحب العلامة فضل الله بالوفد، مؤکدا "ضرورة تضافر جهود کل المخلصین، لمواجهة الإرهاب الذی لن یستثنی أحدا من جرائمه وأعماله التخریبیة"، مشددا على أن "المسیحیین جزء أساسی من مکونات هذا الشرق المتنوع، وأنهم عاشوا بسلام وأمن مع المکونات الأخرى، رغم بعض الحوادث التی تقع بشکل طبیعی، تماما کالحوادث التی کانت تحصل فی الوسط الإسلامی"، لافتا إلى أن "مسؤولیتنا جمیعا هی الحفاظ على هذا التعایش والتلاقی، لأن أی إساءة إلى أی مکون من مکونات المجتمع، هی إساءة إلى المکونات الأخرى".
وأضاف: "نحن ندعو دائما إلى تعزیز التواصل، وتوحید الجهود فی مواجهة ما تتعرض له أوطاننا من فتن وانقسامات، ومن أفکار متطرفة تحاول هدم کل قیمنا، وإدخال واقعنا فی صراعات مذهبیة وطائفیة وعرقیة، لا یستفید منها إلا الکیان الصهیونی، وتساهم فی تهوید فلسطین".
وتابع: "إننا نسعى من خلال حرکتنا إلى ترطیب الأجواء، وتخفیف الاحتقان، وإزالة الهواجس والمخاوف التی یحاول البعض العمل على إشاعتها والترویج لها، من أجل إغراق واقعنا وساحتنا بالمزید من الانقسامات والفتن، لتمریر مخططات تقسیمیة یصار من خلالها إلى رسم خریطة جدیدة لدولنا".
ورأى أن "ما یجمع بین الأدیان کثیر، وأنها أتت لخدمة الإنسان والإنسانیة"، معتبرا "أن أول المتضررین من هذا الإرهاب وهذه الأعمال الوحشیة، هو الإسلام الذی تعمل هذه الفئات على تشویه صورته ونقائه ورسالته، وصولا إلى إسقاطه وإسقاط المجتمعات الإسلامیة، ودفع شبابها باتجاه الإلحاد والأفکار المنحرفة والهدامة".وأشار إلى "أن هذه الفئات الإقصائیة الدمویة، لا تملک قوة الاستمرار، لأنها استفادت من ظروف سیاسیة، ومن واقع متضارب، ومن تعقیدات دولیة وإقلیمیة، ساعدت على ظهورها ونموها".