11 October 2014 - 14:29
رمز الخبر: 8028
پ
الشیخ نعیم قاسم:
رسا - أکد نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم، أن أمیرکا هی السبب فی کل الفوضى القائمة فی العالم الإسلامی و العربی، مشیرًا الى أن "أمیرکا ترید أن تتحکم بمقدراتنا و إمکاناتنا، و ترید أن تدیر شؤوننا بما یؤدی الى مصالحها حتی و لو أدى ذلک الى تخریب النفوس و البلاد و العباد".
نعيم قاسم

 

و قال فی احتفال تأبینی فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت الجمعة: "هذه الدولة المتغطرسة تدور حول إبقاء (إسرائیل) فزاعة لکل العرب و المسلمین، و هذه الدولة المستکبرة تعطی وعودًا لزبانیتها و جماعتها بأنها ستقف معهم وستعطیهم بعض المصالح، و بعدها ترمیهم دون أن تسأل عنهم و عن تاریخهم و عن عطاءاتهم لأنهم لا یمثلون شیئاً بالنسبة إلیها". متحدیًا هؤلاء أن تکون أمیرکا قد وفت بوعد واحد قطعته.

 

و أضاف الشیخ قاسم: "مشروع أمیرکا هو إعادة صیاغة الشرق الأوسط الجدید بالدم و الخراب، و لکن بکل صراحة فقدت أمیرکا زمام المبادرة، و لم تعد قادرة علی ضبط الإیقاع، و لم تتمکن الأدوات الطیِّعة من دول و أنظمة و حرکات أن تحقق أهداف أمیرکا، فی المقابل تجاوز الإرهاب التکفیری حدوده و طوائفه و أراد أن یتجاوز الخطوط الحمر التی أرادتها أمیرکا المشغلة لهؤلاء التکفیریین، فتحول الوحش الذی أرادوا إخافة الآخرین به الى وحشٍ یشعرون بأنه بدأ یشکل خطرًا علیهم لأن مطالبه تجاوزت مطالبهم".

 

و رأى الشیخ قاسم أن أزمة المنطقة، هی أزمة طویلة و بالحد الأدنی لسنوات، "و بحسب التحلیل الأمیرکی لثلاث سنوات من أجل إعداد خمسة عشر ألف مقاتل لیغیروا المعادلة فی سوریا (هذه نکتة) فالذین یقاتلون فی سوریا منذ ثلاث سنوات بمئات الآلاف و من کل حدبٍ و صوب ولدیهم الحوافز و المبررات الخاصة لأن یقتلوا أنفسهم من أجل قضیتهم، فمن أین سیأتی الأمریکیون بجماعة تغیر الواقع".

 

أضاف: "الأزمة طویلة لسنوات، و لا أفق لحل أی موضوع، و قضایا المنطقة متداخلة و متشابکة و معقدة، إذًا نحن أمام مشهد منطقة لا حلول فیها، أی أننا فی مرحلة استنزاف و إضاعة وقت و انتظار، و علینا أن نعرف کیف نعمل فی ظل هذه الظروف المعقدة".

 

و قال: "قلنا من الیوم الأول للأزمة السوریة: هناک مشروع لتدمیر سوریا المقاومة من أجل إنشاء سوریا التی تواکب المشروع (الإسرائیلی)، و لتحویل الاتجاه لخدمة الکیان (الإسرائیلی)، و قالوا هی محاولات إصلاح، توجد بعض المقومات التی تریدها المعارضة من أجل إجراء تعدیلات فی النظام، فماذا تقولون الآن بعد ثلاث سنوات و نصف بعد أن رأیتم حوالی مئتی ألف شهید و قتیل فی سوریا، و هذا التدمیر الواسع المستفحل؟".

وتابع: "قلنا التکفیریون خطر على الجمیع و لیسوا علینا وحدنا، و لکن تعاملتم معهم کجزء لا یتجزأ من مشروعکم، و حاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، و عقدتم علیهم الآمال و لکن ماذا کانت النتیجة؟ لفظوکم جانبًا و أصبحتم أیضًا مدانین کما الآخرون تمامًا، لأن التکفیریین لا یقبلون أنفسهم و لا یقبلون بعضهم، و لا یطیقون جیرانهم فکیف یطیقونکم أنتم البعیدون عن آرائهم و قناعاتهم. و قلنا التکفیریون یستهدفون لبنان، و رکز بعض السیاسیین علی تغطیة نشاطاتهم و الدفاع عنها و تبریرها، و قد انکشف کل المخطط التکفیری من بوابة عرسال، و لا یستطیع أحد أن یقول غیر هذا بعد أن تجلت الأمور و أصبحت مکشوفة للجمیع".

و أکد الشیخ قاسم أن "لبنان دفع أخطار الأزمة السوریة بحکمة عقلائه، و بصمود و ثبات الجیش اللبنانی، و أداء حزب الله و حلفائه و لولا هذه المواقف الشریفة و الشجاعة لانتقلت المعارک الى داخل لبنان فی کل حی ودسکرة ومنطقة". مکررًا القول: "لولا حزب الله لأنجزت داعش إمارتها على الحدود الشرقیة للبنان، و کنا أمام منطقة لسعد حداد التکفیریة علی غرار سعد حداد (الإسرائیلیة) بأخطارها و أهدافها (مشیرًا بذلک الى المنطقة التی أقامها الاحتلال الصهیونی فی جنوب لبنان بین عامی 1982 و2000).

و قال: "لولا حزب الله لکانت داعش تقیم حواجز فی جونیة و بیروت و صیدا و فی کل منطقة فی لبنان. و الحمد الله أن وفقنا الله تعالى بأن ذهبنا الى سوریا و قاتلنا فی الوقت المناسب، و کنا حیث یجب أن نکون لنمنع هذا الخطر الکبیر و نوقفه عند حدوده الدنیا التی لا یستطیع معها أن یفعل شیء، و لا یستطیع معها أن ینجز شیئًا علی الإطلاق بإذن الله تعالی".

و اعتبر أن مطالبة البعض بخروج حزب الله من سوریا "کالمطالبة بإلغاء المقاومة ضد (إسرائیل)، لأن لبنان یصبح مرمیً للأعداء علی اختلاف مشاربهم، و لقمة سائغة للاحتلالات المتنوعة بأفکارها و آرائها"، و سأل: "کیف تدافعون عن لبنان إذا کانوا یریدون تجریده من قوته و إمکاناته و قدرته؟"، و قال: "لن نترک لبنان مکشوفًا لا لداعش و لا للنصرة و لا (لإسرائیل) کرمی لعیون المهزومین، الذین یبحثون مکانة و دور علی حساب الآخرین، و الذین لا یراعون مصلحة لبنان و لا مستقبله. و لن نستسلم لمقترحات تجرِّد لبنان من قوته و عزته و کرامته و نصره، هذه المطالب هی أقرب الى الهرطقة منها الى المقترحات".سائلاً: "إذا خرج حزب الله من سوریا مَنْ یوقف داعش و ملحقاته من أن یصل الى أی منطقة؟".

و أکد الشیخ قاسم أن "إنجازات حزب الله فی لبنان لیست عادیة هی عظیمة جدًا، إنجازات الأبطال الشجعان و الشهداء... انجازات الذین وضعوا حدًا لکل أولئک یفکرون بتخریب لبنان علینا، و من الطبیعی أن تصاحب هذه الإنجازات تضحیات، و ما حصل فی عین ساعة و عسال الورد (المواجهة بین حزب الله و التکفیریین علی الحدود اللبنانیة السوریة) هو جزء من التضحیات الطبیعیة التی لولاها و لولا غیرها من التضحیات لما حققنا هذه الإنجازات".

و قال: "أننا لسنا قلقین علی الإطلاق، بل نتوسع فی التحریر و نوقع الخسائر بالتکفیریین و من معهم, و هم الآن خارج کل قری القلمون المجاورة للبقاع، و هم فی الودیان و الجبال مطاردون و لن یتمکنوا إن شاء الله من تأمین ملاذٍ واحدٍ دافئ فی القری التی خرجوا منها ببرکة المجاهدین الذین و اجهوهم مع أبطال الجیش السوری و مع کل الذین عملوا بمواجهة هذا الخطر الداهم علی لبنان".

و ندد نائب الأمین العام لحزب الله بالاعتداءات التی ترتکبها بعض العصابات ضد الجیش اللبنانی معتبرًا أنها "اعتداءُ على کل لبنان"، و مؤکدًا أن "دعم الجیش واجب بکل الوسائل و الامکانات، و مساندته و الوقوف الى جانبه فرض عینٍ على اللبنانیین من دون استثناء"، و توجه الى الذین "یتحدثون خجلًا دعمًا للجیش اللبنانی مرة فی السنة، و یسیئون إلیه مرات و مرات بحججٍ واهیة"، قائلا: "إذا کنتم جدیین فی دعمکم للجیش فتوقفوا عن التبریر للجماعة التکفیریة و عن حمایتها یعن محاولة إعطاء ضمانات و بیئة سیاسیة تساعدها على أن تستمر، اکشفوهم و افضحوهم و کونوا الى جانب جیشکم على الأقل تستطیعون الحصول على مکرمة لطالما کانت بعیدة خلال الفترات السابقة، و لعلَّ هذه المکرمة تکون توبة تجُب ما قبلها بسبب الإساءات الکثیرة التی حصلت بحق لبنان و بحق الجیش اللبنانی".

الكلمات الرئيسة: حزب الله سوریا نعیم قاسم
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.