15 October 2014 - 19:03
رمز الخبر: 8072
پ
لاول مرة فی عتبات العراق؛
رسا ـ فی خطوةٍ مدروسةٍ وریادیة من نوعها فی عتبات کربلاء المقدسة، وهی إنشاء مشروع یُعدّ الأصعب فی عتبات العراق المطهّرة، ینطلق الإبداعُ الهندسی العراقی مرةً أخرى لیُکمل ما بدأه الأجداد من إنشاء صروح العتبات والمزارات، وهذه المرّة بإنشاء صحنٍ تحت الأرض فی مرقد أبی الفضل العباس(علیه السلام) باسم: (سرداب الإمام الجواد "علیه السلام").
العتبة العباسية

 

المشروع جریءٌ فی فکرته، جدیدٌ فی تصمیمه وتنفیذه، حدیثٌ فی تقنیات إنشائه، وهو خطوةٌ تتحدّى ظروف المکان الطبیعیة وحرکة المکان البشریة، فعتبات کربلاء المقدسة هی الأکثر استقبالاً للزائرین والسوّاح الدینیّین عالمیاً والحرکةُ لا تنقطع عنها أبداً، لذا فإنّ إنشاء مثل هذا المشروع داخل الصحن القدیم یُعدّ تحدّیاً حقیقیّاً وإکماله إنجازاً کبیراً، بلحاظ وجود العدید من الزیارات الملیونیة سنویاً فضلاً عن الزیارات شبه الملیونیة أسبوعیاً إضافةً الى عشرات الآلاف یومیاً فی ظلّ مساحة صحنٍ لا تتجاوز الـ(6,400 م٢).

 

شبکةُ الکفیل کانت لها وقفة مع نائب الأمین العام للعتبة العباسیة المقدسة المهندس بشیر محمد جاسم لیُطلعنا على هذا المشروع فتحدّث قائلاً: "المشروع أُحیل لشرکة أرض القدس للمقاولات الإنشائیة تصمیماً وتنفیذاً، وهی من الشرکات ذات الخبرة فی هذا المجال، وقد قامت بتنفیذ وتصمیم مشاریع عدیدة فی کلٍّ من العتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة وفی مقدّمتها مشروعا التوسعة الخاصّ بهما".

 

مضیفاً: "لحساسیّة المشروع من الناحیة العمرانیة والإنشائیة تمّ إعداد دراسةٍ متکاملة قبل الشروع بالتنفیذ؛ من أجل الوقوف على مواطن الضعف والقوة لهذا المشروع، وحسب خطةٍ هندسیةٍ متقنةٍ تمّ اعتمادها وباستخدام أفضل الطرق المتبعة فی هذا المجال، شملت الخطة دراسة التربة وقوة جدار الصحن والحرم ومدى تحمّله لأعمال الحفر التی ستُنفّذ، وقُدّم تصمیمٌ ثلاثیُّ الأبعاد للمشروع وبکافة تفاصیله الإنشائیة والکهربائیة والمعماریة".

 

وأوضح المهندس بشیر: "استُخدِمت فی عملیات الصبّ أعمدةٌ کونکریتیة (أنابیب) عملاقة تخترق الأرض لمسافة (11م) وبقطر (50سم) تحیط بهذا السرداب -الصحن السفلی- بالکامل؛ لتمنع أیّ تسرّبٍ للمیاه من الجوانب، أو أیّ انهیار قد یحدث -لا سمح الله- للتربة أو لأُسس الجدران المجاورة للحرم والأواوین، وتمّ کذلک إضافة جدار کونکریتی مسلّح یُحیط بأعمدة السرداب، وسیتم تصنیع شباک ملاصق للجدار من جهة الحرم المقدس، وشملت المرحلة الأولى من الجزء الأوّل الذی تبلغ مساحته (1,000م2) قلع الأرضیة والمباشرة بأعمال الحفر لیکون صافی ارتفاعه أربعة أمتار وربع".

 

مُضیفاً: "سیکون للصحن مدخلان رئیسیان من جهة بابی الإمام موسى الکاظم والإمام محمد الجواد(علیهما السلام)، ویمتدّ لجدار الحرم المقدس لأبی الفضل العباس(علیه السلام) ملاصقاً له، ویفصلُ عنه بشبّاکٍ خاصٍّ لأداء الزیارة سیتمّ تصنیعه فیما بعد".

 

مُوضّحاً: "أنّ المشروع یقدّم فائدة أخرى وهی معالجته لمشکلة المیاه الجوفیة التی تعانی منها العتبة العباسیة المقدسة، حیث تمّ مدّ شبکة ‏حدیثة ‏تحت طابق السرداب لتصریف المیاه الموجودة تحت الأرض، تعمل على سحب المیاه ‏المتجمّعة بصورة آلیة من خلال ‏غطاسات (‏grebe‏) وضعت لتعمل على التحکّم بارتفاع أو ‏انخفاض منسوب المیاه الجوفیة، وإرسالها إلى آبار مخصّصة لهذا ‏الغرض، وحسب المواصفات التی ‏وضعتها وزارة الموارد المائیة العراقیة ولجنة الخبراء المتخصّصین فی هذا المجال ‏والتی شکّلتها ‏الأمانة العامة للعتبة المقدسة لوضع الأرقام العلمیة التی تحقّق مناسیباً آمنة لمنشآت العتبة المقدسة فی مواجهة ‏المیاه الجوفیة".
نهایة الخبر ـ وکالة رسا للانباء

الكلمات الرئيسة: العراق رسا العتبه العباسيه
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.