حذّر السیّد علی فضل الله، من "الفتنة التی یعمل البعض على إشعالها، والتی ستسقط الهیکل على رؤوسنا جمیعاً"، داعیاً إلى "اعتماد الخطاب الوحدوی فی هذه المرحلة المعقّدة والصعبة بعیداً عن کلّ المزایدات والحساسیات والمفردات المذهبیة التی یطلقها أصحابها لشد العصب المذهبی أو الطائفی هنا أو هناک، والتی تزید من حالة الاحتقان والتوتر فی الشارع، ولا سیما فی ظل وجود أزمة تخویف متبادلة بین السنة والشیعة".
واعتبر السید فضل الله فی بیان بعد لقائه امام مسجد الغفران فی صیدا، الشیخ حسام العیلانی، أن "هذه المرحلة الصعبة التی تمر بها الأمة، تحتاج إلى العقلاء والعلماء الواعین، الذین یرفعون صوتهم عالیاً لمواجهة کل الحالات التی ترید تخریب العلاقات الإسلامیة الإسلامیة، والإسلامیة المسیحیة، وإدخال مجتمعاتنا فی حروب وفتن تؤدی إلى إسقاط کل مواقع القوة فیها".
وحذر فضل الله من "المراهنة على التحالف الدولی لتقویة هذا الفریق أو ذاک"، معتبراً أن "هذا التحالف أتى لإدارة الصراع فی المنطقة، وضبط إیقاع المعرکة، وعلى خلفیة استنزاف الجمیع وإخضاعهم، ولیس لحل مشاکلهم وإنهاء معاناتهم"، داعیاً "اللبنانیین إلى الحوار فیما بینهم، لتجنیب البلد الفوضى والاهتزازات الأمنیة وحالات الاحتقان، ولتحصینه من تداعیات ما یجری حوله".
وفی سیاق متصل، التقى فضل الله وفداً من عشیرة آل جعفر من الهرمل، شکره على تعزیته لهم، وعلى ما تقدمه مؤسسات المرجع فضل الله من خدمات اجتماعیة وتربویة، ووجه إلیه دعوة لزیارة الهرمل، حیث أثنى فضل الله على "دور العشائر الوطنی فی حفظ التعایش والتنوع فی منطقة البقاع، فی ظلّ محاولات ضرب هذا الانصهار، وإدخال هذه المنطقة فی صراعات تحت عناوین مختلفة، لافتاً إلى أن هناک من یرید إسقاطنا نفسیاً ومعنویاً، من خلال الإشاعات التی تطلق من هناک وهناک".