وافادت الصحیفة ان "اللواء سلیمانی حمل رسالة شفهیَّة عاجلة من الإمام السید علی الخامنئی، إلى السید حسن نصراللَّه، خلال الأیام الأولى للحرب، جاء فیها:
«أسأل اللَّه تعالى أن یحفظکم ویوفّقکم ویأخذ بأیدیکم وینصرکم إن شاء اللَّه، توکَّلوا على اللَّه تعالى، وإن شاء اللَّه سیذیقکم طعم النصر فی الدُّنیا، ورضا ذاته المقدَّسة، وأنا أدعو لکم بالنصر دائمًا.
سلامی للأخوة فردا فردا. ستکون هذه الحرب قاسیة، لکن اتَّکلوا على اللَّه، وعلیکم الصمود. لدینا یقین تام بانتصار المقاومة، بل أکثر من ذلک، هذه المقاومة ستنتصر وتتحوَّل إلى قوَّة إقلیمیَّة، وما توفَّر من معطیات (خلال الحرب) أنَّ العدو کان یعدُّ لها لتتم فی أوائل الخریف، وکان الإسرائیلیون بالاتفاق مع الأمیرکیین سیبادرون من دون سبب أو ذریعة بالاعتماد على عنصر المفاجأة لشن هذه الحرب.(إسرائیل) کان لدیها خطَّة وقرار لضرب المقاومة فی لبنان، وکانت تُعد لذلک، وکانت ترید أن تفاجئکم بالحرب، وکان مخطَّطًا أن یقوم سلاح الجو الإسرائیلی بضرب الأهداف کلَّها خلال ساعات، وبعدها ینفذ العدو عملیَّة بریَّة ویحتل قسمًا من الجنوب، ویضربکم فی مختلف المدن، ثمَّ یکمل عمله للقضاء على حزب اللَّه. وما کان لهذه الحرب أن تقف عند هذه الحدود، إنَّما هدفها تغییر المنطقة، ولکن الَّذی حصل من خلال عملیَّة أسر الجندیین أنَّ حزب اللَّه، من حیث یعلم أو لا یعلم، أفقد الخطَّة الإسرائیلیَّة عامل المفاجأة، وأجهض مشروع الحرب المُعد لأوائل الخریف، فلقد فرضتم علیهم (إسرائیل وأمیرکا) التوقیت، وما کانوا یریدون القیام به فی وقت هم یختارونه، یقومون به الآن، وهذا ما أفقد العدو عنصر المفاجأة، وهذا کان من ألطاف اللَّه عزَّ وجل الخفیَّة بکم".
واضاف قائد الثورة الاسلامیة: الحرب لم تکن بسبب الجندیین، إنَّما کانت جزءًا من مشروع محضَّر، ولمَّا أخذتم الجندیین عجَّل الأمیرکیون والإسرائیلیون فی الحرب قبل أن یُکملا استعدادهما عدَّةً وعتادًا، ووجدوا أنَّهم متورّطون، وفقدوا عنصر المفاجأة، وبذلک دفع اللَّه عنکم وعن لبنان وعن المنطقة ما کان أکبر بکثیر.
وتابع : لقد صمد حزب اللَّه حتَّى الآن عشرة أیام فی الوقت الَّذی هُزِمت فیه الدُّول العربیَّة خلال ثلاثة أیام. هذا نصر جید، لکن یجب أن تواصلوا العمل، ما تریده (إسرائیل) من القضاء على المقاومة لن یتحقَّق إن شاء اللَّه. العدو قلق، ومشکلته کبیرة، ولیست أقل من مشکلتکم، بل هی أکبر. لقد أصبحتم أسطورة فی العالم، وعلیکم أن تقفوا وتُثبتوا للعالم أنَّ حسابات أمیرکا وإسرائیل کانت خاطئة.
وصرح آیة الله خامنئی: حربکم هذه حرب مصیریَّة، وهی تشبه معرکة الخندق، وکانت حینها حربًا قاسیة وصعبة، وبلغت فیها القلوب الحناجر، وقال المنافقون: فلنعد إلى بیوتنا، أین هو النصر الإلهی الَّذی یعدنا به محمد ؟ ولکن اللَّه تعالى نصر المؤمنین بعد أن ثبتوا وصبروا.
نحن معکم وسندعمکم فی کلّ شیء ولا تقلقوا، المهم أن تصبروا وتثبتوا بوجه هذا العدو مع التأکید على الاهتمام الکبیر بالنَّاس، لأنَّهم یریدون عزل النَّاس عنکم. إذا وفَّق اللَّه للنصر ستصبحون قوة لا تقف فی وجهها قوة»