أشار عضو کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله الى ان "البعد أمنی وسیاسی ظهر من خلال الجماعات التکفیریة التی انقضت على بلدنا"، لافتاً الى ان "تدخل حزب الله کان لاعتبارات وطنیة لبنانیة بالدرجة الأولى، وأستطیع القول أنه على مدى أکثر من سنة وبضعة أشهر قلب حزب الله کل الخیارات لإیجاد حل لما یمکن أن نفعله على مستوى الأزمة فی سوریا من خلال ما هو موقعنا وما هو موقفنا وکیف نتصرف على أی أساس وهل یمکن أن نؤدی دوراً للمعالجة، وحاولنا إیقاف النزف السوری ولکن دفق هذا النزف أکبر من طاقاتنا بسبب التدخل الدولی والإقلیمی الذی کان کبیر إلى حد لم تفلح کل المحاولات للحد من هذا النزف".
واضاف "عندما وصل الخطر إلى البیت لبنان لم یکن أمام المقاومة خیار سوى الدفاع وهذا کان خیاراً ضروریاً لمصلحة وطنیة لبنانه ودلیله ما نشهده الیوم، فلنتصور ماذا لو کانت هذه الجماعات تتمرکز فی المحافظات الحدودیة؟".
وأضاف فضل الله لقاء حواری بعنوان "آفاق الصراع فی المنطقة على ضوء التطورات الراهنة" فی مؤسسة الحکیم "بعد أن کان هؤلاء المسلحین الذین أطلقوا النار على الجیش اللبنانی یمکن لهم الدخول بسهولة إلى الأراضی اللبنانیة، ویتجولون فی الأراضی اللبنانیة، فإن کانوا الیوم محاصرین فی جرود القلمون وسدت فی وجههم الکثیر من المنافذ للدخول ولا زالوا یدخلون ویتجولون فی لبنان".
وتسائل "ماذا لو کانوا یسیطرون على المحافظات الحدودیة؟، أو على سوریا؟، فأی لبنان کان یمکن أن یبقى لو سیطرت الجماعات على سوریا؟"، مشیراً الى ان "تضحیات المقاومة فی منطقة الحدود وحیث دافع هی التی حمت لبنان على مستوى جبه هذا الخطر من الحدود السوریة وتضحیات الجیش اللبنانی فی الشمال ومناطق أخرى هی التی منعت تهدید السلم والاستقرار".
ولفت الى ان "البعد السوری نحن معنیین لإکماله مهما بلغ الکلام، ولا خیار لدینا لان نترک سوریا تسقط فی هذه الجبهة، مهما بلغت التضحیات والانتقاد والسجال السیاسی هذا خیار وطنی لبنانی ضروری، فنحن مسؤولین عنه ولن نتخلى عنه وحیث یتخلى الآخرون عن مسؤولیاتهم نحن لا نتخلى عن مسؤولیاتنا نحن کمقاومة فی حزب الله".
واضاف "نحن ندافع حتى عن من یخاصموننا فی هذا الموضوع فی منع سوریا من السقوط بید هذه الجماعات"، مشیراً الى ان "بقاء سوریا متماسکة على الأقل بالعنوان العام خارج إطار سیطرة التکفیریین هو مصلحة لبنانیة بالدرجة الأولى، ولا بد من جلوس الأطراف التی یمکن لها أن تجلس مع بعضها البعض لإیجاد تسویة سیاسیة.. النظام الموجود هو رکیزة أساسیة فی هذه التسویة ولا یمکن القیام بتسویة بمعزل عن دولة والنظام الموجود لا یزال ومتماسک بمؤسساته وجیشه وبنیته، وأصبح الآن حاجة دولیة وحاجة سوریة بعد أن رأینا البدیل".
وأکد ان فی "لبنان یوجد انعدام الثقة بین الأفرقاء خاصة بعد تجارب مریرة، وفی کل محطة تکون هناک محاولات لإعادة جمع الأفرقاء اللبنانیة"، لافتاً الى ان "عامل الثقة حتى الآن غیر قویا أقول مفقود الأفرقاء اللبنانیین بحاجة لتعزیز الثقة، والحوار بین المختلفین هو ما یقرب المسافات والیوم یوجد مناخ للحوار، فحل المشاکل الداخلیة یکمن بالحوار والتلاقی والتفاهم والشراکة، لذلک نحن دائماً ندعو إلى شراکة وطنیة داخلیة، نضع الخلاف جانباً ونطبق ما نتفق علیه ونتحاور فی ما نختلف هذا هو منهجنا"، مشدداً على ان "رئیس تکتل "التغییر والاصلاح" النائب میشال عون مرشح طبیعی، لما یمثله من حیثیة شعبیة وسیاسیة ووطنیة، وهو یمتلک مؤهلات المرشح التوافقی".