قال نائب الأمین العام لـ"حزب الله" الشیخ نعیم قاسم فی احتفال تخریج طلاب "معهد الآفاق" فی "قاعة رسالات" ان "لقد ثبت لدینا ولدى الجمیع بعد التجربة أن الرئیس الأفضل للبنان هو الذی یملک حیثیة تمثیلیة، ویلتزم عهوده ومواثیقه، ولدیه قدرة طمأنة مخالفیه تحت سقف القانون والمشارکة وبناء الدولة، ولا ینساق الى المشاریع الإقلیمیة والدولیة. هذه المواصفات فی رأینا مهمة لرئیس الجمهوریة القادم، ونحن أعلنا خیارنا الذی نعتبره منسجما تماما مع هذه المواصفات المهمة للبنان الدولة".
وأضاف سماحته "الیوم نحتاج إلى الخصوصیة اللبنانیة أکثر من أی وقت، ونحتاج إلى احترام التنوع اللبنانی فی المشاریع والتوظیف، وإلى أن نواجه (إسرائیل) کعدو وسوریا کصدیق، ونحتاج الى لبنان الدولة لا لبنان المعبر أو المنصة، وهذا ما یجعلنا نصحح البوصلة فی اتجاه الخیارات السلیمة.وإذا کانت الاتصالات واللقاءات التی جرت فی الأشهر الماضیة والتی کادت تنجز معادلة الرئاستین (الجمهوریة والوزراء)، إذا کانت هذه الاتصالات لإمرار الوقت، فهذا خطأ، ولکن یمکن تصحیحه فی تصویب المسار وخصوصا أن الخیار المطروح هو خیار جید ویحرک الواقع اللبنانی نحو الأفضل".
واردف الشیخ قاسم فإذا أردنا أن نکسب الوقت، فمسار الرئاسة المتاح محدد ومعروف، ویمکن إنجازه بسرعة، وإلا سیطول الفراغ کثیرا بحسب ما هو ظاهر إذا لم یتصرف الجمیع على قاعدة الحقائق الموضوعیة المتاحة".
وأکد "أننا مع إنجاز قانون الانتخابات فی أسرع وقت، وقانون الانتخابات الأعدل هو قانون النسبیة، أما القانون الحالی فسیعید أزمة التمثیل والإدارة وعدم المحاسبة، وسیعید إنتاج سلطة لا تغیر فی الواقع شیئا، وتبقینا فی حالة الرکود السیاسی مع کل انعکاساته الاقتصادیة والأخلاقیة والعملیة. القانون النسبی هو على قیاس بناء الدولة، أما الأکثری، فعلى قیاس إعادة إنتاج الأزمة الداخلیة، ونحن ندعو إلى إعادة إنتاج لبنان بشکل صحیح وفق القانون النسبی".
واعتبر أن "لا حلول سیاسیة على المدى المنظور فی المنطقة، ومن کان ینتظرها فسینتظر أشهرا طویلة، بل سنوات، لأن الأطراف الفاعلة تتوقع تغییر المعادلات المیدانیة لمصلحتها قبل الوصول إلى إطار الحل، ولیس معلوما إذا کانت هذه الأطراف ستنجح فی الوصول إلى نتائج حاسمة، ولذا ستبقى المراوحة إلى حین یقتنع البعض بأن لا حل إلا بالتنازلات التی تفتح المجال لمعالجة سیاسیة فی المنطقة".
وشدد على أن "المقاومة خیار ناجح، ونحن فی ذکرى یوم الشهید (شهید حزب الله) نؤکد بحسب الأدلة القطعیة التی حصلت أن المقاومة خیار ناجح، وإنجازاتها واضحة ومتراکمة، وهی التی حصنت لبنان من الاحتلال والعدوان، ولم تعمل یوما وحدها، ولم تطلب أن تکون کذلک، وحققت نصرها نصراً للبنان ومشروع التحریر فی المنطقة. وعلى الرغم من کل الحملات التی تتعرض لها المقاومة، فقد ازداد الالتفاف حولها، والآن نلاحظ عودة لأولئک الذین شردوا عن المقاومة إلى المطالبة بها والالتفاف حولها.هذه المقاومة هی شهادة تمنح، وقد تخطت کل الاختبارات، وبکل صراحة أقول: هنیئا لکل من کان مقاوما أو مؤیدا للمقاومة، فهی موضوع فخر واعتزاز".
وختم سماحته "المقاومة الیوم ربح وطنی صاف، وربح إقلیمی مؤثر، وربح مستقبلی تراکمی، ومن الغباء أن یفکر البعض فی أن یتخلى عن هذا الربح لخسائر حتمیة محققة. ستشهد الفترة المقبلة جملة من اللقاءات والحوارات بین أطراف لم تکن تلتقی سابقا بسبب بعض التشنجات أو بعض الاختلافات فی الرؤى، وهذا یمکن أن یفتح الطریق لمرحلة جدیدة إذا ما توافرت الإرادة الجدیة. بإمکان أی حوار أن یقتصر على الشکل وهو الحد الأدنى، وبالإمکان أن نبنی ثقة متراکمة لاجتراح حلول تحقق الفائدة للجمیع، والحمد لله أن الجمیع أدرک الیوم أن الخیار هو الحوار ولا یمکن لأحد أن یستفرد بهذا البلد".