رفض قادة وسیاسیون کبار ومسلمون فی ألمانیا الحوار مع هذه الحرکة، وأعرب رئیس الجالیة الترکیة فی ألمانیا عن رفضه القاطع للعروض التی قدمها ساسة ألمان للحوار مع أنصار "بیغیدا".
وقال سافتر سینار، فی تصریحات لصحیفة "تاغس شبیغل آم زونتاغ" نقلها تقریر موسع لموقع "دوتشیه فیله" الألمانی قوله: من یدافع عن مثل هذا المفهوم یعزز هؤلاء الناس ویضع فی الحسبان بطریقة أو بأخرى أن هناک شیئا ما یمکن تفهمه.
وأضاف سینار أن من غیر الواضح بالنسبة له أی حوار تعنیه هذه العروض، وتساءل: "هل علینا أن نقول للمتظاهرین إن المسلمین هم أیضا بشر؟ وأی شئ ینبغی على المرء أن یبدی حیاله التفهم؟ إن العالم الغربی سینهار فی عاصمة ولایة سکسونیا التی یوجد فیها 1 فی المائة من السکان المسلمین؟"، فی إشارة إلى مدینة دریسدن التی تقوم فیها مظاهرات "بیغیدا".
ورأى سینار أن من الضروری اعتبار معاداة الأجانب والعنصریة من الأمور المحرمة، مشیرا إلى أن التحریم المقرون بمعاداة السامیة فی ألمانیا أوضح أن هذا الإجراء ممکن ومؤثر.
وتابع سینار حدیثه قائلا إن هناک حاجة إلى وجود "توافق عریض" فی الوقوف ضد العنصریة، غیر أنه أشار إلى أن أمله محدود فی استعداد الساسة للبث بمثل هذه الإشارة.
وجاءت تصریحات سینار، مؤیدة لما ذهب إلیه رئیس حزب الخضر الألمانی – المعارض- جیم أوزدیمیر الرافض لمطالب الحوار مع غیر المتطرفین من حرکة "بیغیدا" المناهضة للإسلام وقال أوزدیمیر لإذاعة "برلین-براندنبورغ" الألمانیة إنه یعتبر هذه المطالب بمثابة "هراء".
واتهم أوزدیمیر المتظاهرین فی حرکة "بیغیدا" بالرفض التام للمهاجرین والمسلمین، مشیرا إلى أنهم یرغبون فی تغییر المجتمع الألمانی. وأضاف "لا أرى أنه یمکن تقدیم تنازلات سیاسیة فی هذا الشأن"، مضیفا : "ألمانیا تعد مجتمعا مفتوحا".
فی السیاق نفسه، أعلن رئیس وزراء ولایة تورینغن رفضه لإجراء محادثات مع قادة حرکة "بیغیدا" المناهضة للإسلام فی ألمانیا.
وقال بودو راملوف المنتمی لحزب الیسار الألمانی المعارض، أثناء زیارته لأحد مراکز إقامة اللاجئین فی مدینة زوول بولایته، إنه لا "یمکن التحاور مع العنصریین".
من جانبه طالب المستشار الألمانی السابق غیرهارد شرودر برد فعل قوی وواضح ضد حرکة "بیغیدا" من قبل المجتمع والساسة فی ألمانیا، مذکِرا بخروج 200 ألف متظاهر وفی مقدمتهم رئیس البلاد ومستشارها فی عام 2000 ضد الاعتداء الذی أستهدف آنذاک معبدا یهودیا بمدینة دوسلیدورف.
وقال شرودر فی مقابلة مع مجلة "کوراجیغت" "نحن الآن بحاجة إلى مثل هذا الرد الشعبی العام".
وأضاف سیکون أمرا رائعا أن تخرج الجماهیر إلى الشوارع ضد هؤلاء الذین یطلقون على أنفسهم "بیغیدا".
وکان فولفغانغ تیرزه رئیس البرلمان الألمانی (بوندستاغ) السابق المنتمی للحزب الاشتراکی الدیمقراطی الشریک بالائتلاف الحاکم فی ألمانیا، دعا فی تصریحات نشرتها إذاعة ألمانیا منتصف الشهر الجاری إلى محاورة المواطنین المتعاطفین مع حرکة "بیغیدا" "الذین لا یرغبون أو لا یستطیعون إدراک ما یفعلونه، وکیف ولماذا یتم استغلالهم".
وشدد السیاسی الألمانی على ضرورة أن تکشف السیاسة عن مدى حاجة ألمانیا للمهاجرین، حتى تبدد مخاوف المشککین.
وتابع تیرزه "لا یواجه المرء المخاوف ویتغلب علیها من خلال سبها، ولکن من خلال التعامل معها على محمل الجد".
وقی الوقت ذاته أکد أنه لابد من التصدی للنازیین الجدد وهولیغانز، وهو تحالف ضد مسلمین، وکذلک المتطرفین الیمینیین.
وکان المجلس الأعلى للمسلمین فی ألمانیا اتهم الأوساط السیاسیة بالإخفاق فی التواصل مع بعض المواطنین الذین تساورهم مخاوفهم بشأن المهاجرین.
وقال رئیس المجلس أیمن مزیک فی تصریحات لمحطة "بایرن2" الإذاعیة الألمانیة إنه اتضح من خلال حرکة "بیغیدا" المعادیة للإسلام أن الکثیر من الأشخاص لدیهم مخاوف على مستقبلهم.
وأوضح مزیک أن هؤلاء الأشخاص تساورهم مخاوف على فرص العمل، ویبحثون عن کبش فداء، مضیفا أن المحرضین یحاولون استغلال هذه المخاوف.
وقال مزیک "هنا أخفقت السیاسة أیضا فی التواصل مع المواطنین. یتعین علینا استئناف هذا التواصل".
وذکر مزیک أن ألمانیا فی حد ذاتها لیست معادیة للأجانب، مؤکدا "ألمانیا لیست کذلک!".
وتنظم حرکة "بیغیدا" منذ تأسیسها فی شهر أکتوبر الماضی ، کل یوم اثنین، مظاهرات أثارت قلقا کبیرا فی ألمانیا بسبب عدائها المتنامی للمسلمین.
وکان نحو 17 ألف و500 شخص قد شارکوا فی آخر مظاهرة للحرکة فی مدینة دریسدن التی انطلقت منها الحرکة فیما یعتزم أنصارها تنظیم تجمعهم المقبل فی شهر ینایر.
وفی المقابل تظاهر فی وقت سابق أکثر من 20 ألف شخص فی ربوع ألمانیا دفاعا عن قیم التسامح والانفتاح فی ألمانیا.
یذکر أن حرکة "بیغیدا " یتزعمها النازیون الجدد وانضم إلیهم العدید من " الهولیغانز" الذین یثیرون الشغب فی الملاعب و أنصار من فئات أخرى ، وتعلن هذه الحرکة رفضها لما تعتبره "أسلمة" ألمانیا وأوروبا