اعتبر عضو کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السید نواف الموسوی، "اننا مطالبون کمسلمین بالدفاع عن صورة دیننا التی یتآکلها الفکر التکفیری الذی یشیع فی العالم إرهابا وقتلا وجرائم، ومن هنا نحن الأولى بالدفاع عن هذا الدین، وبأن یکون لنا کلمتنا الواضحة فی تبیان أرکان الإسلام بما هو دین للرحمة، فهذه هی مسؤولیتنا التی یجب أن نضطلع بها، ونحن هنا فی لبنان نقول للمسلمین جمیعا فی داخله وخارجه أننا لا نستطیع الدفاع عن صورة الإسلام إلاّ إذا أجرینا قطیعة تامة مع الفکر التکفیری الذی یغتال الإسلام والمسلمین قبل أن یغتال أی أحد من أی ملة أخرى".
ودعا الهیئات والمراجع الدینیة التی أصدرت بالأمس بیانات تستنکر ما جرى بأن "تستنکر الفکر قبل الفعل، لأن الفکر لا زال یضخ فی عقول الشباب ویجعل منهم مجرمین وقتلة ذباحین ومدمرین".
وقال خلال احتفال تأبینی فی بلدة عیتیت الجنوبیة، "انه من الواجب على المؤسسات الدینیة أن تنهض فی مواجهة الفکر التکفیری، بحیث تکشف الغطاء وتسقط الشرعیة عنه، وأکثر من معنی بذلک هو من یشترک مع هذا الفکر بجهة أو بأخرى، وإذا لم ننتزع رکائزه فعبثا نواجه الهجمة التی تستهدف صورة الإسلام والمسلمین، فسبب السمعة السیئة التی تلحق بنا الیوم هو لیس فقط الأعمال الإجرامیة التی یقوم بها البعض بل سببها یقع على الذین نشروا هذا الفکر فی أفریقیا وأوروبا والذین سمحوا بتشریع أبواب المساجد لأصحاب الفکر التکفیری الذین نشروا أفکارهم الهدامة فی شوارع أوروبا ومساجدها"، سائلا "هل نحن من أرسل مشایخ التکفیر، وهل نحن من شرع المنابر لهم، فهؤلاء یولدون فی بلدان الإغتراب، ویعیشون هناک ومن ثم یتحولون إلى قتلة، لأن ثمة من قام بتدریسهم، وأعطاهم القدرة على الوقوف على منابر المساجد ویجمع الشباب من حوله ویقول لهم هذه الأفکار، فقبل أن یحمل أحد على الإسلام ویحمله مسؤولیة ما جرى علیه أن یسأل لماذا سمح لأصحاب الفکر التکفیری أن ینشطوا بالتبشیر بأفکارهم الهدامة بین الشباب العربی والمسلم فی بلاد الإغتراب".
وشدد على ان "المسلمین هم أول من تأذى من الفکر التکفیری، ونقول الیوم إن مواجهته الفعلیة لا تکون إلا باستئصاله المعروف من أین یبدأ وأین ینتهی، ونحن فی هذا الإطار نقدم التضحیات ونقوم بما علینا فی مواجهته، بینما الجهات المعنیة لا تقوم بما علیها، ونحن فی هذا المجال نتطلع إلى الحوارات التی تجری فی بلدنا الیوم لتکون عاملا فی شد أواصر الوحدة الوطنیة وعدم السماح لأصحاب الفکر التکفیری من النفاذ من الاختلافات وارتقاء المنابر لبث أفکارهم التکفیریة السامة والهدامة، ومن هنا فإنه من الواجب على المتحاورین جمیعا أن یفتشوا عن الأسباب التی تؤدی إلى انتشار البغضاء والعداوة بین اللبنانیین، وفی طلیعة ذلک الخطاب التکفیری الذی یجعل من اللبنانی عدوا للبنانی الآخر، بحیث یصبح من الواجب قتله وإباحة دمه وعرضه وماله على ما رأینا ونرى فی سوریا والعراق، ومن هنا فإن للحوار قدرته على إقفال المنابر التکفیریة، وعلى تنقیة الخطاب السیاسی من التحریض المذهبی".
ولفت الى ان "لبنان على مدى تاریخه کان یشهد حالات من الإختلاف السیاسی، ولکن ثمة فرقا کبیرا بین الإختلاف السیاسی وبین تحویله إلى صراع مذهبی، وهذا لم نقم به نحن، ورفضناه فی کل مرحلة، ولم ننجر إلى سجال مذهبی بل حرصنا على وضع السجال فی إطاره السیاسی، ومن هنا فإنه من الواجب على المتحاورین أن ینجحوا فی وضع القواعد التی تعزل التحریض المذهبی جانبا وتنظم الخلاف السیاسی فی إطار قواعد اللعبة السیاسیة القائمة على احترام الآخر والإعتراف به على قاعدة التعددیة والتنوع، ومن هنا فإن اللبنانیین وغیرهم یعلقون على القوى السیاسیة فی حوارها على أن تنجح فی إنقاذ لبنان من أن یقع فی ما تقع فیه دول قریبة مثل سوریا أو بعیدة عنها، ولعله یطرح السؤال الیوم هل إن ما یجری من إرهاب سببه التدخل فی سوریا، وهل من الممکن أن یبرر أحد الأعمال التی جرت على أنها بسبب التدخل فی هذا البلد، فلنقلع أیضا عن الخطاب غیر الواقعی الذی یمکن أن یستغله الفکر التکفیری لتجنید مقاتلین له سیسفکون دم الجمیع على ما رأینا حیث تتواجه قوى تکفیریة مع بعضها البعض وهی تنتمی إلى الفکر نفسه الذی هو تهدید للانسانیة برمتها ولحاملیه ولغیر حاملیه".