10 January 2015 - 16:17
رمز الخبر: 8859
پ
المؤتمر الدولی للوحدة الاسلامیة ؛
رسا- اکد "المؤتمر الدولی الثامن والعشرون للوحدة الاسلامیة"، الذی عقد فی طهران، "حرمة الدم المسلم الذی نطق بالشهادتین".
الوحده الاسلاميه

 

اعتبر المؤتمرون ان "التقریب بین المذاهب الاسلامیة هو السبیل الوحید لتحقیق وحدة الامة الاسلامیة، والاختلاف السیاسی لا یجوز ان یستغل الخلاف العقدی والفقهی والتاریخی بین المذاهب"، داعیا "الى تعمیم منطق الحوار بین المسلمین على الاسس الشرعیة"، مشددا على ان "المذاهب الاسلامیة الثمانیة هی مذاهب معترف بها ویمکن التعبد بها".

وجاء فی بیان صادر عن المؤتمر: "بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامیة فی ذکرى میلاد الرسول الأکرم والإمام جعفرالصادق، عقد المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة مؤتمره الدولی الثامن والعشرین للوحدة الإسلامیة بطهران، بحضور مئات الشخصیات الدینیة والنخب العلمیة من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومن سائر أنحاء العالم. وقد خصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع (الأمة الإسلامیة الواحدة: التحدیات والآلیات) کما وفق المشارکون للقاء قائد الثورة الإسلامیة الإمام الخامنئی واستمعوا إلى حدیثه التوجیهی القیم، وافتتح المؤتمر الدکتور الشیخ حسن روحانی رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بکلمة جامعة.

وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة أیام وفی خمس عشرة جلسة عمل ومن خلال عرض أکثر من مائة بحث وکلمة. هذا وقد تناول المشارکون حسب اختصاصهم الموضوعات المستجدة فی مجالات التجارة والاعمال، وشؤون الشباب وطلبة الجامعات، والاحزاب السیاسیة والنساء والأساتذة والجامعات، والاعلام فی إطار لجان تخصصیة مستقلة، فضلا عن دراسة الأزمات الراهنة فی عالمنا الاسلامی فی لجنتی المساعی الحمیدة والجمعیة العمومیة لمجمع التقریب وبالتالی اللجنة الخاصة بالاتحاد العالمی لعلماء المقاومة وذلک للوصول الى حلول واقعیة لها.

وفی ختام جلساته أصدر المؤتمر التوصیات التالیة:

أکد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودلیله الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، کما یرون أن التقریب بین المذاهب الإسلامیة سبیل مهم لتحقیق وحدة الأمة فی شتى المجالات، وأن المذاهب الإسلامیة التی تؤمن بأرکان الإسلام وأصول الإیمان، ولا تنکر معلوما من الدین بالضرورة، یؤلف المنتمون الیها بمجموعهم الأمة الإسلامیة الواحدة، وتتکافأ دماؤهم ویسعى بذمتهم أدناهم وهم ید على من سواهم، ویتعاونون لتحقیق الأهداف الإسلامیة السامیة، وأن الاختلاف السیاسی لایجوز أن یستغل الاختلافات العقدیة أو التاریخیة أو الفقهیة، وأن إثارة أیة فتنة طائفیة أو عرقیة لا تخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماکرة ضدها، وتکرس احتلالهم البغیض لأرضها مما ینبغی معه مقاومتها بالوسائل کافة".

ودانوا کل أشکال الاعتداء الصهیونی على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط فی فلسطین وخصوصا ما یجری من محاولة هدم للمسجد الاقصى ومنازل الفلسطینیین فی مدینة القدس وتهویدها، بالتغییر الدیموغرافی فی أرض فلسطین ومحاصرة هذا الشعب الأبی فی غزة، کما یحیون جهاد الشعب الفلسطینی البطل ومقاومته الباسلة، ووأکدوا دعمهم جهود المصالحة بین الفصائل الفلسطینیة وتوحیدها ویؤکدون من جدید على ضرورة تنفیذ الحقوق الفلسطینیة المشروعة وأهمها حقهم فی تقریر المصیر وإقامة دولتهم المستقلة على کافة الأراضی الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشریف وحقهم فی العودة إلى دیارهم، کما أکدوا ما دعا الیه الامام القائد الخامنئی من ضرورة تسلیح شعبنا فی الضفة الغربیة لیدعم قضیة المقاومة، وطالبوا المجتمع الدولی بمحاکمة المجرمین الصهاینة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة.

وأعلنوا أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ویستنکرون کل انواع الارهاب المدان إسلامیا وعالمیا، سواء کان فردیا أو جماعیا أو ما قد تمارسه بعض الدول الکبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد، ویعلنون دعمهم للمقاومة الاسلامیة فی فلسطین ولبنان.

تحقیقا للوحدة بین أهل القبلة، والتقریب بین أتباع المذاهب الإسلامیة، دعا المؤتمرون إلى وجوب احترام المسلمین لبعضهم البعض، وإلى ترک البحث فی الأمور الخلافیة للعلماء والخبراء فی بحوثهم العلمیة، وعدم الإساءة والتشهیر بأحد. وأکدوا على عدم جواز توجیه ما یعد انتقاصا أو إهانة لما یحترمه أی طرف، ویشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البیت الطاهرین أو أمهات المؤمنین أو الصحابة الکرام أو أئمة المسلمین، بالنیل منهم، أو التعرض لهم بأی نوع من أنواع الإساءة القولیة أو الفعلیة، وعدم جواز استباحة المساجد و دور العبادة وکذلک الحسینیات والزوایا والمراقد. ونوهوا بالفتوى التاریخیة التی اصدرها الامام الخامنئی قائد الثورة الاسلامیة بخصوص تحریم النیل من رموز المذاهب الاسلامیة والإساءة لأمهات المؤمنین، والتی لاقت الترحیب الواسع من لدن کبار علماء الأمة والأوساط الدینیة والأزهر الشریف.

وأکدوا ان الأمة الإسلامیة تواجه تحدیات کبرى تستهدف عقیدتها وشخصیتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاری المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزیقها جغرافیا، ولغویا، وقومیا، ومذهبیا، بل وتاریخیا. کما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة والعسکریة وغیرها. وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشکیک فی قدرته على مواجهة المشاکل الحیاتیة المستحدثة، وإشاعة السلوکیات المادیة المنحرفة عما رسمته الشریعة، وزرع حالة التقلید والتبعیة للغرب والانبهار به. وإشغالها بالحروب الطائفیة والعرقیة وإبعادها عن مسارها المقاوم وهذا ما نشاهده فی ما تقوم به المجموعات التکفیریة المسلحة فی نقاط مختلفة من العالم الاسلامی وکذلک عبر إضعاف التربیة والتعلیم الإسلامیین والتشکیک فی قدرتهما على النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الإسلامی بإشاعة روح الهزیمة والإذعان والانحلال الخلقی لئلا یقوم بدوره المطلوب فی وأد الفتن والتوعیة وبناء الشخصیة الاسلامیة المتوازنة.

ورأى المؤتمرون أن هناک حاجة ماسة لوضع خطط تفصیلیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة فی المجالات التالیة:
أ- رفع مستوى الوعی لدى المسلمین فی مختلف المجالات وبخاصة فی مجال فهم الإسلام وتعالیمه وأهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الأصعدة.
ب - مطالبة الدول الاسلامیة بتطبیق الشریعة الإسلامیة فی کل مجالات الحیاة.
ج - تفعیل العملیة التعلیمیة والتربویة الشاملة لمختلف قطاعات الأمة وفق تعالیم الإسلام.
د - الاستفادة الأنجع من الإمکانات السیاسیة والاقتصادیة والجغرافیة، والطاقات العلمیة للأمة وتعبئتها لتحقیق الأهداف الکبرى ومقاومة التحدیات.
ه - مساعدة الأقلیات الإسلامیة فی أنحاء العالم على الاحتفاظ بهویتها وأداء شعائر دینها وتفعیل دورها فی المجتمع، مع مراعاة حقوق غیر المسلمین فی المجتمع الاسلامی.
و ـ تربیة الجیل الاسلامی على ثقافة المقاومة والعزة وتشکیل بناء مستقبلی أفضل مع التأکید على الدور الایجابی للنساء والشباب وسائر فئات المجتمع.

ودعوا إلى الابداع فی مجال الفکر المؤدی إلى التقریب من خلال مایلی:

- تعمیق المنهج الوسطی فی فهم الشریعة النابع من الکتاب والسنة الشریفة .
- مراعاة فقه الأولویات، ومعرفة المآلات، ومراعاة الظروف المتغیرة عند اتخاذ المواقف الشرعیة.
- مراعاة مقاصد الشریعة الثابتة، وخصائص الإسلام العامة.
- إحیاء علم المقارنات وعلم الخلاف.
- الاهتمام بالتعمق فی فکر التقریب فی مختلف البحوث والدراسات ولاسیما الفقهیة منها.

وعلى الصعید العملی اقترح المؤتمرون مایلی:
- تعمیم منطق الحوار بین المسلمین على الأسس الشرعیة.
- تقویة نشاطات لجنة المساعی الحمیدة ولجانها الفرعیة لتحقیق حالة التصالح بین المسلمین وحل أزماتهم. والقیام بدور الوساطة بین الحکومات والشعوب والفئات لتقریب وجهات النظر والوصول الى حل اسلامی سلمی للمشکلة فی سوریا والبحرین والعراق ومیانمار وسائر مناطق النزاع والخلاف.
- تشجیع الدراسات التقریبیة فی الجامعات عبر فتح الأقسام الجامعیة فی هذا التخصص وتشجیع الرسائل العلمیة وتقویة التبادل التخصصی.
- ضبط عملیة الفتوى وفق الضوابط التی أقرتها المجامع والمصادر الفقهیة.
- تشکیل لجنة من القانونیین تتبنى متابعة حقوق متضرری التطرف والتکفیر والارهاب.
- تشکیل لجنة من المفکرین تقوم بإعداد برامج وخطط لضمان سلامة الاسرة المسلمة والدفاع عن حقوقها وخاصة حقوق المرأة والطفل وفقا للقیم الانسانیة والشریعة المحمدیة.

واعلنوا أن الدعوة إلى التقریب لا تعنی التعصب المذهبی ولا تسعى الى نشر مذهب بین أتباع مذهب آخر وأن ما تروجه بعض الجهات من محاولات تشییع اهل السنة او تسنین الشیعة لا یقصد منه إلا إثارة الفتن بین المسلمین وتوسیع دائرة الخلاف بین صفوف الأمة.

ودعا المؤتمر العالم الاسلامی وشعوب المنطقة لتوحید صفوفها فی مواجهة حرکات التطرف والتکفیر ودعم المقاومة الجماهیریة فی العراق وسوریا حتى استتباب الامن والاستقرار فی هذین البلدین.

کما دعا المؤتمرون الى تضافر الجهود من اجل اغاثة المهجرین والمتضررین من عصابات التطرف والتکفیر فی مختلف مناطق العالم الاسلامی خاصة العراق وسوریا.

وطالبوا المسلمات ممن یتمتعن بالقدرة العلمیة الى المساهمة بأبحاثهن وآرائهن فی انجاح الدعوة الى التقریب وأن یکون لهن دور اکثر فاعلیة فی مؤتمرات الوحدة الاسلامیة ونشر الوعی التقریبی بین المجتمعات الاسلامیة.

ورأوا أن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة قام - خلال مسیرته التی دامت حوالى ثلاثین عاما - بأدوار مهمة لتحقیق ما مر فی المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. والمؤمل رفع بعض المعوقات والنواقص التی تحول دون التسریع فی تحقیق الاهداف المنشودة.

ودعا المؤتمر المجلس الأعلى والأمانة العامة للمجمع لدراسة تقییمات اللجان وتوصیاتها، وکذلک دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعیة العمومیة، والاتحاد العالمی لعلماء المقاومة.

وأکد المؤتمرون على أن القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة حققا للأمة الاسلامیة أجواء انسانیة حضاریة رائعة، وأشاعا العقلانیة وروح الحوار البناء، وحریة الاجتهاد بضوابطه الشرعیة، وغرسا روح الأخوة والوحدة بعد أن وضحا خصائص الأمة الاسلامیة ورسالتها السامیة إلى العالم کله ومن ثم کان تعدد المذاهب حالة طبیعیة لها أثرها الإیجابی فی تنوع الحلول للمشکلات على ضوء أحکام الشریعة الإسلامیة وأصولها.

واعتبروا أن الأهواء والنزاعات السیاسیة، وشیوع حالات التعصب، وجهل بعض أتباع المذاهب بحقیقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السویة تلک إلى حالة طائفیة ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتکفیر والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفکری إلى الساحة العملیة مما ترک آثارا سلبیة خطیرة على قوة الأمة وتماسکها وسهل السبل لیقوم اعداؤها بطعنها فی صمیم عقیدتها وتوجهاتها النظریة والعملیة الأصیلة.

وحیوا جهاد الشعب الإیرانی وقیادته فی سبیل تطبیق شرع الله فی مختلف مناحی الحیاة، ودانوا کل تآمر على هذه المسیرة الخیرة، کما أعلنوا دعمهم لموقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی تطویر قدراتها النوویة للأغراض السلمیة ویدینون کل الأسالیب الملتویة التی تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التی تکفلها لها المعاهدات والقرارات الدولیة. ودعوا بلدان العالم الإسلامی إلى الاستفادة من هذه التجربة.

وأشادوا بجهود رواد التقریب والوحدة الإسلامیة کالسید جمال الدین الحسینی والامام الشیخ محمد عبده والامام الشیخ محمود شلتوت والامام البروجردی والامام الخمینی والامام المودودی والامام کفتارو والامام الشیخ سعید شعبان "رحمهم الله" والامام المغیب السید موسى الصدر والامام الخامنئی "حفظه الله ورعاه".

وأکدوا على أن المذاهب الإسلامیة الثمانیة کلها مذاهب إسلامیة والمنتمی الى أی منها یعتبر مسلما، له ما للمسلمین وعلیه ما علیهم، وأکدوا على المواقف التی صدرت من مراجع الدین السنة والشیعة وخاصة أئمة الازهر الشریف ومراجع الدین فی قم المقدسة والنجف الاشرف بشأن ضرورة الاجتناب عن کل ما یؤدی إلى تمزیق الصف الإسلامی ویشجبون کل ألوان التکفیر والدعوة الى الاعتداء على دماء المسلمین واعراضهم واموالهم.

وختاما، شکر المؤتمرون الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقائدها الإمام الخامنئی، کما شکروا المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة على إقامة هذا المؤتمر المبارک واستضافته، ویرون فی إقامة أمثال هذه اللقاءات خیرا کثیرا".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.