قال نائب الامین العام ل"حزب الله" الشیخ نعیم قاسم فی احتفال تخریج الدورات الذی أقامه معهد سیدة نساء العالمین فی مجمع المجتبى: "نحن فی ذکرى انتصار الثورة الإسلامیة المبارکة فی إیران، هذه الثورة إشراقة نور، وعندما تذکر إیران الیوم، یعنی ذلک الإنجازات فی الحقول المختلفة: السیاسیة والعلمیة والثقافیة والأخلاقیة، وعلى مستوى إدارة الدولة والحضور فی المنطقة والعالم، هذه کلها إنجازات. إیران الیوم غیرت الاتجاه فی المنطقة من الاستسلام إلى المقاومة ومن إرادة الغرب إلى إرادة الشعوب، ولو لم تکن موجودة لکنا فی حالة تخلف یزداد یوما بعد یوم، ولکنا مسحوقین بالمشروع الإسرائیلی والمشروع الغربی الذی یرید أن یسیطر".
وأضاف: "قامت المقاومة الإسلامیة بعملیة نوعیة فی مزارع شبعا، وضج العالم، وکانت بمثابة شعلة حقیقیة للمقاومین والأحرار والشرفاء فی هذا العالم، لیس بعدد القتلى والجرحى عند الإسرائیلیین، ولکن لأن هذه العملیة أعلنت بشکل واضح ردع (إسرائیل)، لیکون مفهوما أنها لن تستطیع الاعتداء أینما کان وکیفما کان. هی معرضة لأخطار کبیرة ومن یواجهها لا یخشى إلا الله تعالى، وحاضر لأن یدخل فی معادلات صعبة ومعقدة لیمنع إسرائیل من أن تحقق أهدافها، وهکذا تحقق الردع الحقیقی بعملیة مزارع شبعا بشکل مباشر فی مواجهة (إسرائیل)، ولم تعد المبادرة بید (إسرائیل) التی وقعت فی حیرة وإرباک أمام صمود حزب الله ومقاومته، والیوم نسمع وسائل الإعلام الإسرائیلیة تعبر عن القلق مما یجری فی القنیطرة، مع العلم أن الحرب فی القنیطرة على جماعة القاعدة والنصرة، أی على جماعة لحد فی سوریا المتخامین للشریط الذی تریده (إسرائیل) فی مواجهة مشروع المقاومة وسوریا، ولکن لأن جماعتهم یتقهقرون ویصابون بخسائر فادحة وتتحرر قرى عدیدة، هذه العملیة ستکون لها نتائج کبیرة جدا فی هذه المنطقة".
وتابع: "لقد أثبتت التجارب والأیام أنه حیث تکون المقاومة قویة تتساقط القاعدة وتفریعاتها، من النصرة إلى داعش إلى غیرهما، وینفضح المشروع الإسرائیلی أکثر فأکثر، وتتم حمایة البلد الذی تتحرک فیه المقاومة، وحیث یکون الضعف والاستسلام للوضع القائم ینتشر التکفیریون لأنهم یقاتلون فی ساحة لا یواجههم فیها أحد، على قاعدة: وإذا خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزال. فالفرق واضح بین أن نکون أقویاء أو ضعفاء، وهذا یجب أن یشجعنا على المزید من المقاومة التی تساعد فی أن نحقق أهدافنا السیاسیة، لا أن نخضع لما یرسمه الآخرون من مشاریع سیاسیة لنا".
وأکد أن "الحوار بین حزب الله والمستقبل جید وإیجابی ومفید، ولمسنا الجدیة عند الطرفین، وقرار الطرفین أن یستمرا بالحوار، وأن لا یردا على حرتقات المتضررین من الذین لا یرغبون فی الحوار. والحمد لله ظهرت بعض الآثار لهذا الحوار من تخفیف الاحتقان، وإن شاء الله یکون هناک مزید من النتائج الإیجابیة".
ورأى أن "لبنان فی درجة مهمة من الاستقرار الأمنی والسیاسی، ولکن هذا الاستقرار قراره سیاسی، لولا أن الأطراف المختلفة متفقة على الاستقرار السیاسی، وهناک إجماع دولی إقلیمی على أن الاستقرار فی لبنان ینفع الجمیع، لما وجدنا هذا الاستقرار، لأن معطیات المنطقة والتهابها تفترض أن ینعکس الامر بسلبیته على لبنان وتحصل أشیاء کثیرة، ولم تحصل بسبب القرار السیاسی الداخلی والخارجی فی آن معا".
واعتبر أن "علینا أن نستثمر هذا الاستقرار لتحسین أداء المؤسسات الدستوریة، والیوم بسبب الانفتاح السیاسی تسیر الحکومة ولو ببطء، لماذا لا ینعقد المجلس النیابی ویقرر الکثیر من المشاریع التی هی لمصلحة الناس؟ لماذا لا تتم خطوات سریعة أکثر لمصلحة انتخابات رئاسة الجمهوریة، علما أن کل التأخیر الذی حصل والذی یمکن أن یحصل، ولو امتد لسنة أو سنتین، لن یغیر فی النتائج المتوقعة؟ فإذا خیر لنا أن ننهی هذا الموضوع الیوم قبل الغد، وإلا فإننا مع هذه التأخیرات وهذا التسویف نضیع مصالح الناس".