شارکت شخصیات حقوقیة وسیاسیة ونواب سابقین وشخصیات مجتمعیة، فی ندوة سیاسیة بعنوان "رائد الاصلاح والسلمیة" تناولت التاریخ السیاسی للشیخ علی سلمان وأهدافه النضالیة من أجل وطن کریم یعیش المواطن فیه بالمساواة والعدالة والإنصاف.
وقال نائب الأمین العام للشئون السیاسیة بجمعیة العمل الوطنی الدیمقراطی “وعد” یوسف الخاجة: فی التاریخ رجال قضوا حیاتهم من أجل المبادئ السامیة، وتکون هذه المبادئ سامیة حین تتعلق بالشعب والوطن، وقد قرأنا العدید من هذه الشخصیات والنماذج الفذة التی مرت بها الحقب التاریخیة والوطنیة، بعض هؤلاء العظام تم اعدامه بسبب أفکاره، وبعضهم زج به فی السجون، بینما تمکن آخرون من تحقیق النصر لشعوبهم.
وأوضح أن الشیخ علی سلمان واحد من هؤلاء، حیث أنه لیس طارئاً على النضال، فقد قضى عمره فی النضال، على درب المناضلین، وکان بمعیة أخوته الحقوقیین والسیاسیین والشخصیات الوطنیة یسعون جمیعاً بتحقیق المطالب المشروعة لشعب البحرین، وقد سبقه الى السجن قیادات سیاسیة مثل ابراهیم شریف والرموز الوطنیة.
وقال الخاجة: لم یطالب سماحة الشیخ علی سلمان بمطالب مستحیلة، بل طالب ومعه الرموز المعتقلة بالتطبیق الأمین لما جاء به المیثاق الوطنی والمتمثل بالسیر ببلادنا الى الدیمقراطیة وارساء المملکة الدستوریة، وتجسید مبدأ الشعب مصدر السلطات، إنها مطالب من شأن تطبیقها ایقاف الانزلاق فی الأزمات.
وشدد الخاجة بالقول: لابد أن نتذکر نضال الشیخ علی سلمان فی سنوات الغربة دفاعاً عن شعبه، فلم یکن أمین الوفاق ولید اللحظة النضالیة بل کان نضاله ضارباً فی جذور الأرض، ومکانه لیس السجن بل بین أهله ومجتمعه وشعبه.
وقال: من حق الشیخ علی سلمان علینا أن نطالب بالافراج عنه کداعیة سلم واصلاح، فقد کان یدافع عن المعتقلین فی کل خطاباته ونشاطاته، ینشد الاصلاح والعمل السلمی الذی نعتبره خیاراً استراتیجیاً.
وشدد الخاجة على أن الحل الأمنی الذی تنتهجه السلطات لن یقدم حلاً للبلاد، ولن یصل بها الى بر الأمان، فلم یحدث فی التاریخ أن حققت الحلول الأمنیة أی شیء من ذلک، بل کانت ولا زالت نتائجه مؤلمة على الجمیع بلا استثناء، وبالتالی فإن الإضراب الذی یقوم به السجناء فی سجن جو بما فیهم الرموز المعتقلة هو أحد نتائج الحل الأمنی، إنها معرکة الأمعاء الخاویة التی تواجه السیاط وعظات الکلاب البولیسیة التی تنهش فی لحم الأطفال والأحداث، أمعاء خاویة لا تتمکن من تناول الأدویة تجنباً للمضاعفات، ولکن المضاعفات تحفر فی تلک الأجساد والعین التی تقاوم المخرز.
الجمری: استهدافه انتکاسة للعمل السیاسی
من جانبه، قال نائب رئیس شورى جمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة محمد جمیل الجمری: لا یختلف اثنان فی رمزیة الشیخ علی سلمان وشخصیته القیادیة فی الوفاق بشکل خاص وفی المعارضة بشکل عام، فهو من أبرز القیادات السیاسیة الملتزمة بالنهج السلمی.
وأوضح الشیخ علی سلمان لم یصل الى هذا المستوى، من الرمزیة، من القوة، من خلال دراسته الحوزویة، أو من خلال ممارسته للعمل السیاسی فحسب، إنما وصل الى ما وصل الیه من رمزیة ومن قرب الى قلوب الناس بسبب ما حمل من آلام هذا الوطن، بسبب أنه عاش هم المواطن وهم هذا الشعب وحمل هذا الهم على عاتقه، حمل حلماً بأن یرى هذا المواطن یعیش کریماً فی وطنه ومتساویاً مع اخوته.
وشدد الجمری بالقول: هذا هو الحلم الذی حمله الشیخ علی سلمان، هذا هو الهم الکبیر الذی حمله الشیخ علی سلمان، وهذا هو الذی جعله قریباً من قلوب محبیه.
وقال الجمری: کان على الشیخ علی سلمان أن یوازن فی عمله السیاسی بین أمور قد یبدو علیها التنافر، فهناک الجهد الذی یجب أن یبذله لیتواصل مع هذا المجتمع ویحمل همومه، هذا المجتمع الذی یعانی الکثیر من التهمیش، علیه أن یعمل لرفع التظلمات، دون الاخلال بواجبه فی کل ما یحفظ أمن واستقرار ووحدة هذا الوطن، هذه مهمة ضخمة وتتطلب الکثیر من الجهد، ولکن حینما یواجه هذه المسؤولیة شخصاً مثل الشیخ علی سلمان فإنه قرر بأن یواصل هذا الطریق باصرار وابداع کبیرین.
وشدد بالقول: کان یحتاج الى الکثیر من الجهد والحلول المبتکرة فی عمله من أن یتخطى هذه الشبکة المعقدة جداً من الاجراءات والقوانین التی تحکم العمل السیاسی فی البلد، کان علیه الکثیر من الجهد لیواجه أعداد کبیرة من المتنفذین والمستفیدین من الوضع الراهن.
وأوضح الجمری: لیس فی وسع الشیخ علی أن یجامل على حساب الناس، کان صریحاً فی حدیثه، کما أن طبیعة حدیثه لیس فیها تعقید، فهو یتحدث بلغة قریبة من الانسان العادی، فلا یوجد أحد یقترب من الشیخ ویقول لم أفهم ما یقول.
وقال إن الشیخ علی من خلال حدیثه وبصراحته ومن خلال ملامسته للمشاکل الحقیقیة التی یعانی منها هذا البلد وعدم الفرار منها کان یرید ان یقرب مسافة التغییر والاصلاح فی هذا الوطن، ولکنه طریق محفوف بالمخاطر.الوضع الذی نمر فیه یجعل من یرید التغییر تحت مجهر الایقاع به..
وأکد أن جمیع الناس یعرفون الشیخ علی سلمان، یعرفونه من خلال تواجده القریب منهم، فهو فی مساجدهم، فی مجالسهم، فی دیوانیاتهم.. وهو أیضاً منفتح على وسائل الاعلام والصحافة، ومنفتح على السلک الدبلوماسی، منفتح على الساسة، یجالس المثقفین، له علاقات مع الفقراء کما له علاقات مع الأغنیاء، من الصعب بمکان أن یکون هذا الشخص هو من یحرض على العنف، فکل هذه الشرائح تشهد غیر ذلک.
ولفت الجمری إلى أن الشیخ علی سلمان أدار عملاً سیاسیاً بحرفیة عالیة، شارک فی مئات الندوات والمؤتمرات المفتوحة، بالاضافة لعمله فی الجمعیة والمعارضة، وکان یرسم خطوط ومسارات الحراک السیاسی الذی رأى أنه من الممکن أن یخرج البحرین من وضعها.
وأوضح الجمری: فهو لدیه هذا الحلم الکبیر لهذا الوطن، هو لم یضع لنفسه شیئاً، من عمل معه سیرى تعففه عن أی مکسب، ومن یعرفه یعرف أنه لا یتهافت على المناصب، وحتى فی موقع الأمین العام کان یناقش أخوته فی الأمانة العامة بأن لا یکون هو فی هذا الموقع، لم یکن حریصاً على أن یکون فی هذا الموقع غیر أن یکون ضمن هذا الحراک فی خدمة الشعب.
وقال الجمری: ماذا یعنی استهداف بکل هذه الممیزات؟ بدون اشکال أن استهداف هو انتکاسبة للعمل السیاسی فی البحرین، من غیر المقبول فی أی مکان فی العالم من ینظر الیه أنه زعیم المعارضة، لا یمکن تصور أن من یکون فی هذا الموقع حبیساً مبعداً عن ممارسة نشاطه وعمله، خصوصاً اذا کان عمله سلمیاً وحضاریاً.
وأوضح أن التعرض الى الشیخ علی سلمان یبدد آمال اجراء مصالحة بین الشعب والحکم، لابد أن تکون هناک عملیة مصالحة تجمع بین الفرقاء والمتخاصمین من أجل النهوض بهذا الوطن، کیف السبیل الى ذلک ومن هو فی موقع متقدم فی المعارضة مستهدف وتوجه الیه التهم.
ولفت إلى أنه لیس بالامکان الغاء الدور السیاسی للشیخ علی سلمان، لیس بالامکان ابعاده عن العمل الوطنی، لأن هناک حاجة إلیه من جمیع أبناء الشعب ومن قوى المعارضة، ووجوده محوری فی مثل الظروف التی نعیشها، نحن بحاجة الیه لأنه یمثل شخصیة مفصلیة فی هذا الحراک.
وقال أن خطاب الشیخ علی سلمان الذی هو خطاب المعارضة، ماذا یرید؟ الى ماذا یذهب؟ کل الذی أراده وأرادته المعارضة هو أن یکون هذا الشعب مصدر السلطات، هذا هو خطاب المعارضة، لذلک المعارضة ترى أنه لابد من تطویر السلطة التشریعیة لیکون الشعب حقیقة هو مصدر السلطات، فالمطالبة بصلاحیات أوسع للبرلمان لیست عبثاً، فهذه المطالبة جاءت نتیجة لممارسة وتقییم حقیقی وواقعی لما هی علیه هذه السلطة التشریعیة.
ولفت إلى أن إنه لیس من مخرج أمام کل ما یمر به الوطن من أزمات إلا بالحوار الجاد، الذی یفضی الى توافقات حقیقیة، نحن نعتز بأن لدینا معارضة رشیدة لا ترید تدمیر هذا الوطن، وترید الحفاظ علیه وعلى مکتسباته، وأتصور أن لدینا تجربة فی العمل النیابی وقد رأى الآخرین ماذا فعلت المعارضة فی هذا العمل من خلال بغیتها فی محاسبة المفسدین، هذه المعارضة یجب الحوار معها.
وأکد الجمری بالقول: الیوم الشیخ علی سلمان وسبقه الرموز الوطنیة المؤثرة جمیعهم مغیبون فی السجون بدل أن یکونوا على طاولة التفاوض للخروج بحلول توفر على هذا الوطن الکثیر من العناء.
ولفت إلى أن المعارضة لدیها سقف معتدل، فقد رسمت رؤیتها فی وثیقة المنامة من خلال معطیات لا یمکن تجاوزها، وحاولت من خلال هذه الوثیقة أن تجمع أبناء الوطن جمیعهم فی صیغة عادلة.