دعا رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی عمار الحکیم الى تشکیل قوة أمنیة مشترکة بین دول المنطقة وعقد مؤتمر اسلامی اقلیمی لمکافحة الارهاب" مشددا على ضرورة لجوء بغداد واربیل الى حل الخلافات عبر الحوار".
وقال الحکیم فی کلمة القاها خلال احتفالیة بمناسبة ذکرى ولادة السیدة زینب بنت الامام علی علیهما السلام اقیمت فی مکتبه فی العاصمة بغداد ان "الإرهاب الذی نتکلم عنه الیوم ونواجهه فی ساحات القتال لیس إرهاباً سیاسیاً او دینیاً او طائفیاً، انما هو مشروع إرهابی ینخر جسد الامة الإسلامیة من الداخل ویختطف أبنائها ، ومن یتصور انه صراع طائفی فهو واهم ومساهم فی تنمیة هذا المشروع الظلامی الإرهابی من حیث لا یشعر، فمن المغرب الى جنوب الفلبین مرورا بتونس ولیبیا ومصر والأردن وسوریا والعراق والسعودیة وصولاً الى باکستان وأفغانستان ومالیزیا واندونیسیا".
وبین الحکیم انه "وعلى سعة الجغرافیا الإسلامیة هناک بقع إرهابیة متطرفة تتوحد تحت عنوان واحد وتعمل على تنفیذ مشروع واحد وهی مدعومة بقوة من قوى عالمیة کبیرة ومنظمة، مشیرا الى "انه من السذاجة ان نجزء الملف الإرهابی فی هذه المرحلة ونتعامل معه کدول وطوائف منفصلة ومتقاطعة مع بعضها البعض فخلافة الضلال الیوم فی الموصل تجاور ترکیا اکثر مما تجاور ایران وتتقاسم الحدود مع إقلیم کردستان وسوریا وتغرس انیابها فی قلب العراق".
وقال رئیس المجلس الاعلى الاسلامی "واهم من یتصور انه بمأمن من تیار الانحراف والتکفیر، وقد آن الأوان کی تدرج جرائم الإرهاب على انها جرائم ضد الإنسانیة وان تثبت فی المحافل الدولیة بهذا العنوان، فأن جرائم النازیة لم تکن افظع من جرائم الإرهاب الداعشی المریض،".
وأکد الحکیم ان "الحکومة العراقیة الجدیدة أکملت ستة أشهر من عمرها وقد قامت بالکثیر واتخذت خطوات شجاعة فی أکثر من مجال والمهم انها أشاعت اجواء من الثقة والهدوء بین مختلف الأطراف رغم وجود بعض المنغصات السیاسیة هنا او هناک، ولکن مقارنة بالوضع غیر الطبیعی الذی یعیشه الوطن فان الجو السیاسی الحالی یعتبر إیجابیاً بصورة کبیرة".
وأشار رئیس المجلس الاعلى الاسلامی الى انه "وفی ملف العلاقة مع الإقلیم فأننا نلحظ عودة التصعید الإعلامی بین الحکومة الاتحادیة وحکومة الإقلیم ولیعلم الجمیع ان الصراع على النفط یجب ان لا یتحول الى صراع ارادات ولیبقى فی حدوده الطبیعیة فی کونه صراع إجراءات إداریة وفنیة".
وأضاف انه "متى ما تحول الى صراع ارادات فان العلاقة ستدخل فی نفق مظلم وسیکون من الصعب الخروج منه فی هذه الظروف الحساسة التی تمر بها المنطقة والعراق ونکون قد قدمنا هدیة مجانیة للإرهاب وللقوى التی تتصید بالماء العکر" مشیرا أن "لکنی مطمئن ان فی کردستان العزیزة قیادة حکیمة وتعرف جیدا کیف تحافظ على حقوق العراقیین جمیعا وکیف تفوت الفرصة على الذین یعتاشون على الاختلافات بین الاخوة، ویعملون على تشجیعها کی تتحول الى صراعات".
وشدد رئیس المجلس الاعلى على ان "الشعب العراقی بصورة عامة یحتاج الى مصالحة مجتمعیة کما یحتاج الى مصالحة سیاسیة، وان التجربة المریرة اثبتت ان العراقیین جمیعا وعلى اختلاف اعراقهم وطوائفهم یمثلون هدفاً موحداً للإرهاب والتکفیر والظلامیة بالرغم من الاشکالیات العمیقة التی اوجدها السلوک الاجرامی الداعشی".
وقال الحکیم "اننا الیوم امام خیارین لا ثالث لهما، اما مشروع الدولة واما مشروع الفوضى، وانا واثق ان الإرهاب التکفیری الظلامی ومن یدعمه ویغذیه هم مع مشروع الفوضى، وکل العراقیین بمختلف طوائفهم واعراقهم فانهم مع مشروع الدولة رغم کل المعاناة والالام ولوعات النزوح والتهجیر والإرهاب".
ودعا الحکیم الى ان تکون "الوثیقة التاریخیة التی اصدرتها المرجعیة العلیا بیاناً لحقوق الانسان ووثیقة إسلامیة للحقوق المدنیة والسلم الاجتماعی فی مناطق النزاع".
وأضاف ان "مرجعیتنا الرشیدة تدرک جیدا واجباتها الدینیة والإنسانیة الکبرى، وفی هذا الوقت العصیب الذی تشن الهجمات على الإسلام من کل الاتجاهات، فان المرجعیة العلیا بوثیقتها التاریخیة دافعت عن الإسلام وحمته من التشویه المتعمد مثلما دافعت عن الامة وحمت المجتمع من العدوان".
وبین "لم یکن یتصور البعض ان یکون للمرجعیة الدینیة هذا الدور المهم والمحوری فی هذه الظروف الصعبة لانهم لم یطلعوا على تاریخ المرجعیة ومواقفها العظیمة على مدار مئات السنین".
وتابع الحکیم "کما ان البعض کان یتصور اننا حین نعلن تمسکنا بالنهج المرجعی والامتثال لتعالیم المرجعیة انما نقوم بذلک من باب التأثر العاطفی او الالتزام العقیدی والدینی الصرف وهی اسباب اساسیة فی هذا الالتزام ، ولکننا نلتزم بتعلیمات المرجعیة ونهجها ایضاً لقناعتنا الراسخة بأنها قادرة على تحدید أولویات الامة فی الظروف الاستثنائیة ، وتوجیه الامة وارشادها فی الظروف الصعبة ، والیوم یشهد العالم بأن مرجعیتنا أصبحت صمام الامان فی السلم الاجتماعی والتعایش بین المکونات ومحل الثقة الکبیرة لدى اغلب القوى العالمیة والمؤسسات الدولیة".
ولفت رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی عمار الحکیم الى قضیة محاکمة علی السلمان الامین العام لحرکة الوفاق فی البحرین.
وقال "لقد تابعنا باسف انباء محاکمة الشیخ السلمان واحد اهم رموز الاعتدال فی مملکة البحرین وطبیعة القیود التی وضعت فی المحکمة وحتى عدم السماح ببث الافلام الاصلیة لأظهار حجم التلفیق فی الافلام المفبرکة التی اعتبرت دلیلاً للادانة ".
وأشار الى "أننا ومن موقع الاخوة العربیة والاسلامیة نعبر عن حرصنا الشدید على لحمة الشعب البحرینی وامنه و استقراره وقلقنا البالغ من هذا المسار الذی یربک ویعطل کل المشاریع الخیرة الداعیة الى الاصلاح واحقاق الحقوق وتعزیز الامن و الاستقرار فی مملکة البحرین ونتمنى ان نشهد مراجعة جدیة لهذه السیاسات وعودة الوئام والتعایش السلمی بین ابناء الشعب البحرینی الشقیق".