تشرف وفد من المفتشین العاملین فی الوزارات العراقیة بزیارة مرقد أبی الفضل العباس(علیه السلام)، وتضمنت الزیارة کذلک لقاء مع الأمین العام للعتبة العباسیة المقدسة سماحة السید أحمد الصافی جرى فی قاعة القاسم بن الحسن(علیهما السلام) فی العتبة المقدّسة، وجرى خلال اللقاء الاستماع الى کلمةٍ توجیهیة من قبل الأمین العام للعتبة المقدسة بین فیها: "مررنا بحالة من عدم الثقة مابین الموظف الذی یرید أن یعمل وما بین الجهات الرقابیة الأربع، إن الإخوة العاملین فی دائرة المفتش العام عندهم تخوف من النزاهة، والذی هو الآن یمارس هذه الصلاحیة ولکن فی داخله تخوف من النزاهة، والذی یعمل فی النزاهة لدیه تخوف من المفتش العام".
و اضاف: " دائرة الرقابة المالیة عندها تخوف من هیئة النزاهة البرلمانیة إذا أرادت أن تحقق فی قضیةٍ ما، وهذه أصبحت حلقة جزء منها محاولة الدفاع عن النفس قبل التلبّس فی العمل، وهذا یسبّب مشکلة فی بناء الدولة، المشکلة سببها الکثیر من الإخوة الموظفین بتاریخه النظیف حاول قدر الإمکان أن یتجنب أی وظیفة أو لجنة أو موقع فی المستقبل فیه مساءلة، وفی نفس الوقت العناصر غیر النزیهة استطاعت أن ترتب أمورها بطریقة شبه قانونیة وتحاول أن تستثمر المال العام لمصالحها".
و أکد: "إن دائرة المفتش العام عندما تتحول الى شرطی ستُضعف المؤسسة التی فیها، أی سوف یقل مستوى الأداء فی التفتیش العام الى مستوى تنفیذه ضمن قضایا فرضیة الطرف المقابل متلبساً بالسرقة، وتأتی الینا تقاریر سنویة فی بعض الحالات عن بعض دوائر المفتش العام، أی إنجازات المفتش العام فی الوزارة الفلانیة، وواقعاً التقریر عندما یُقرأ تُشم منه رائحة أنّ المفتش العام یتعامل مع أناسٍ هو من الأوّل فارضٌ عدمَ الثقة بهم".
و قال: "هناک حالة ترقب وهناک حالة توثق, المفتش العام عندما یتحول الى ناصح ومقوم للأداء یجعل الموظف یلوذ بالمفتش العام، والمفتش العام یرید أن یعمل ولکن لا یرى أرضیة تسنده، والآخرون یتعاملون معه بعدم الثقة، فأصبحت لدینا حالة مشوبة بالقلق، بعضهم دعا الى إلغاء مکاتب المفتش العام وبعضهم دعا الى تقویم دوائر المفتش العام، ونحن الى الآن فی حالة الأخذ والردّ فی قضیة دائرة المفتّش العام".
وتابع السید الصافی: "نحن إذا أردنا –واقعاً- أن نغیر لابدّ أن تتوضح منهجیتنا، أولاً الإخوة المفتشون لابد أن یکون لهم لقاءٌ شهری فی سیاسة التفتیش العام، أن نحن ماذا نرید أن نخلق من الموظف؟ ویکون بعد هذا اللقاء وضع أولویة، ولیست العبرة أنّی کم شخصاً أرسلتُ الى النزاهة، العبرة کم شخصاً قوّمته وعلّمته الطریق الصحیح ومنعته من الذهاب الى النزاهة".
و اضاف: "نحن نرید أن نجعل مواطنینا یبتسمون للبلد وهم یشتغلون، خیرات البلد کثیرة ودائرة المفتش العام الآن فی لبّ صناعة التغییر، المفتّش العام یجب أن یُسند ویقوّى دوره لأنّه حمایة للموظف بإعطائه الثقة مع العمل على تکریم النزیه، فإذا استطعنا أن ننهض بدائرة التفتیش بهذا المستوى أعتقد أنّ البلد سیتغیّر نحو الأفضل، البلد فیه مشکلة حقیقیة، ثرواتٌ هائلة ضائعة، طاقات کبیرة لا تلقى الاهتمام".
واختتم السید الصافی کلمته: "المفتّشون بدورهم علیهم تطبیق النظام فی وزاراتهم والمحافظة علیه، وعلیهم علاوة على ذلک التحقیق فی جمیع الأمور المحالة إلیهم وتقدیم نتائج تحقیقاتهم وتوصیاتهم إلى الوزیر صاحب العلاقة والى المفوضیة للمرحلة النهائیة واتّخاذ التدابیر اللازمة".
بعدها استمع السید الصافی لبعض المشاکل التی یواجهها المفتشون فی أعمالهم وعن ما یتعرّضون الیه من أعمال تهدیدٍ وابتزاز، فضلاً عن طبیعة الأعمال الملقاة على عاتقهم وما یلاقونه من هجمةٍ غیر محدّدة المعالم بحسب تعبیرهم- تطالب بإلغاء مکاتب المفتّشین العامّین بحجّة کثرة الأجهزة الرقابیة.