أقامت کلیةُ التربیة ابن رشد / قسم اللغة العربیة فی جامعة بغداد بالتعاون مع العتبة العباسیة المقدّسة، مؤتمرها البحثیّ الحسینیّ الثالث تحت شعار: (الثورة الحسینیة امتداد للخط الرسالی)، والذی أقیم على قاعة ابن رشد المرکزیة للمؤتمرات بحضور وفد من العتبة العباسیة المقدّسة ووفد من العتبة الکاظمیة المطهرة وممثل السفارة الإیرانیة فی العراق, إضافةً الى عدد من مسؤولی الحکومة العراقیة وعلى رأسهم محافظ بغداد الأستاذ علی التمیمی ونخبة کبیرة من عمداء وأساتذة الکلیات فی جامعة بغداد.
شهد حفل افتتاح المؤتمر عدداً من الفعالیات منها کلمة عمادة کلیة التربیة ابن رشد ألقاها الدکتور کاظم کریم الجابری, وبیّن فیها: "لیس من الغرابة أن تستضیف هذه الکلیة للسنة الثالثة على التوالی العتبة العباسیة المقدّسة التی جاءت من أجل أن تبرّز بعض الأمور المهمة ومنها إحیاء القضیة الحسینیة فی وسط الجامعات العراقیة, فالإمام الحسین(علیه السلام) هو من عظماء التاریخ الذی بقی خالداً على مدى الدهور, مضحّیاً بنفسه وأولاده وأهل بیته وأصحابه للحفاظ على دین جدّه محمد(صلى الله علیه وآله وسلم) وأشکر کلّ من حضر إلى مؤتمرنا المبارک, لاسیّما الإخوة فی العتبة العباسیة المقدسة نقدّم لهم کلّ الحب والتقدیر والاحترام على تواصلهم ودعمهم النشاطات الجامعیة".
کما کانت للعتبة العباسیة المقدّسة کلمةٌ ألقاها بالنیابة الشیخ باسم الکربلائی وجاء فیها: "أشرف وفودٍ إلى الله سبحانه وتعالى هی النفس المطمئنة, وأحد مصادیق النفس المطمئنة هی نفس الحسین(علیه السلام) الذی أعطى لله عزّوجلّ کلّ شیء والله تعالى أیضاً أعطاه کلّ شیء، فالحسین(علیه السلام) عندما خرج قال: (إنّی لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً, إنّما خرجت لطلب الإصلاح فی أمة جدی(صلى الله علیه وآله وسلم) أرید أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنکر وأسیر بسیرة جدی وأبی أمیر المؤمنین), فالواضح من مسیرته(علیه السلام) هو لغرض الإصلاح نحو الأفضل".
وشهد المؤتمرُ طرحَ عددٍ من البحوث تمحورت حول تقدیم قراءة حصریة فی نهضة الإمام الحسین(علیه السلام) والعمل على توظیفها فی المیادین التربویة والثقافیة والتوجیهیة, فقد بلغت البحوث المشارکة فی هذا المؤتمر (27) بحثاً لکُتّابٍ وباحثین معروفین فی الوسطین الجامعی والبحثی. وقسمت على ثلاثة محاور؛ تناول الأول (نصوص الطفّ الفکریة)، أما المحور الثانی فتناول (نصوص المعسکر الحسینیّ وامتداداتها), والمحور الثالث والأخیر تناول (نصوص الطفّ الإبداعیة).
وخرج المؤتمرون بعددٍ من التوصیات التی کان أهمّها: ضرورة أن یکون المؤتمر دوریاً وبرعایةٍ مبارکةٍ من قبل العتبة العباسیة المقدسة، وفتح باب المشارکة للباحثین الخارجیّین لیکون الخطاب الحسینی کونیاً کما أُرید له ذلک، وضرورة تفسیر العلاقة العلمیة مع العتبة العباسیة المقدسة من خلال الجلسات البحثیة کالمؤتمرات والندوات وورش العمل، وفتح مرکزٍ للدراسات الحسینیة فی قسم اللغة العربیة کلیة التربیة ابن رشد وبرعایة العتبة العباسیة المطهّرة.