انطلقت فعالیاتُ معرض الکتاب الدولیّ السابع ومن صحن فاطمة الزهراء(علیها السلام) فی العتبة العلویّة المقدّسة بمشارکة (182) داراً ومؤسّسة من سبع دولٍ عربیةٍ وإسلامیة إضافةً إلى العراق، وبالتزامن مع مرور (1400) عام على اتّخاذ الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السلام) الکوفة عاصمةً للخلافة الإسلامیة.
شهد حفلُ افتتاح هذا المحفل الثقافیّ المهم والکبیر حضوراً لجمعٍ من المثقّفین والأدباء والأکادیمیّین ورجال الدین والفضلاء من داخل العراق وخارجه، ومن ضمنهم وفدٌ من العتبة العباسیة المقدّسة.
قال الأمینُ العام للعتبة العلویة المقدّسة سماحة الشیخ ضیاء الدین زین الدین بیّن فی کلمةٍ له خلال افتتاح فعالیات المعرض: "نرحّب بکم فی اجتماعنا هذا حیث أنّ مناسبتنا تحتوی على أمور: الأول هو المهرجان السابع للکتاب، والمناسبة الثانیة هی اکتمال الهیکل الخرسانی لصحن فاطمة الزهراء(علیها السلام) وکذلک المکتبة والمتحف، وإن کانت مناسبةُ مرور (1400عام) على تولّی الإمام علی عاصمةَ الخلافة الإسلامیة هی الأشمل کعنوانٍ لهذا المرقد المطهّر فی مثل هذه الأیام، وکما أحیّیکم فإنّی أحیّی إخوةً لنا وأبناءً لنا وهم یُدافعون عن مقدّساتنا ومقدّراتنا وعن العتبات المقدّسة، ومن الله العون والصبر والتوفیق".
أمّا رئیسُ دیوان الوقف الشیعیّ السید علاء الموسوی فقد أوضح فی کلمته خلال هذا الحفل: "عندنا فی العراق مشکلة یعیشها هذا الجیل وهی مشکلة الهجر للکتاب، والتی لم تکن موجودةً قبل تسلّط الفکر البعثیّ على هذا البلد، إذ کان الشعب العراقی بکلّ شرائحه یتابعون الکتاب والمطالعة بشکلٍ حثیث، إلّا أنّ الظلم الذی لحق بالبلاد فی ظلّ ذلک النظام البائد أنتج حالةً من البعد عن الکتاب، وها نحن الیوم نعانی من هذه الحالة إذ کیف نمدّ جسور التعاون بیننا وبین هذا الجیل من أجل أن یهتمّ بالکتاب والقراءة؟ وحیث أنّ مثل هذه الجهود من معارض للکتاب تهدف إلى مدّ الجسور القویة بین الجیل وبین القراءة والمطالعة، وهذه المعارض مهمة جداً فی إقامتها وتکرارها لتعود بالفائدة على أجیالنا ومجتمعاتنا، وإنّ أهداف هذه المعارف هی جعل الکتاب ذی الثقافات السلیمة فی متناول شبابنا، وسلامة العلم والفکر أهمّ من سلامة البدن، فالذی نقدّمه من فکرٍ للشباب ینبغی أن یکون مدروساً وضمن مبادئ أئمّة الهدى(سلام الله علیهم أجمعین)".
کذلک شمل حفلُ الافتتاح إلقاء کلمة اللجنة المشرفة على معرض الکتاب الدولی السابع ألقاها عضو مجلس إدارة العتبة المقدّسة الدکتور علی خضیر حجی قائلاً: "لقد حثّ الأئمّة الأطهار على الکتابة والکتاب، وعقد الشیخ الکلینیّ باباً فی فضل التمسّک بالکتب، وأورد روایات کثیرة فی هذا المجال، وکان الرواة الأوائل کأمثال (زرارة بن أعین) من ضمن الرواة الذین رووا هذه الأحادیث التی تحثّ على اقتناء الکتب عن الأئمة الأطهار(علیهم السلام)، ومکتبات النجف الأشرف من الجهات المتصدّیة لهذا الجانب باقتنائها للعلوم المختلفة والمعارف المتنوعة، وتُعدّ المکتبة العلویة المقدّسة من المکاتب الغنیة والمتصدیة لمثل هذا النشاط المبارک، وقد نشط قسمُ الشؤون الفکریة فی العتبة العلویة المقدسة فی هذا المجال لیُقیم معرضاً للکتاب فی هذه المدینة المقدسة التی أنجبت العلماء والفضلاء المهتمّین بالکتب والمکتبات".
ثمّ کانت الکلمة للمشرف على الشؤون الهندسیة وعضو مجلس الإدارة المهندس عبدالصاحب خوّام ومسؤول شرکة الکوثر المشرفة على إنشاء صحن فاطمة الزهراء(علیها السلام) السید شوشتری لیقدّما شرحاً عن مشاریع تمّ افتتاحها تزامناً أیضاً مع هذه المناسبة، وهی کلٌّ من اکتمال نصب الهیکل الخرسانی لصحن فاطمة الزهراء(علیها السلام) وکذلک المکتبة العلویة الکبرى ومتحف الإمام علی(علیه السلام)، وفی نهایة الحفل توجّه الحضور لقصّ شریط المعرض إیذاناً بافتتاح فعالیاته واستقباله الزائرین والوافدین.