أکد نائب رئیس المجلس التنفیذی فی حزب الله سماحة الشیخ نبیل قاووق أن الحصار الذی یفرضه النظام السعودی على الشعب المسلم العربی فی الیمن هو عمل إرهابی، وهو غیر أخلاقی أو إنسانی أو شرعی، بل هو إدانة مدوّیة لمن یدّعون خدمة الحرمین الشریفین، لأن ما یحصل الیوم فی الیمن من حصار على 28 ملیون مسلم عربی بالإضافة إلى معاناة وعطش وحصار ثمانیة ملایین طفل یمنی، هو أکبر بکثیر من الحصار الإسرائیلی على غزة التی کان فیها عدد المحاصرین ما یقارب ملیون ونصف الملیون فلسطینی مسلم عربی، فإذا کان النظام السعودی لدیه مشکلة مع أحزاب وقوى یمنیة، فما ذنب الصغار والأطفال حتى ترتکب بهم المجازر، وکیف تبرر المملکة السعودیة مقتل أکثر من 500 طفل فی الیمن، لافتاً إلى أن إسرائیل عندما ارتکبت مجزرة قانا أو الشجاعیة اعترفت بمسؤولیتها عن الجریمة، إلا أن السعودیة لا تعترف بمسؤولیتها عن الجرائم والمجازر المستمرة فی الیمن، وهی أعجز وأضعف وأجبن من أن تعترف بمسؤولیتها عن مقتل 500 طفل یمنی بریء، فیما یبقى السؤال إلى متى یستمر الطغیان والعدوان على الیمن.
وخلال احتفال تأبینی فی بلدة مجدل زون الجنوبیة للفقیدة فدوات سلمان والدة الشهیدان علی وحیدر هرموش أشار الشیخ قاووق إلى أن العدوان السعودی الأمیرکی على الیمن قد تجاوز ال 33 یوما التی استغرقها عدوان تموز على لبنان عام 2006، وبالتالی فإن حجم الدمار والنار والضحایا والشهداء قد تجاوز أیضا کل نتائج تلک الحرب، وأن العدوان على الیمن لیس للدفاع عن عروبتها، لأن کل ضحایا العدوان السعودی الأمیرکی هم مسلمون عرب ولیس فیهم إیرانی واحد کما یزعمون، مضیفا أنه وبعد طول المدة التی استغرقها العدوان حتى الآن على الیمن، وبعد ازدیاد المجازر فیها، تکشّفت الحقائق بأنه لا یوجد تحالف عربی ضد الیمن، بل إن الواقع هو أن هناک عدوان سعودی أمیرکی على الیمن من أجل تغییر موقعها ودورها وهویتها، وأن الإدعاءات بأن الحرب هی عربیة فارسیة فی هذا البلد هی مجرد دجل سیاسی مفضوح، یکفیه إدانة تأیید وترحیب إسرائیل لهذا العدوان کونه یحقق أهدافها ومطالبها فی المنطقة.
ولفت الشیخ القاووق إلى أن فریق 14 آذار کان قبل سنوات یطالب بالحیاد وبالإلتزام به فی لبنان، ولکن وبحسب الوقائع فهم أول من تدخل فی الأزمة السوریة بالمال والإعلام والإدارة لها، بالإضافة لدعمهم للمجموعات الإرهابیة التکفیریة المسلحة، وکان ذلک قبل أی حدیث عن تدخل حزب الله فی سوریا، مضیفاً ولأنهم مستمرون فی سیاسة الدجل والتضلیل، نجدهم الیوم وقبل إعلان حزب الله عن موقفه ضد العدوان السعودی على الیمن، نجد قوى 14 آذار بکل رموزها سبّاقة فی تغطیة وتأیید العدوان الإجرامی الدموی السعودی الأمیرکی على هذا البلد، معتبرا أن قوى 14 آذار محرجة ومربکة الیوم لأنها لا تجد أی تبریر لسیول دماء مجازر الأطفال والنساء الأبریاء الیمنیین التی ارتکبها النظام السعودی بحقهم من دون أی ذنب ارتکبوه، بالإضافة إلى الحصار والتجویع والتعطیش الذی یستهدف هؤلاء الأبریاء.
ودعا الشیخ قاووق إلى ضرورة تعزیز الوحدة الوطنیة خاصة فی هذه المرحلة التی تشهد عواصف الحقد، لأن المسؤول الأول عن إطالة أمد الفراغ فی موقع الرئاسة الأول هم قوى 14 آذار، لأن النوایا وحقیقة المواقف انکشفت، فهذه القوى لیست جاهزة لقبول ترشیح الرئیس الأقوى وطنیاً وشعبیاً، بل تتعمد افتعال أزمات سیاسیة داخلیة فی البلد لترهق وتعطل وتعرقل مسار الحکومة، متسائلا أنه لمصلحة من استنزاف وحدة وقوة لبنان وهو یخوض معرکة الدفاع عن حدوده وأهله وشعبه ضد الغزوات التکفیریة.