أکد نائب رئیس المجلس التنفیذی فی "حزب الله" الشیخ نبیل قاووق أن "داعمی الجماعات التکفیریة أرادوا لجبهة القلمون أن تکون مقراً لانطلاق العملیات ضد سوریا ولبنان، وأن تکون مقراً آمناً للعصابات التکفیریة، ومصدر تهدید للبنان بجیشه وشعبه ومقاومته، لإبقائه رهینة لتلک العصابات"، مشیرا إلى أن "المقاومة عندما توعدت التکفیریین بمعرکة حاسمة بعد ذوبان الثلج فی القلمون، راهن البعض على استحالة تنفیذ وعدها، وقالوا إن الهجوم على تلک المنطقة مستحیل لأن الجبال شامخة والهضاب مترامیة والأرض وعرة، فکان التحدی والمفاجأة أن قمم الجبال الشامخة انحنت أمام إرادات وبطولات أبطال المقاومة، وانهارت المواقع ومن ورائها الأوهام والرهانات"، مشددا على أن "عملیة القلمون هی إنجاز استراتیجی تاریخی للبنان فی مواجهة الإرهاب التکفیری، حیث أنها وضعت العصابات التکفیریة على مسار الإنحدار والإنحسار، وکانت هزیمة مفاجئة لهم ولکل من راهن علیهم ووفّر لهم الدعم والتسلیح والتمویل".
ولفت قاووق خلال الإحتفال التکریمی الذی أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد جلال طالب حمادی، إلى أن "إنجاز القلمون لم یستهدف إلاّ العصابات التکفیریة الموجودة فیه، ولم یستهدف أحداً فی لبنان"، معتبرا أن "مشکلة قوى 14 آذار مع هذا الإنجاز هی أن تلک القوى أبت إلاّ أن تجعل نفسها بین المهزومین، فهذه مأساة للوطن أن قوى طالما رفعت شعارات السیادة ولبنان أولاً، تراهن على أعداء لبنان الذین اختطفوا العسکریین وذبحوهم، وأرسلوا السیارات المفخخة وقتلوا الأبریاء، وقصفوا قرى وبلدات البقاع بالصواریخ، وراهنوا علیهم من أجل توظیف سیاسی فی سیاق الإنقسامات والتنافسات السیاسیة الداخلیة، فکفى بذلک إهانة للوطن والمصالح الوطنیة".
وشدد الشیخ قاووق على أن "معرکة القلمون هی حد فاصل، فما بعدها لیس کما قبلها، حیث أن لبنان بات أکثر منعة وأمناً، وباتت العصابات التکفیریة أکثر یأساً وعجزاً، وأثبتت هذه المعرکة أن لا خطوط حمراء تحمی العصابات التکفیریة، لأن حمایة لبنان فوق کل الإعتبارات"، مشیرا إلى أن "معرکة القلمون قد أبعدت بنتائجها الخطر التکفیری الإرهابی عن لبنان، ولکنه لم ینته، ولذلک فإن المعرکة مستمرة".
ولفت الى "ضرورة أن یقوم جمیع اللبنانیین بواجباتهم الوطنیة فی مواجهة المعتدی والمحتل التکفیری کما یقوم "حزب الله" بهذا الواجب، وإنه لفخر کبیر للبنان أنه هزم أعتى إرهاب إسرائیلی، والیوم یهزم أعتى إرهاب تکفیری، فما أنجزه هذا الوطن عجزت عنه الدول العربیة فی مواجهة إسرائیل والتکفیریین على مدى سنوات من الزمن".
وفی الشأن الیمنی، رأى الشیخ قاووق أن "العدوان السعودی مع القاعدة والتکفیریین ضد الشعب العربی المسلم فی الیمن، یشکّل مأساة لأرض الحرمین الشریفین التی یجب أن تکون منبعاً للرحمة والإحسان والخیرات، ولکن مأساة الأمة فی أن تکون الفظائع والوحشیة السعودیة فی ارتکابها المجازر ضد الشعب الیمنی قد تجاوزت بشاعة المجازر الإسرائیلیة فی قانا وغزة، وأن تکون وحشیة الحصار السعودی فی الیمن على 24 ملیون مسلم عربی یمنی، أکثر بشاعة من الحصار الإسرائیلی فی غزة".
واشار إلى أن "الأبواق والأدوات السعودیة فی لبنان والعالم العربی قد عجزت عن تبریر المجازر بحق الأطفال فی الیمن، لأن وحشیة العدوان قد أحرجهم، مؤکدا أن التدخلات السعودیة فی المنطقة هی سبب خرابها، وسبب استمرار الأزمات السیاسیة وتأخیر الحلّ فی خمس عواصم عربیة، ابتداء من المنامة وصنعاء وبغداد وصولا إلى دمشق وبیروت، أما نحن فلا بد لنا أن ندین فی کل یوم وساعة الظالم، لأن هناک قتل یومی من النظام السعودی للشعب الیمنی، وکأنه لم یشبع من سیل دم هذا الشعب البریء، وسنبقى صرخة الإدانة بوجه کل عدوان جائر".