اشار عضو المجمع العالمی لاهل البیت، نقیب الأشراف بالبحیرة السید الطاهر الهاشمی فی حوار مع وکالة رسا للانباء الى طموح الولایات المتحدة للنفوذ فی البلاد العربیة والاسلامیة خاصة النفوذ فی جمهوریة مصر موضحا ان "الأمریکیین یسیطرون على مصر على مدى العقود الأربعة الماضیة، ونجحوا فى تأسیس رکائز قویة تضمن لهم السیطرة على القرار السیاسى المصرى عبر مشوار طویل من تخطیط وهندسة العلاقات الأمریکیة المصریة عبر أدوات ووسائل سیاسیة واقتصادیة وعسکریة، لکنهم انقلبوا على نظام مبارک، وتحالفوا مع الإخوان، وهم الآن یستهدفون مصر من جدید بعد سقوط حکم الإخوان، یریدون السیطرة على القرار الوطنى المصرى من جدید، وعبر أدوات تمکنهم من هذه السیطرة على نحو ما فعلوا، وبشروطهم، عندما دخلوا مصر فى أوائل السبعینیات وبالتحدید عقب الاجتماع الشهیر الذى جمع بین وکیل وزارة الخارجیة الأمریکیة، حینئذ، جوزیف سیسکو والرئیس الأسبق أنور السادات فى 9 مایو 1971، وعلى أنقاض نظام جمال عبد الناصر وعلى أنقاض النفوذ السوفیتى فى مصر".
واجاب على سؤال مراسل رسا حول النتائج التی حصدتها امریکا فی مصر من خلال النفوذ فی النظام الحاکم ، قائلا ان " النتائج التی حصلت علیها امریکا هی التسهیلات العسکریة التی تحصل علیها القوات الأمریکیة داخل الأراضی والأجواء المصریة مما مکن الامریکان من التحکم والسیطرة فی منطقة الشرق الاوسط وکذلک التأثیر على القرار المصری فی قضایا المنطقة وإضعاف دور مصر فی الشرق الاوسط وشمال افریقیا".
واشار الى اختراق الجماعات الاسلامیة من قبل امریکا موضحا انه " لا شک ان امریکا اثبتت نجاحها فی التعامل مع الجماعات الاسلامیة ،فالکثیر من الاسلامیین کانوا یرفعون رایة الحرب ویرون فی التقرب منها کفر وخروج على الاسلام، ولکن بعد ان تمکنت ان تخترق امریکا قیادات هذه الجماعات اصبح الاسلامیون هم الذین یطلبون ودها والتقرب منها وبهذا استطاعت ان تضمن حمایة مصالحها وحمایة امن (اسرائیل) بالاضافة الى نفوذها بالشرق الاوسط".
وتابع انه" إدرک الأمریکیون أن مصر خرجت من أیدیهم بعد ثورة 30 یونیو، وهم یخططون للعودة مجدداً إلى مصر، ومثل هذه العودة تتطلب تجدید فرض الهیمنة السیاسیة والاقتصادیة عن طریق إعادة تمکین الإخوان فى مصر مرة أخری، والحیلولة دون عودة السوفییت إلى مصر عبر البوابة الروسیة، لذلک کان رد الفعل الأمریکى عصبیاً على سیاسات الرئیس السیسی الذی توجه لفتح علاقات قویة مع روسیا وتقلیص النفوذ الامریکی فی مصر والشرق الاوسط ومن ثم یبقى القرار المصرى هو العامل الحاکم فى هذا کله لسد أبواب الاختراق الأمریکى القادم".
واکد السید الطاهر الهاشمی على ان" أمریکا تستخدم أموال الخلیج لمحاولة السیطرة على مصر، نظام الحکم الحالى له مشروع منحاز للشعب ومؤمن بالعروبة ولکن بعض الإسلامیین یروجون للولایات المتحدة الأمریکیة ،موضحا :"أن النفوذ الأمریکی، وأدواته، ومنها الأموال الخلیجیة، هو الخطر الأکبر على الدولة المصریة، خاصة أدوات أمریکا و(إسرائیل) التى تستخدمها لمحاولة السیطرة على مصر، وأیضاً بعض الإسلامیین الذین تم استخدامهم لحمایة المصالح الأمریکیة".
وحول استراتیجیة مصر لمنع النفوذ الامریکی مجددا فی البلاد اعتقد الهاشمی أن "نظام الحکم الحالى له مشروع منحاز للشعب ومؤمن بالعروبة، وبإقامة سیاسة خارجیة قویة ومتوازنة مع روسیا والصین، لکن أتمنى أن تعود علاقاته بقوة مع إیران کقوة اقلیمیة کبرى فی المنطقة وخاصة معروف عداء الجمهوریة الاسلامیة للسیاسه الامریکیة ستؤدی الى عدم تمکین الأمریکیین من اختراق مصر من الداخل عبر وسائل التخریب السیاسى والاقتصادى والاستخباراتى مع قوى الإرهاب الداخلى فى مصر التى تخطط وتتآمر لإسقاط حکم الرئیس السیسی".
وخاطب السید الطاهر الهاشمی شعوب المنطقة بالقول" لتعرف شعوب المنطقة المضطهدة ان الحل الوحید هو التعلم والاستفادة من تجربة الثورة الاسلامیة الذی فیها کافة الحلول لخروج المنطقة من ازمتها لان امریکا هى الشیطان الأکبر ومصدر الإرهاب فى العالم هی الولایات المتحدة و(إسرائیل) بأنهما تعیثان فسادا فی الشرق الأوسط، وینفذان باستمرار أعمالا عدائیة وإرهابیة، فهما دولتان نوویتان ولم یتم النظر فی أسلحتهما النوویة" .