08 July 2010 - 11:28
رمز الخبر: 2447
پ
على هامش الرحیل..
رسا/آفاق- قد یکون هذا الکلام عبارة عن شهادة فیها شیء من التاریخ، لکنّها وعلى محدودیتها فی القیمة، فإنّها تقول شیئا جوهریا واحدا؛ وهو أنّ السید حسین فضل الله(رض) کان أکبر من زمانه ومن جغرافیته. بقلم عبدالرحیم التهامی.
هکذا انفتحنا على السید محمد حسین فضل الله



لا زلت اذکر ابتسامة الأخ بلال العریضة وهو یتجه نحونا؛ نحن شلّة من المناضلین فی الجامعة؛ متأبطا کمّا من الأوراق الملفوفة بقلیل من العنایة، کنّا نحدس ولربّما بسبب تعبیرات وجهه فضلا عن ابتسامته المسفرة عن مکنون انشراحه، أنّ الأمر یتعلق بالسید حسین فضل الله، إمّا بمقال من مقالاته أو بحوار من حواراته الشیقة والمسکنّة لقلق السؤال وإن إلى حین..
کان الأخ بلال، وهو بالمناسبة مسؤول الإعلام التابع لفصیلنا الطلابی بالجامعة یومذاک؛ شغوفا بالسید فضل الله ومأخوذا بلغته التی کان یشبهها بالنخلة ذات الرطب الجنیّا، ومعجبا بمنهجه فی عرض القضایا وتناولها، وکان ومن موقع مسؤولیته حریصا على أن یمد مناضلی الفصیل الطلابی بالمادة الثقافیة والفکریة والسیاسیة بما یسعف کدحهم الیومی فی السجالات والمناقشات التی تدور حول کل شیء بدءا بالحرکة الطلابیة وجدل السیاسی والنقابی فی مشروعها، وراهن الوضع السیاسی المحلی وتناقضاته ومرورا بقضایا الصراع الدولی وفلسطین والمقاومة والمشروع الإسلامی وإیران.. وانتهاءً؛ وإن بلا نهایة فعلیة؛ بالمارکسیة ومآزقها النظریة، وعلاقة الدین بالسیاسة، وقضیة المرأة، وحقوق الإنسان، ومسألة الحریة، وسؤال النهضة ومشاریع الإصلاح..کانت الأسئلة تفرض نفسها علینا بقوة، بقدر ما کانت الإجابات المحدودة والسطحیة تؤرقنا، فنبحث لقلقنا الفکری عن عمق یستند إلیه، ونتلمس له عناصر إجابة أولیة تشتمل على شیء من قوة الإقناع؛ لنا وللآخرین؛ فی هذه المسالة أو تلک، وهذا ما کان یحمل أخونا بلال على إیثار فکر السید فضل الله، إذ کان یسارع إلى استنساخ ما یصل إلیه من جدید سماحته فیوزّعه رفقة مساعدیه على المناضلین والمناضلات وجموع المتعاطفین.
کنّا کإسلامیین رسالیین، أو هکذا کان یسمّینا البعض، نعتبر أنفسنا؛ سواء على المستوى التنظیمی العام أو على المستوى الطلابی؛ طلیعةً للحرکة الإسلامیة فی منطقتنا، وهذا لم یکن إدعاءً أو نرجسیةً یحفزّها تضخم الأنا، یل لسبب الفارق فی مستوى الوعی، بین وعی تقلیدی ومحافظ ظل حبیس الأطر الفکریة لحرکة الإخوان المسلمین، ومرتهنا لها کمصدر حصری فی التلقی، ووعی ثوری إسلامی قلق ومهجوس بأسئلة الراهن وتحدیاته.. وعی تشکل على وفق قطیعات ایدیولوجیة ومعرفیة أتاحتها له الممارسة النقدیة من جهة، وعمّقتها عملیة التفاعل مع فکر الثورة الإسلامیة وشعاراتها الاستنهاضیة. عنوان التفاعل هذا أتاح لنا فیما أتاحه؛ التعرف على رواد النهضة فی المدرسة الشیعیة المعاصرة؛ الإمام الخمینی والشهید محمد باقر الصدر والشهید مرتضى مطهری والشهید علی شریعتی رحمة الله علیهم أجمعین.
إلاّ أنّ الانفتاح على العلاّمة السید محمد حسین فضل الله جاء فی سیاق مختلف نسبیا، فبعد انبثاق حرکة المقاومة الإسلامیة إثر الاجتیاح الإسرائیلی لجنوب لبنان عام 82 ارتبط اسم السید فضل الله بالمقاومة الإسلامیة ممثلة فی "حزب الله" الناشئ، وقُدّم إعلامیا کزعیم روحی للحزب/الظاهرة. ومع صعود اسم السیّد وبروزه فی علاقة بالعمل المقاوم، تبدّت لنا وبشکل مضطرد أبعاد شخصیته التی یتداخل فیها الفقیه بالمثقف مع الثوری والقائد لمقاومة أسقطت وبشکل فعّال وسریع مقولة الزمن العربی الردیء، الذی راهن البعض على أن یسترسل فینا ثقافةَ هزیمةٍ وإحباط خاصة بعد إخراج قوات منظمة التحریر الفلسطینیة من بیروت إلى عواصم الاحتضان العربی البعیدة عن خط المواجهة.
کان لبنان مطلع الثمانینات، والسید فضل الله أحد أکبر رموزه یتجه لتکریس معادلة جدیدة، معادلة الزمن العربی الناهض بعنفوان المقاومة الإسلامیة والاشتباک المتعدد الواجهات وبلا هوادة مع المشروع الأمریکی، حتى کان إسقاط اتفاق 17 أیار؛ الذی أُرید له أن یمثل استثمارا استراتجیا وسیاسیا لعدوان82 وللفراغ الذی أحدثه إخراج المقاومة الفلسطینیة من لبنان؛ فجاء علامة فارقة فی ذلک الزمن الاستثنائی والواعد بزخم ثوری إسلامی افتتحه انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران.
فی سیاق مواکبته السیاسیة للمقاومة الإسلامیة ونجاحاتها الأولى، اجتهد السید فضل الله من خلال خطبه وکلماته فی تأصیل الرؤیة لحقیقة الصراع وأبعاده، واستثمر بکفاءة عالیة المنجز المقاوم فی صیغته الاستشهادیة المستحدثة من فهم فقهی یعیش الصراع ویقوده ویؤطره، لیبلوره فی شعارات ومقولات بسیطة وواضحة لکنّها فی الآن نفسه صارمة تبرز الجانب المبدئی فی المعرکة بحیث یتمنّع عن أی تکییف تکتیکی من باب الخضوع لضروراته. وهکذا شعرنا بأننا جزء من هذه المسیرة، وإن تباعدت بیننا المواقع، وکان للسید فضل الله فضل کبیر فی إعادة ربطنا؛ وربط الکثیر من شباب الحرکة الإسلامیة؛ بالقضیة الفلسطینیة وبقضایا الصراع فی المنطقة؛ لکن من منطلق رؤیة وفهم یختلفان عمّا ألفناه فی أدبیات حرکة التحرّر الوطنی الفلسطینی حتّى وإن کان یتقاطع معها فی بعض المستویات، رؤیة یتأصل فیها مفهوم الشهادة ویتجدر من خلال موروث نهضوی تمثل فی حرکة الإمام الحسین علیه السلام، کما تتقوّم-أی الرؤیة- بمفاهیم الحق والعدل کما هی متبلورة نصا وأفقا فی القرآن الکریم، ومستندة إلى فقه اللحظة التاریخیة فی کل أبعادها وممکناتها الراهنة وآفاقها المستقبلیة.
کنّا نقدّم أنفسنا على أنّنا حمَلة مشروع إسلامی، تعزّزت مصداقیته عبر الحالة الثوریة الإسلامیة فی إیران برغم الاختلاف المذهبی، وکانت الساحة فی المقابل تطالبنا بعکس الرؤیة وتقدیم الأفکار بخصوص الکثیر من القضایا الفکریة والثقافیة والسیاسیة، وکأی تنظیم کانت لدیه النخبة والکادر، لکن وللحقیقة والتاریخ لم یکن فی مقدور هذه النخبة المتصدیة للتنظیر أن تجعلنا نکسب بعض رهانات التحدّی الفکری والثقافی لولا أنها تشبعت بما کان متاحا فی حینه من فکر الشهیدین الصدر ومطهری، مع فرصة أوسع وأیسر فی التفاعل مع فکر ونتاجات العلاّمة السید حسین فضل الله باعتبار أنّه کان شخصیة معاصرة، کما کان محورا فی الحالة اللبنانیة التی تصدرت واجهة الاهتمام الإعلامی.
کان خطاب السید فضل الله، خطابا حیّا وجدلیا ومتفاعلا، مفعم بمقولتی "الواقع" و"الحرکة"، یتسم بجاذبیة خاصة لم تکن جمالیة اللغة وبلاغتها إلا احد عناصره، کان خطابا یستمد حیویته من کونه مرتبطا بقضایا الحیاة وأسئلتها، بقدر ما کان منخرطا فی الصراع الذی هو معنى الحیاة، أو الحیاة على شرط الالتزام والمسؤولیة، کما أن قیمته تمثلت فی کونه إضافة نوعیة تأسیسیّة فی المشروع النهضوی الإسلامی.
والذی ساعد فکر سماحة السید فضل الله على الانتشار فی عدید من الساحات العربیة والإسلامیة؛ أنّ السید فضل الله کان واعیا بأنه بصدد مشروع نهضة فی الأمة، ومدرکا بأنه أمام استحقاقات الصراع سیاسیا وفکریا فی مواجهة المشروع الصهیونی والأمریکی بالمنطقة، وکان السید یوظّف موقعه المرجعی لدعم مشروع الإصلاح فی التجربة الشیعیة التی تهیأت لها وبعد نجاح الثورة الإسلامیة فرص الانتقال إلى أطوار تاریخیة متقدمة وواعدة، بل لعلّ ذلک کان دافعا أساسیا لتصدّیه للمرجعیة. وبالنتیجة فقد تمکّن السیّد من أن یتغلّب على جرح الذاکرة الشیعیة، ولم یجد نفسه معنیا کرجل مهمات تاریخیة بأن یقف على تخوم الجرح یستهلک نفسه فیه، ولم یحمله التشویش على حرکته فی أن یجامل علمیا ومعرفیا بعضا من مؤججات الألم، بل نجده تعامل مع المظلومیة التاریخیة؛ والتی لا یزاید علیه فیها أحد استیعابا وتقصیّا علمیا وانفعالا وجدانیا حارا وصادقا؛ باعتبارها ضریبةَ نهجٍ وتأمینا لنهجٍ، ولیس باعتبارها مجرد عذابات فی التاریخ تمنح مادة فائضة لمن یرغب فی استثارة العواطف لیشد بها العصب المذهبی، فاعتنى بالنّهج الذی سال کل ذلک الدم الزکی والطاهر لحفظه وصیانته فی الأمة کل الأمة، وانطلق یبثه ثقافة بین الناس، ویرسخّه فلسفة حیاة فی تلامذته ومریدیه الذین انطلقوا بعد حینٍ من النّضج لیقدموا للعالم وللأمة هذا النموذج المبهر من المقاومة.
وعلى خلاف الآخرین؛ الذین رکزوا على الجرح وراحوا یؤصلون لثقافة التفجع فی الوسط الشیعی جاعلین منه معیارا لصدق الولاء والانتساب لمذهب أهل البیت علیهم السلام؛ انطلق فضل الله من النّهج وقضیّة الإسلام وانفتح منه على الحیاة یشتبک هنا فی موارد الاشتباک الفکری والسیاسی، ویبنی هناک حیث متطلبات الصراع والمقاومة وبناء وحدة الأمة، ویتساءل هنا ویبدع هنالک فی موارد الفقه والاجتهاد والرؤى، وینشئ المؤسسات لخدمة الناس وتخفیف المعاناة عنهم..فجاء خطابه خطابا تجدیدیا نهضویا إسلامیا ومنفتحا، وأتت مرجعیته ممیزة على نمط مرجعیة الإمام الخمینی والسید باقر الصدر، مع تمایزات لا تطال الجوهر، مصدرها اختلاف السیاقات وخصوصیات اللحظة التاریخیة، بالإضافة إلى ما تضفیه اللمسة الشخصیة لکل واحد من هؤلاء الأعلام على تجربته المرجعیة.
کانت معالجة السید فضل الله-على سبیل المثال- لقضیة المرأة-الحیویّة- شاملة لکل أبعادها، ومثلت ثورة على ضحالة الرؤیة التی کان الواقع الإسلامی یرزح تحت ثقل ماضویتها وجمودها وتخلفها وطغیان المحرّم فی الکثیر من تفاصیلها، وکتیار إسلامی کنّا قد استفدنا من الإطلاع على مقاربة الشهید مطهری فی ذات الموضوع، ومن ملامح الرؤیة عند الإمام الخمینی کل ذلک معطوفا على مشهد المرأة فی یومیات الثورة الإسلامیة، لکن السیّد فضل الله وفضلا عن عناصر الرؤیة الکلیّة غطّى الکثیر من الجوانب التفصیلیة الأخرى، وهذه التفاصیل الدقیقة بالذات کانت عاملا فی استئناس قطاع واسع من الطالبات الجامعیات بالأطروحة الإسلامیة واقتناعهن بصلاحیتها.
لعلّ النزعة الإنسانیة فی أطروحة المرأة، کما هی حاضرة فی الکثیر من القضایا الفکریة الأخرى التی اشتغل علیها السید فضل الله، کان لها دورا فی صیانة الطابع الإنسانی للدین وتظهیر صورته المؤنسة، فی مقابل الفهم المتخشب والعنیف المغذی لکل أشکال ونزعات التطرف.
ساعدتنا مقاربات السید فضل الله فی تثبیت ما یمکن أن نسمیه بالتمثل الإنسانی لقضایا التعدد والاختلاف، و تدبیر ذلک وفق قواعد أخلاقیة معیاریة، وکنّا فی سیاق التعددیة السیاسیة داخل الجامعة وخارجها بحاجة إلى هذه الرؤیة وقد أسهمت حقّا فی سحب الکثیر من التوتر والاحتداد فی الساحة.
وکما بدأنا بالأخ بلال ننهی هذا الحدیث بالأخ محمد أستاذ الفلسفة، وأحد منظری تجربتنا الإسلامیة، کان محمد قارئا جیدا لکتابات السید فضل الله، وقد أفادته دراسته الفلسفیة التی مکنته من فک مغلقات النص الفلسفی الغربی، على استکناه دلالات وبنیات نصوص السید فضل الله، وکان حتى فی أسلوب کتابته کما فی حواراته الثقافیة یحاکی لغة السیّد الأنیقة، ویستعیر الکثیر من مقولاته، ومن بین مقولات السید التی کان یلجأ إلیها الأخ محمد کلما أراد التأکید على واقعیّة الاختلاف مع الآخر: "وضوح الفکرة لدینا لا یعنی بالضرورة وضوحها لدى الآخرین". وهی المقولة التی یمکن اعتبارها مفتاحیة فی تفسیر سوء الفهم الکبیر الذی عانى منه سماحة السید فضل الله؛ ولا شأن لنا بمن حرکّتهم دوافع خارج نطاق سوء الفهم؛ فنسبة کبیرة من سوء الفهم وعدم اتضاح الرؤیة عند البعض سببها أن أصحابها أرادوا أن یقرؤوا الحرکة ویفهموا اتجاهها من موقع الجمود والثبات، فلو أنّهم اتسموا بقلیل من الحرکیة لاتضحت لهم فکرة السید ومشروعه ولارتقوا دونما صعوبات إلى أفق الفکرة فی کل عناوینها الأساسیة..وتجربتنا الخاصة مع فکر السید خیر دلیل على ذلک، حیث کان الانفتاح على السید وفکره من مواقع العمل النضالی.
مضى السید فضل الله إلى ربّه بعد کل هذه المسیرة من العطاء والتضحیة والتألق فی دنیا الإسلام، مضى بعد أن منح المرجعیة أکثر مما منحته، وارتفعت به أکثر مما ارتفع بها هو نفسه، وکان أداءه المرجعی مکرِّسا ومعزِّزا لنمط المرجعیة التی أرسى قواعدها وأصولها کلاّ من الإمام الخمینی والشهید الصدر، ویواصل دربها –الآن- وبصبر وثبات سماحة السید الخامنئی حفظه الله.
رحل السید فضل الله عن دنیانا وترک ما یکفی من ضوء ومن معالم طریق لمن أراد أن یسلک على النهج الأصیل، نعم تعددت أبعاد قیمة الرجل، لکن واحدة من أهم هذه الأبعاد أنه أعاد صهر ما هو"مذهبی"فی مجرى الدین بمفهومه العام، وحمل خصوصیته المذهبیة لیعبّر عنها من خلال مفردة الإسلام، جرأته فی أنّه لم یکن رجل مساومات ولم یرضخ أبدا للعواصف؛ وهی کانت کثیرة بطول مسیرة الجهاد الطویلة، لم یعبأ بالذین أرادوه أن یکون على مقاسهم غارقا فی مذهبیته، ولم تحمله موجات العداء الممنهج على أن یأسر بعض نفسه فی الماضی، لأنّه منح کلّ نفسه للحاضر؛ مواکبا قلق الحیاة بفقه حیّ ومتجدّد واجتهاد معاصر، کانت عینه على المستقبل وهمّه فی أن یرسم للشیعة جسرا یعبرون منه إلى ذلک المستقبل وهم متخففین من أثقال العبور، وإن اقتضى ذلک تصفیة الحساب مع الذات لتحریرها من شرنقة الخرافة، وثقل الماضی المقعر الخالی من الدرس ومن العبرة ومن المعنى، والذی تحوّل إلى حرفة تدر منافع وامتیازات على فریق من النّاس، ولو على حساب فتح دروب التیه التاریخی على مصراعیها أمام الشیعة بعیدا عن نهج أئمتهم علیهم السلام وسیرهم فی التاریخ.
رحمک الله سیدی وأسکنک فسیح جناته، عزّ علینا أن تُقبل على ربّک، وفؤادک المرهف"..فی غشاءٍ من نبال" على حد تعبیر الشاعر، تکسرت فیه النصال على النصال.
کلّ العزاء فی أنک رغم الرحیل المؤلم مستمرّ بیننا بفکرک ومؤسساتک ووهج عطاءک..
کلّ العزاء فی تصمیم تلامذتک الأوفیاء من حملة المشاعل على مواصلة نهجک ودربک..
وکل العزاء فی فیض المحبّة الذی تدفق نحوک من کل حدب وصوب بعد رحیلک.
نَم قریر العین سیدی محمد حسین فضل الله.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.