زار أمين عام قوات وعدالله وكالة رسا للأنباء وتحدث للوكالة عن آخر المستجدات في العراق وعن الحشد الشعبي وارتباطه بالمرجعية، درس السيد ميثم العلاق في جامعة بغداد وحصل على ماجستير اصول الدين من كلية اصول الدين ثم إنتمى الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف في سنة 95 ميلادية، وعند انطلاق صلاة الجمعة من قبل الشهيد السيد محمد صادق الصدر رحمه الله اصبح احد ائمة الجماعة الذي كلف من قبل السيد الشهيد لإقامة صلاة الجمعة في مدينة الناصرية، الأساليب القمعية التي كان يعمل بها البعث الصدامي لم تثني من عزيمة السيد العلاق بل زادت من ايمانه وجعلته يقف بقوة الى جانب إعلاء صوت الحق، بعد اغتيال الشهيد السيد محمد صادق الصدر رحمه الله، إعتقل السيد ميثم العلاق وبقي في سجون الطاغية صدام حتى اطلاق العفو العام عن جميع المساجين ابان الغزو الامريكي للعراق، بعد الاحتلال الامريكي بقي السيد العلاق على نهجه التبليغي بين الناس وصولا الى انطلاق الفتوى المباركة للجهاد الكفائي من قبل المرجعية في النجف الاشرف لمقاتلة داعش والتكفيريين، قام السيد العلاق وبعض المقربين منه بتشكيل قوات عسكرية لنصرة الدين والمرجعية، القوات التابعة للسيد ميثم العلاق إستطاعت أن تكبد داعش خسائر بشرية ومادية في أطراف بغداد وتجعل محيط الكاظمية والشعلة آمنة بفضل الله تعالى اولا وفضل الحشد الشعبي المنتمي اليه ثانيا،.
ولكم نص الحوار الذي اجراه مراسل وكالة رسا مع السيد العلاق:
المرجعية هي صمام أمان هذه الامة
أكد امين عام قوات وعدالله، التابعة للحشد الشعبي، السيد ميثم العلاق في حوار مع وكالة رسا للأنباء على أن" الناس جربوا المرجعية منذ وقت غيبة الامام ارواحنا له الفداء والى يومنا هذا، المرجعية بدورها لم تخذل الأمة في اي موقف من المواقف، عدم الخذلان من قبل المرجعية دفعت الأمة الى التمسك بمرجعيتهم وقيادتهم، وكل هذا نابع عن قناعة تامه من قبل الشعب تجاه المرجعية، فلهذا عبروا عن المرجعية "بصمام الامان"، هذه القناعة والتسمية لن تأتي وليدة اللحظة او بعد فتوى الجهاد الكفائي، بل اصبحت المرجعية صمام أمان بعد إن إعتمدت عليها الأمة وهي بدورها ردت الاعتبار لهم ووقفت الى جانبهم".
وأضاف أن" المرجعية جاءت كي تحافظ على الإسلام ورأينا أن المرجعية لم تتخاذل ولا تتباطأ ولا لحظة في إصدار الفتوى التي يمكن أن ينصر بها الاسلام والمسلمين وتحافظ بها على وحدة المسلمين، "إن تنصروا الله ينصركم" نفهم من الأية الكريمة أن المرجعية نصرت الله منذ القدم والى يومنا هذا اذاً الباري تعالى نصرها".
وحول دخول المرجعية في القضايا السياسة بعد أن كانت لم تتدخل، بين السيد العلاق أن" في الفترة الماضية كانت الحوزة والمرجعية مبعدة عن السياسة وبحكم الطواغيت مرغمة على ذلك، في تلك الفترة دأبت المرجعية عن التدخل في السياسة حتى في فترة ما تكاثرت الافكار التي تدعوا الى فصل الدين عن السياسة، على سبيل المثال في زمن الطاغية صدام كل شخص كان يريد الدخول الى الحوزة كان عليه أن يتعهد بعدم التدخل في السياسة، و هكذا اصبح عدم التدخل في السياسة أمرا طبيعيا في الحوزة وكان كل من يدخل السياسة يحارب حتى من داخل الحوزة نفسها، فبقى هاجس التدخل السياسي في الحوزه قائما حتى بعد سقوط الطاغية صدام".
فتوى الجهاد الكفائي اتت بوقتها وأفشلت مشاريع الاعداء
وأوضح أنه "على سبيل المثال المرجعية ومن خلال اية الله الشيخ اليعقوبي كانت حاضرة في كل جوارح الحياة والسياسة وكانت تبدي رأيها في كل الامور، الشيخ اليعقوبي حفظه الله قبل سقوط الموصل كان يحذر الجميع من خطر الجماعات التكفيرية؛ موضحا أن" كل هذا الحضور من قبل الشيخ اليعقوبي يدل على إهتمام المرجعية بالامور السياسية وغير السياسية وكان يؤكد دائما أنه لم يأتي كي يكون ندا أو منافسا للمرجعية بل جاء مكمل لها... توجد هناك تيارات في داخل الحوزة العلمية في النجف الى يومنا هذا وهي ترفض العمل السياسي بقوة وتتصور أنه يجب على طالب العلم والحوزة أن يهتم فقط بشؤون الدين ولا يتدخل في شؤون الدنيا".
وأكد أمين عام "قوات وعد الله" أن" سقوط الموصل كان فصل الختام بالنسبة للمرجعية والناس كون سقوط الموصل لم يكن سقوط مدينة فحسب، بل كان سقوط دولة وحكومة بأكملها وأتبع هذا السقوط إنهيار تام للجيش العراقي، فمن هنا بدء دور المرجعية التي كان عليها أن تتدخل لإنقاذ العراق والدين والامة، ولو لا تدخلها لأصبح الاسلام في خطر كون المقدسات والأمة والشعب المسلم كلهم كانوا في خطر، على ضوء هذا استوجب أن تفتي المرجعية بالجهاد الكفائي، وهذه الفتوى هي التي أنقذت الموقف في المنطقة جميعا، والدليل أن داعش لم تكتفي باحتلال العراق فقط بل كانت تسعى للامتداد الى جميع دول الجوار".
نستطيع أن نسمي الحشد الشعبي بـ"حرس ثوري" مصغر
وأضاف أن" الأمة بصورة عامة يتعاطفون مع أمر المرجعية أكثر من السياسيين، وعلى الرغم من أن كل منا يتبع مرجعه الا إننا في نهاية الامر كلنا نتبع مؤسسة واحدة، على هذا الضوء جاءت فتوى الجهاد الكفائي كي توحيد الامة جمعاء أمام الارهاب، فهب الجميع، مثلا في مسجد واحد فقط تطوع 1200 شخص لنصرة دينهم فكيف باقي المساجد والاماكن الاخرى، بفضل الله ودور الجمهورية الاسلامية إستطاعت هذه التشكيلات أن تقابل العدو بشكل منظم... تجربة الحشد الشعبي كونها جديدة كان علينا الاستفادة من تجارب الاخرين فأخذنا تجربة الحرس الثوري الايراني واستفدنا منها بتنظيم حشدنا ولو أردنا تسمية الحشد، نستطيع أن نسميه حرس مصغر من حيث التنظيم، المرجعية ايضا سعت ومن خلال منبرها في كربلاء في يوم الجمعة أن توصل صوتها وأن تنصح السياسيين بما هو صائب وخطأ، والتوجيهات السياسية كانت دائما تنور افكار الناس والسياسيين".
وحول تعليق الخطبة السياسية في صلاة جمعة كربلاء، أوضح أن" الكلام من خلال وكيل المرجعية مؤثر لكنه ليس بتأثير الفتوى، في الفترة السابقة مع كل الاسف تعددت النظريات في البيت الشيعي حيث جعلت المرجعية بعيدة عن الفتوى والامور السياسية، اي بمعنى أن الكل يريد أن يخدم الاسلام والمسلمين بشرط أن يكون هو حجة الاسلام والمسلمين وهذا الامر جعل المعادلة صعبة جدا، المعادلة اصبحت متشابكة أكثر عندما لن تجد المرجعية آذان صاغية من قبل السياسيين فعلقت الكلام عن السياسة في خطبة الجمعة، وهذا الامر يحتاج الى تأمل وتوقف ومعنى ذلك أن هناك سخط وإمتعاض من المرجعية عن العمل السياسي وعلى من يتعاطى بالملف السياسي".
ما حصل في الموصل سببه القيادة الفاسدة
وحول مؤسسة الحشد الشعبي وارتباطها بمحور المقاومة أكد السيد ميثم العلاق أن" نظرية التأسيس لوجود قوة كالحشد الشعبي كانت موجودة منذ زمن غيبة الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وفي عصرنا هذا الشهيد الصدر الاول والثاني وضعا الحجر الاساس لهكذا مؤسسة عسكرية عقائدية، لكننا لو توسعنا قليلا لرأينا أن وجود هكذا قوة مخطط لها منذ زمن الغيبة، اليوم نستطيع تسمية الحشد الشعبي بالجيش الرديف للقوات العسكرية، الشيخ اليعقوبي قبل سقوط الموصل تكلم بصراحة أنه يجب علينا ايجاد جيش رديف تكون مهمته عقائدية ودفاعية، ويجب على هذا الجيش أن يدرب ويسلح بافضل التقنيات العسكرية الحديثة، ويجب أن يكون افراد هذا الجيش من نخب المجتمع؛ مؤكدا أن" الوضع الأمني الذي حصل اليوم ودفع خطر داعش عن العراق حصل بفضل هذه المؤسسة العسکریة".
وأوضح أن" المشكلة التي حصلت في الموصل سببها القيادة الفاسدة، في واقع الامر، القيادة المخلصة لن تترك مهمتها حتى لو تقتل لكن ما حصل في الموصل هو خيانة، قيادات الحشد الشعبي معلومة ومعروفة ومخلصة ولن تترك جنودها مهما كلفها الامر... اليوم وبفضل الله تعالى اصبح ارتباط الحشد الشعبي بالمؤسسة الحكومية وبرئاسة الوزراء واصبح هيئة مستقلة وهناك توجهٌ لسن قوانين في مجلس النواب العراقي لضمان حقوق الحشد الشعبي... اليوم الحشد الشعبي اصبح مصدر ثقة للناس وللقوات الامنية من حيث أنهم يعرفون أن هناك قوة ضاربة على الارض تحمي ظهورهم".
الهدف الاساس للحشد الشعبي هو اصلاح الناس
وحول دور العلماء والمبلغين في الحشد الشعبي وتأثيرهم على الشباب والشعب، أكد أمين عام قوات وعدالله أن" الهدف الاساسي للحشد الشعبي هو هداية الناس وارشادهم واصلاحهم، نحن نريد الاصلاح في كل المجالات والمجال العسكري لا يختلف كثيرا عن باقي المجالات، من بركات فتوى الجهاد الكفائي إنها جعلت الحوزة العلمية الشريفة تشارك بطلبتها مع المقاتلين في الجبهات، وفي كل تشكيل من تشكيلات الحشد الشعبي يتواجد شخصين او ثلاثة اشخاص من طلبة العلوم الدينية، وهؤلاء لم يقصروا في دورهم التبليغي وقاموا به باحسن ما يمكن ومن خلال هذه المشاركات تم تشكيل مديرية الارشاد والتبليغ في الحشد الشعبي لتنظيم عمل الطلبة، ومدراء هذا التشكيل كانوا هم من المجاهدين الطلبة كي لا يبتعد التشكيل عن الحشد الشعبي".
وأضاف أنه "في العتبة الحسينة المقدسة تشكلت مديرية للارشاد والتبليغ ومهمتها ارسال الطلبة لجبهات القتال للمعايشة مع المجاهدين والارتباط معهم، لكن الرائد الاول في مجال التبليغ وارسال المبلغين ودعمهم في جبهات القتال مع الحشد الشعبي هو مكتب ايةالله السيد السيستاني حفظه الله وما من مديرية او هيئه اخرى تستطیع منافسة مكتب المرجع الاعلى في هذا المجال".
وبين أن" في الدعاء قرأنا و"نصر تعز به" نحن حققنا الإنتصارات العسكرية ومفهوم الدعاء يقول أن النصر يحتاج الى عزة واعزاز اي بمعنى أن النصر هو بالجوانب الاخري غير العسكرية ونحن بدورنا فسرنا الامر بطريقتنا وهي أن نبرز معالم مدرسة اهل البيت للعالم جميعا ولهؤلاء الناس المغرر بهم والذين فهموا الاسلام من خلال داعش، وايضا فسرنا الامر على ارض الواقع بطريقة اخرى وهي مثلا اعادة تأهيل واعادة الحياة الى المناظق المحررة من قبل داعش، هناك مدرسة في جزيرة الخالدية معطلة منذ سنتين، نحن قمنا بإعادة تأهيلها وهيئناها وفتحنا ابوابها، وبهذا العمل جعلنا الفرحة تعم في قلوب الاهالي وطلبة المدرسة وبينا لهم الفرق بين الاسلام الاصيل التابع لأهل بيت النبوة عليهم السلام والفرق بين الارهاب الداعشي، حتى الاراضي الزراعية اوصلنا لها المياه وحافظنا عليها كي نعكس بهذا العمل اخلاق اهل البيت عليهم السلام".
وتابع السيد ميثم العلاق أن" القرآن أكد على الاصلاح وإن أردنا أن نسير على الطريق الصحيح يجب علينا أن نصلح انفسنا قبل غيرنا، حينما يكون هناك فساد مستشري في المجتمع يجب أن يكون ايضا هناك اصلاح ولاسيما نحن نعيش في مجتمع يسير على منهج الامام الحسين علیه السلام الذي قام بثورة من أجل الاصلاح، مع كل الاسف المشكلة الرئيسة في العراق سببها المحاصصة السياسية في المناصب الحكومية التي ادت الى تقاطعات كبيرة، وهذه الخلافات شغلت السياسيين عن مصالح البلد العليا حيث أصبح همهم مع الاسف الشديد هو تحصيل المناصب وجني الاموال وهذه الامور ابعدت السياسيين عن المجتمع و الهتهم عن اعطاء ابسط الخدمات للشعب، و اكثر الخلافات الحاصلة بين السياسين شخصية من أجل البقاء في السلطة، في بعض الاحيان شاهدنا تحالفات مع التكفييرين من أجل إسقاط الاخر وهذا الامر ولّد ردة فعل عند المجتمع".
وأضاف أنه" لا يستطيع احد أن يقول ان المرجعية تتدخل في السياسة لكن لو المرجعية لم تتدخل او لم تدعوا الى الانتخابات لإمتنع معظم الشعب من التصويت والمشاركة في الانتخابات".
الحشد الشعبي يعكس اخلاق اهل البيت عليه السلام
وحول ثقة أهل السنة والجماعة في المناطق المحررة بالحشد الشعبي قال" لقد كانت الثقة معدومة ووسائل الاعلام حرضت اهالي تلك المناطق على الحشد الشعبي لكن بحمد الله بعد الانتصارات الاخيرة، تمت اعادة الثقة بالحشد الشعبي للناس وبالتحديد تمت اعادة الثقة لاهل السنة من خلال تقديم المساعدات الانسانية، ومع شديد الاسف عدم الثقة الموجودة في الفترة السابقة كانت بسب بعض الخطابات الطائفية الحاصلة من بعض الافراد من هنا وهناك، اتفق قادة الحشد الشعبي على توحيد الخطاب و الابتعاد عن الخطاب المتشنج واتفقوا على أن يكون الخطاب معتدل ومطمئن وهذا الامر جاء بنتيجة ايجابية... كان يعمل الحشد الشعبي بشدة مع داعش وبرحمة في مابينهم اي رحماء مع اخوانهم السنة، في معركة الفلوجة وبسبب الإعلام المعادي الموجه ضد الحشد الشعبي، كانوا يتوقعون أن تمسح الفلوجة عن الخارطة لكن حصل ما لا كان يتوقعه الاخرين، والان نفس الاعلام المغرض يروج لمعركة الموصل على إن الحشد الشعبي سيفعل كذا وكذا من أجل تشويه صورته".
وختم السيد العلاق قائلا أن "وجود القوات التركية في الموصل يرجع الى قضية تاريخية كون الاتراك مازالوا يظنون أن الموصل ولاية عثمانية وبعض العملاء من العراقيين يساعدون الاتراك على ضم الموصل الى تركيا، الموصل مدينة عراقية تسمى أم الربيعين وهي حاضنة للإبداع والفن، تقارب المصالح المؤقتة بين الاكراد وتركيا ساعدت الاتراك على احتلال مناطق في بعشيقة، اقليم كردستان ينوي الحصول على بعض الاراضي المتنازع عليها أو بزعمهم المناطق الكردستانية داخل الموصل وهذا الامر جعلهم يتعاونون مع الاتراك، واليوم الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تقف بوجة مهاترات القوات التركية ومهاترات اقليم كردستان هو الحشدالشعبي... كما اكد قادة الحشدالشعبي في السابق تعامل الحشد مع اي قوة خارجة عن اطار الدولة العراقية سيكون على إنها قوات معادية وسوف يضرب بيد من حديد كل من يراه يقف في وجه العراق".(9861/ع922/ك1964)