أكد الداعية البحريني، الشيخ رائد الستري في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أنه "يكمن السبب في جاذبية شخصية الحسين عليه السلام في تنوع مبادئ ثورته المباركة، حيث يجد المتأمل في حركة الحسين وثورته وأنصاره تنوعا كبيرا في مختلف المستويات، فهناک في جانب المبادئ التي شكلت المنطلق لثورته، تجد مبادئا اسلامية تجمع كل المسلمين".
وأضاف أن "الامام الحسين عليه السلام تحرك للإصلاح وللأمر بالمعروف في الأمة، حيث قال "إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي اريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر" وهذان اساسان اسلاميان لا يتأطران بمذهب دون آخر فأذا كان سيدنا الامام الحسين عليه السلام جاذبا لكل المسلمين وتجد مبادئا انسانية في ثورته تمثلت في الحركة لمجابهة الظلم والفساد، كما ونجد تنوعا عرقيا في انصار الامام علیه السلام وتنوع في الخلفيات الدينية السابقة لهم رضوان الله تعالى عليهم، كل ذلك بالاضافة الى كونه سبط رسول الله صل الله عليه واله شكل عناصر جذب لكل الناس على اختلاف مذاهبهم واديانهم وعرقياتهم ".
وبين أن "بعض الافكار المنحرفه والتابعة للسلاطين لا تريد أن تستوعب شمولية حركة الامام الحسين عليه السلام ووسعتها حیث اصحاب هذه الافكار يعيشون عقدة مذهبية ضيقة لأنهم عندما يرون ويشاهدون ملايين من مذهب لا ينتمون إليه يشعرون بالخوف والرهبة والقلق ولذا يعبرون بهذه التعبيرات، اننا ندعوهم وفق المنهج القرآني "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
وأوضح "لو أنهم بحثوا فيما تشكله زيارة الاربعين من مبادئ توافقية وعناصر جامعة ومشتركة لاتضح لهم أن هذه الزيارة يمكن أن يبنى عليها في التقريب بين المسلمين قاطبة وتخفيف عناصر الاحتقان والفرقة. إن هذه الابواق شبيهة بالابواق التي واجهها الامام عليه السلام عندما اتهم بأنه يشق عصى الامة. تلك الابواق لم تصرف الامام عن مسيره ومشروعه ولذا يجب أن تبقى زيارة الاربعين سائرة نحو هدفها لا يصرفها صارف".
وقال الشيخ رائد الستري أن"من يقرأ تاريخ مسيرة الحسين عليه السلام يجد أن اختيار أرض كربلاء لم يكن بنحو المصادفة، فالامام كانت له خيارات اخرى ربما تكون افضل إن قورنت بكربلاء وكانت المقارنة بالاهداف ألانية، غير أن الامام علیه السلام كان يروم الى اهداف بعيدة المدى جدا تتعدى زمانه، جعلت من كربلاء الخيار الافضل".
وأضاف أن "علاقة ثورة الحسين عليه السلام ودولة الامام الحجة علاقة المؤسس للدولة، فها هي كربلاء ترسم ومن خلال زيارة الاربعين ملايين من العشاق المتهيئين لنصرة امامهم متى ما أذن له بالظهور، الاربعين رحلة العشق للامام المنتظر، فحال الزائر يقول: "اني في شوق للحسين عليه السلام وفي شوق لحفيده الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف".
وبین أن "الحكام الظلمة يخافون ذكر الحسين عليه السلام ويحاربون ذكره اينما كان وعلى مر التاريخ فكيف لا يخافون ازدهار زيارة الحسين وازدياد عشاقه، الظالم يخاف الحر كونه يوما ما سيتحرك نحو التحرر من قيد ظلمه، وهكذا فان الزوار يتربون على الحرية ورفض الظلم ولذلك ازدهارهم وحركتهم تقلق الظالمين اينما كانوا".
وقال أنه "لا شك أن هذا التجمع المليوني في زيارة الاربعين لا يمكن أن يتكرر إلا قليلا، فلذا من الواجب على المؤسسات العلمية المختلفة أن تضع البرامج المتنوعة لاستثمار هذا التجمع الكبير، وفي الآونة المتأخرة، على هذا الاساس قامت الحوزات بتهيئة كم كبير من العلماء والمبلغين ونشرهم على طريق المشاية وهنا ندعو المؤمنين كافة للاستفادة من هؤلاء العلماء والمبلغين في معرفة أحكامهم ومعالم دينهم".
وختم الشيخ رائد الستري، قائلا أنه "نجد ايضا استثمارا من قبل بعض المبلغين في التأكيد على ثوابت الامة الاسلامية في مجاربة الارهاب والنأي بالامة عن الفتن الطائفية وما يدعو للتفرق والتمزق، ونجد أن المرجعية كانت ومازالت ومن خلال جهود مضاعفة في نشر الوعي بضرورة الإبتعاد عن كل التصرفات التي من شأنها تمزيق الامة وتفريقها، فان كل هذه الجهود تضعنا في الطريق الصحيح وتعيد توجيه البوصلة للاتجاه الصحيح، ولعل الانشغال بهذه القضايا اشغل الامة عن قضية القدس ولكن نتأمل ان تتكاتف الجهود لتكون قضية القدس حاضرة في جميع المحافل الاسلامية".(9861/ع922/ك617)