أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل سماحة الشيخ حسن المصري في حوار خاص مع وكالة رسا على أن "ما سمي بالربيع العربي هو خريفا لم نرى منه ولا حتى وردة في عالمنا العربي والاسلامي، لم نشاهد او نشم الا روائح المجازر والقتل والدمار حولنا، المسمى بالربيع العربي كان أن لم يكن لو لا النهج المقاوم الذي وضع حد لغطرسة اسرائيل وداعميها".
وأضاف أن "اختاروا اسم الربيع العربي وإن اتينا من ناحية الترجمة الحرفية سنرى إن الشعار الموضوع من قبلهم "الشعب يريد تغيير النظام" هو شعار اجنبي، لا يوجد في الغة العربية "الشعب يريد تغيير النظام" والدليل على إنه شعار انكليزي امريكي هو أنهم يقدمون الفاعل على الفعل وعلى المفعول به، حتى الشعارات التي جيء بها الا المسمى بالربيع العربي هي شعارات امريكية واجنبية".
وإعتبر أن "كل ما يجري في عالمنا العربي اليوم من جرائم وقتل وتشريد هي مؤامرة على عالمنا الذي استشموا منه رائحة التغيير تجاه العداء لإسرائيل، عندما شاهدوا المقاومة تضع حدا لغطرسة اسرائيل لفقوا لنا هذا الربيع وفي ما بعد الصقوا به طابعا مذهبيا، في واقع الامر كل ما حصل في مصر وتونس وليبيا كان هدفها الوصول الى سوريا، ارادوا أن يقطعوا خط المقاومة الممتد من ايران الى العراق الى سوريا ومنها الى لبنان، اعطوها طابعا مذهبيا مستغلين طائفة الرئيس السوري بحرب سوريا مثلا".
وقال أنه "لا يوجد هناك حرب بين السنة والشيعة، نأخذ الموصل مثالا، هناك حرب قائمة بين الارهاب ومن يقف وراء الارهاب وهم العصابات الداعشية التكفيرية المجرمة وبين الشعب العراقي والذي ترجم وحدته عبر الحشدالشعبي الذي فيه السني والشيعي والمسيحي والصابئي، ولو أخذنا سوريا مثالا، الجيش العربي السوري الذي يتهمه الاعداء بأنه جيش علوي معظمه متشكل من السنة، إن كانت الحرب في سوريا والعراق مذهبية فما هي نوع الحرب في مصر وليبيا، هل يوجد شيعي واحد في ليبيا وهل هناك حرب بين السنة والشيعه في مصر، كل الذي يتكلمون به ليس الا غطاء على اهداف الاستعمار العالمي الذي يوجه مجتمعاتنا كيف ما يشاء ومتى ما شاء مع شديد الاسف".
وأوضح الشيخ حسن المصري أن "ما يجري في سوريا اليوم هو عبارة عن حرب بإمتياز ضد الارهاب وضد التكفير الذين هما وجهان لعملة واحدة، الكيان الصهيوني هو الوجه الاخر للارهاب الذي يحصل في سوريا، جبهة النصرة التي تعاونت مع اسرائيل واستلمت سلاحها منهم، تتعاون الفصائل الارهابية في سوريا ويتلقى جرحاهم علاجا عند الصهاية الم يفيق عالمنا العربي من نومه، كل هذه الادلة لن تكفي لعالمنا العربي ليعرفوا عدوهم، الاسلام والمسيحية واليهودية هم اديان سماوية نقر بهم ونعترف بمن يعتنقها، لكن اليهودية الصهيونية التي هدمت عالمنا الاسلامي من أجل قيام اسرائيل هل يعقل أن يتعاون اليوم معها بلداننا العربية الاسلامية ومنها الخليجية".
وأكد أنه "سوف يأتي اليوم الذي يندم فيه العرب الذين تعاونوا مع اسرائيل، في الامس الغربيون نشروا فايروساتهم بمسمياتها المختلفه في عالمنا من أجل بيع أدويتهم واليوم ينشرون فايروساتهم باسم جبهة النصرة وداعش من أجل تهديم اوطاننا وبيع سلاحهم".
وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل أن "الخطط الاستعماريه الذي زرعها عدونا في جسد اوطاننا وامتنا العربية والاسلامية لابد أن تزول وتذوب وتعود الى حجمها الصغير، سوف ينظف عالمنا العربي والاسلامي من كل هذه الفايروسات وسوف تنتقل هذه الفايروسات الى المكان الذي صنعت فيه ومن حيث اتت وسوف تعيد فسادها في تلك البلاد التي اتت منها، سوف يندم هذا الغرب المتوحش الظالم الذي زرع فايروس اسرائيل في جسدنا ضنّ منهم أن اسرائيل ستكون لهم بارجة ارضية تأمن مصالحهم، نقولها وبصراحة ما يأمن مصالحهم هو احترام الاخرين واحترام الدول وسيادتها".
وتابع إنهم "يزعمون أنهم مع الدمقراطية لكنهم لن يطبقوها فعلا، إن كانوا يريدون أن يشاهدوا الدمقراطية فليأتوا ويشاهدوها عندنا، فدمقراطيتنا ارقى من دمقراطيتهم... كل يوم يسعون أن يزرعوا عدوا جديدا داخل امتنا لكنهم يفشلون، إن كان للارهاب يدا في لبنان وسوريا وليبيا ومصر واليمن والبحرين والعراق ستشل هذه اليد بحكمة الشعب المسلم المقاوم، الحل الامثل للامة الاسلامية هي أن تعود الى وحدتها، من كان منا يسمع بسني او بشيعي، في لبنان على سبيل المثال عشنا مع بعض وتزوجنا من بعض ولا يعرف احد الفرق بين السني والشيعي، أنا شخصيا قرات عقد القران لعشرات العائلات السنية، ما كان منا احد ينظر الى هذه الامور".
وأشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الى لمتطرفين من المذاهب كافة وقال أنهم "ايقضوا هذا الوحش المسمى بالطائفية للنفوس الضعيفة، التكفيريون ليسوا من السنة فقط بل هناك تكفيريون من الشيعة، من يتكلمون في بعض القنوات الفضائية اللندنية عن سب وشتم الصحابة والخلافاء هم اخطر من التكفيريون السنة على الامة الاسلامية، هؤلاء لن يتعلموا من علي ابن ابي طالب عليه السلام الذي قال "اكره لكم أن تكونوا سبابين"، هؤلاء حتى لن يسمعوا كلام رب العالمين وهو قال في كتابه المبين "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّه فَيَسُبُّوا اللّه عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ"، هذه الويلات لن تعود الى على انفسهم، هؤلاء هم ظالمين لأنفسهم ولمعتقدهم إن كانوا يزعمون أنهم مسلمون".
وأوضح أن "علينا جميعا الرجوع الى الاسلام بحل مشاكلنا، على السني أن يجلس مع الشيعي وقد يختلفوا في مسئلة ما لكن هذا لن يكون سببا لايجاد الخصومة بينهما، قد يختلف السيد السيستاني مع السيد القائد الخامنئي في مسئلة فقهية، هل يكون الحرب بينهما؟ بل يكون النقاش والحوار بينهما إذا ارادا أن يوحدا كلمتهما عليهما النقاش، الوحدة الاسلامية هي حل الوحيد لهذه الامة".
وتابع أن " المؤتمر التقريبي للحوار بين المذاهب الذي اقيم قبل اسابيع في طهران جعل الاخوان من السنة والشيعة يلتقون مع بعض، لقد سمعنا اخواننا السنة كما هم استمعوا الى ارائنا، في واقع الامر الله امرنا بإقامة هكذا مؤتمرات... المقاومة اليوم بجميع طوائفها ومذاهبها تقاتل عدوا واحدا وهو الاستكبار المتمثل في دولنا بإسرائيل، ابنائنا صامدون في حلب والموصل، في عرسال وعلى حدود فلسطين المحتلة، نقاتل حتى نصل الى الفوز بقضيتنا وفي كل مكان نجد فيه صهيونيا او تكفيريا سنريه الويلات".
وحول علاقات بعض الدول العربية بالكيان الصهيوني أكد أن "الامام الموسى الصدر قال إن اخطر ما يمكن أن نواجهه هو أن يتحول الكيان الصهيوني من عدو الى صديق، يجب أن نفعل جاهدين حتى تبقى اسرائيل عدوتنا، قالها الامام موسى الصدر في السبعينيات من القرن الماضي وهو كان يعرف أن اغلب الدول العربية متواطئتا على شرفها وعلى كرامتها وعلى عزتها وعلى شعبها وعلى اوثانها مع عدوها وسيحولون اسرائيل من عدو الى صديق".
وأكد أن " الامام موسى الصدر اعاده الله لنا بدء عمله بإتجاهين، الاتجاه الاول هو إنشاء مقاومة للعدو الاسرائيلي والثانية الاتجاه للوحدة اللبنانية كونه يعلم بهذه الوحدة حماية للوحدة الاسلامية التي هي حماية للوحدة الوطنية، الامام الخميني قدس الله سره الشريف اسس ثورته على الوحدة الاسلامية وعلى الوحدة الوطنية، وهكذا انتصرت الثورة في ايران وانتصرت المقاومة في لبنان".
وختم الشيخ حسن المصري كلامه قائلا أننا اليوم نرى أن افاق الدعوة من قبل الإمامين الكبريين مازالت قائمة، السيد علي الخامنئي حفظه الله لا يزال همه الاكبر هي الوحدة الاسلامية، وهو يحاول عبر جميع المؤسسات الاسلامية أن يذكر الامة أنه لا خلاف بين السنة والشيعة، لا خلاف بين المذاهب والاديان، والسيد السيستاني حفظه الله الذي ترجم الوحدة الاسلامية عبر الحشدالشعبي الذي جمع العراقيين سنة وشيعة، السيد السيستاني الذي قال للسنة أنتم لحمنا ودمنا بل انفسنا السنة، ونحن بدورنا كملنا مسيرهم وقلناها على المنابر إن تعرض سنيا كونه سني سنفتديه بدمائنا وانفسنا وارواحنا، كونه جزءا منا، هذه افعال الذين يؤمنون بالله وبكلمة التوحيد، وإن كانت الكلمة غير موحدة فلا تصدق أن هناك عبادة لله تعالى".(9861/ع922/ك1155)