أكد الناشط السياسي البحريني الدكتور سعيد الشهابي في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "الثورة المستمرة منذ عام 2011 انهكت النظام الخليفي وحطمت كبريائهم، وباتوا يشعرون أن نصيبهم من الاستثمارات الاجنبية والشركات الاجنبية لم يتحقق ".
وتابع أن "ال خليفه باتوا يشعرون أنه لا يوجد هناك حل، وبعد كل هذه التضحيات فان الشعب لم يقبل بغير التغيير الديمقراطي الحقيقي... فالاقدام على الاعدامات هو بمثابة الانتحار، بل نزيد على ذلك أن هكذا افعال لا يمكنها الحد من الحراك الشعبي، اضافة الى أنه هناك يوجد تدخل اجنبي واضح وخصوصا من قبل السعودية كونها لا تريد ان تكون هي الوحيدة التي تعدم المواطنين العزل الابرياء، فهي تبحث عن شريك في اجرامها، اضافة للتدخل الاماراتي الذي اراد أن ينتقم بهذه الاعدامات من الشعب البحريني ثأرا لضابطهم المرتزق الذي اتى الى البحرين ليقتل ابناء هذا البلد فكان مصيره الهلاك".
وأضاف أن "مشكلة ممالك الخليج هي إنها مازالت تعيش بنفس العقلية الجاهلية القائمة على الثأر، فبهذا نؤكد أن الخليفيين بفعلتهم هذه يتجهون نحو الهاوية وإن استمروا بنهجهم هذا سيكون هلاكهم قريب بإذن الله".
وحول إنتهاك حقوق الانسان من قبل ال خليفة وصمت الامم المتحدة ازاء ذلك أكد أن " في هذا العالم نعيش بشقين احدهما نظري ومشبع بالقيم والاخلاق لكنه يفتقد الارادة، اي ارادة الردع والعمل، والقسم الاخر يمتلك القوى العسكرية والمادية وهو غير مكترث بكل القوانين التي وضعت اساسا لتخدير الشعوب، هناك قوانين مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ومعاهدة منع التعذيب ومعاهدة الطفل والمرأة وكثير من العهود الدولية التي وضعت غالبا لتخدير الشعوب بدل أن تحل مشاكلها، ولذلك فان تطبيقها يتبع الاهواء بحيث تستخدم هذه المواثيق ضد البعض ويغض النظر عن البعض الاخر مثل الخليفه، العام الماضي قتل الشهيد النمر على يد جلاوزة النظام السعودي، لم يرف جفن لإي منظمة من هذه المنظمات والدول لم يستنكروا أو يشجبوا هذه الفعله الشنيعة، حتى الشجب لم يحدث، انظروا أن الشعب اليمني المظلوم يقتل يوميا على يد ال سعود المجرمين لكن الدول الاستكبارية مازالت تتكلم عن وقف اطلاق النار الذي اصبح مجرد كلام في الهواء، لو ارادوا أن يوقفوا الحرب بإمكانهم فعل ذلك في دقائق لكنهم كاذبين وفرحين لإرتكاب هذه المجازر".
وتابع أن "اي عالم هذا الذي لم يخفق قلبه لاطفال ونساء يقتلون يوميا بطائرات وصواريخ السعودية، بل هذا العالم الذي يختبئ وراء الديمقراطية والحرية والعهود الدولية يزود السعودية بالصواريخ والسلاح، نحن نتكلم عن عالم افتراضي ليس له وجود حقيقي، وعالم اخر نظري يمتلك شيء من القيم والاخلاق لكنه يفتقد ادوات التنفيذ، الشعوب اليوم تعيش الامل الذي لم يتحقق وتعيش الماسي التي يمتلكها الاستكبار العالمي المسبب لهذه المأسات، اليوم نعيش في عالم خيالي نقنع به أنفسنا بأنه يحترم الحقوق والشعوب والحريات".
وحول ارتباط هذه الاعدامات باية الله الشيخ عيسى قاسم قال أن " هذا النظام يعتقد أنه بإمكانه أن يرهب اعدائه ومعارضيه، هو يعتقد أن قضية الشيخ عيسى قاسم فشلت، هم اسقطوا الجنسية عن اية الله الشيخ عيسى قاسم وحاصروا منطقة الدراز وحاصروا سماحة الشيخ في منزله وهو مهدد بالابعاد والاعتقال، ومهدد ايضا بالمحاكمة، كل هذه الخطوات تدل على غباء وغرور ال خليفة الذي يريدون ان يقنعونا بانهم يستطيعون فعل كل شيء ويقولون لنا من انتم كي تقيموا ثورة، نحن نستطيع أن نعدم ونقتل ونحاصر، معنا امريكا وبريطانيا والسعودية، اذن من انتم كي تقولوا لنا ماذا نفعل... طالما شهد التاريخ اكثر من هؤلاء وحشية وقتلا ودمارا، ومع ذلك سقطوا وانتهوا، القوانين والسنن الالهية نافذة ولا يمكن لهؤلاء الشرذمة وقفها، والتالي هذا الترهيب لن ينقذهم من الاشكالات السياسية والحقوقية التي يمارسونها بحق الشعب البحريني، والشيخ عيسى قاسم بدوره اوكل امره الى الله ولم يساوم على حقوق الشعب ولن يقبل أن يباد دين الله وأن يباد هذا الشعب من قبل هذه العصابة المجرمة".
وأضاف أن " هذا الحراك مستمر رغم على أنوف ال خليفة ومهما قتلوا ودمروا واحرقوا وهدموا واعدموا فلن يثنوا من عزيمة هذا الشعب، هم سيستمرون بتعذيب الشباب المجاهدين في السجون، هذا الحراك مستمر على الرغم من قمع الخليفه، ما الفرق بين أن يقتل الشباب في الشوارع او يعدموا، القمع له اشكال متعددة، القتل في الشوارع او الخنق بالغاز او الاعدام في السجن هو نفس القمع لكن طريقته مختلفه، ما الفرق بين أن تسجن انسان او تسلب جنسيته وتحاصره في بيته او تبعده عن البلاد وما الفرق بين أن تحاصر منطقة الدراز او تحاصر البحرين كلها كما هو الحال".
وختم الدكتور سعيد الشهابي كلامه موضحا أن "المستقبل هو للشعوب، الصراع بين حاكم مستبد وديكتاتور مع شعب اعزل ومناضل تكرر كما جائنا في التاريخ، فجميع التواريخ أثبتت أن الطواغيت سينتهوا ولم يثبت التاريخ أن الشعب سيسحق، سحق صدام وأنتصر الشعب، سحقوا الطواغيت وإنتصرت شعوبهم، الطواغيت غالبا ما ينسون أن هناك رب للعباد وأن المشيئه الالهية هي التي ستتحقق، "إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ" هذا ما أكد عليه رب العالمين في كتابه المبين وبالتالي هم يراهنوا على قواهم المادية، لكننا نراهن على دعم شرفاء العالم وعلى قوانا الالهية".(9861/ع922/ك761)