أكد الباحث الاسلامي والناشط البحريني، سماحة الشيخ علي الكربابادي في حوار خاص مع وكالة رسا، حول تأخير محاكمة اية الله الشيخ عيسى قاسم على أن "مسألة تأجيل الحكم او نقض الحكم على سماحة الشيخ يرجع الى مجموعة من العوامل واهمها الحضور الشعبي من جانب وفتاوى الطائفة الشيعية من جانب اخر، كل هذا تسبب في تلكؤ المحكمة في اصدار الحكم".
وتابع أن "سماحة اية الله الشيخ عيسى قاسم هو الرمز العلمائي الاكبر في البلد، ويمثل امتدادا للعلماء والحوزة على مستوى العالم الاسلامي والشيعي بالتحديد ووجود مثل هذا الثقل يجعل النظام يعيد حساباته وربما اصدار الحكم على سماحته سيورط النظام بإنقسامات وخلافات في داخل العائلة الحاكمة في البحرين والعائلة المالكة في السعودية من جهة اخرى، وتبعات هذا الامر ستجر ممالك الخليج الى تحد هم في غنى عنه، اتصور أن حجم قضية سماحة الشيخ حفظه الله لا يمكن للنظام البحريني أن يتعاطى معها كتعاطي النظام السعودي مع قضية الشهيد السعيد اية الله الشيخ نمر باقر النمر، مقدار تمثيل سماحة الشيخ عيسى قاسم يختلف تماما وتداعيات استهداف سماحته ربما لا يمكن للنظام أن يتوقعها أو يجعلها محصورة في حدود معينة".
وحول حضور الشعب في الشارع وضغطه على النظام لاسترجاع الجنسية لسماحة الشيخ او عدم محاكمته بين الشيخ الكربابادي أن "قضية سماحة الشيخ ليست قضية الجنسية البحرينية أو قضية خمس او صلاة جمعة او منع شعيرة من شعائر الدين ما شابه ذلك، القضية اكبر من ذلك ومرتبطة بالحرية بشكل عام، المطالب الوطنية التي يرفعها الشيعة والسنة في البحرين على نحو واحد وهي الحريات الشخصية والحقوق الاساسية، القضية مرتبطة بقيم الدين وشعائر الدين في البحرين، فالنظام يستهدف سماحة الشيخ على اساس انه يمثل العقبة امام المشاريع الطائفية التدميرية، والصراع الاهلي في البحرين والمنطقة بشكل عام، اذن يجب ان نعتبر سماحته صمام امان للجبهة التي تناظل من اجل الحرية والكرامة ومن اجل استعادة حقوق الشعب البحريني، وسماحته يمثل ايضا ضمانة السلم الاهلي لهذا النظام يحاول أن يزيح سماحته عن المشهد السياسي بأمر من قوى الاستكبارية مثل بريطانيا وامريكا".
وأضاف أن "حضور الجماهير وفي الشارع في مثل هذه المناسبات اربكت حسابات النظام واجبرته على تأجيل النطق بالحكم بسماحة الشيخ وربما ضغط الجماهير سيلغي اصل القضية اي المحاكمة وفتح صفحة جديدة في العمل السياسي في البحرين".
وحول البيان الصادر من قبل علماء البحرين ضد ال خليفه والمستقبل المشوش للبحرين أوضح الشيخ الكربابادي أن "لا احد يمكنه أن يتنبأ بما سيحصل في البحرين الشعب في البحرين على درجة كبيرة من الاحتقان، فالغالبية الشعبية التي تتحرك وفق الاطر السلمية والمطالب السياسية، لا يمكنها ضمان كيفية تعاطيها مع الحكم على سماحة الشيخ ولاسيما أن فتوى المراجع مستمرة الى هذا اليوم، وجميعها تفدي بان الفداء من اجل سماحة الشيخ هي تضحية في سبيل الله، الشعب موجود ومستمر في حراكه حتى اخر قطرة من دمائه، فاستمرار وجود الناس مع هذا الدعم من قبل العلماء والمجتمع الاسلامي بشكل عام سينصر القضية انشاءالله".
وحول الانباء عن قيام السيد السيستاني بمفاوضة النظام البحريني من اجل اطلاق سراح الشيخ عيسى قاسم بين أن "هكذا انباء نابعة عن تخبط وعدم استقرار النظام، ويكشف عن عدم هيمنته وانه لا يمسك بالامور ومثل الشيخ عيسى قاسم يمثل للنظام ازمة وعقبة كونه لم ينصاع الى ما يريده هذا النظام الظالم، وهذه احد ادوات النظام لعرقلة مسيرة الشعب فهو يتمسك بالكذب والشائعات من أجل طمر القضية".
وحول ردة فعل الشعب اذا حصل اعتقال سماحة الشيخ عيسى قاسم اكد أن "الشعب على درجة من الاحتقان، هناك من دعى الى الخروج من الحالة السلمية وهي الحالة السائدة والغالبة في المعارضة البحرينية، المعارضة اليوم وبعد فتوى الفقهاء لديها الاستعداد الى الاحتشاد والخروج من اجل الشهادة في سبيل نصرة الدين ورموزه، لم اتصور انه يوجد هناك مجال للتراجع، حتى في تلك الحالة لا يبقى للمعارضة السياسية عذرا على السيطرة على الشارع البحريني".
وختاما بين الشيخ الكربابادي أن "المسار السلمي او المسلح سيختاره الشعب البحريني، الحاضرون في الساحة هم من سيقرروا ذلك، لكن تعاطي النظام مع هذا الملف ايضا له التأثير الكبير في عدم تحول الثورة الى غير سلمية وذلك من خلال التراجع عن محاكمة سماحة الشيخ واستهداف الوجود السكاني والمعارضة السياسية والاستهداف على اساس ديني وطائفي ومذهبي، نؤكد أن استهداف سماحة الشيخ سيوصل الامور الى ما لا يحسن عقباه وسيتندم النظام إن فعل هذا".(9861/ع922/ك657)