أكد رئيس الهيئة الادارية لتجمع علماء المسلمين في لبنان، سماحة الشيخ حسان عبدالله، في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء وحول اخر المستجدات في الشرق الاوسط وزيارة الرئيس الامريكي الى المنطقة، أكد على أن "الصراع الدائر في المنطقة اليوم هو صراع دائر بين محور الخير ومحور الشر، هو صراع بين محور الشر الامريكي من جهة ومحور الخير المتمثل بالمقاومة من جهة اخرى، ومن الطبيعي أن يحاول هذا المحور أي محور الشر عرقلة مسار المقاومة وهذا يأتي بعد الهزائم الكبرى التي مني بها في سوريا والعراق واليمن، ولهذا هو يوسع من الضغط على المقاومة وذلك يحصل من خلال الضغط على رموزها، وسماحة السيد هاشم صفي الدين هو من المجاهدين المقاومين ووضعه على قائمة الارهاب أمر متوقع وايضا يعتبر وضعه على لائحة الارهاب شرف وعزة له ولمحور المقاومة، حيث أننا نفتخر أن تعادينا دول الاستكبار العالمي، وهكذا تصرفات لن تثني المقاومة من الاستمرار في مسيرها ولن يوقف عملها بل إنها ستستمر في نهجها بتحرير كامل الاراضي الفلسطينية وطرد الاحتلال الاجنبي من كامل منطقتنا، بل نحن ذاهبون الى اكثر من ذلك نحن نريد أن نمنعه من نهب ثرواتنا ونمنعه من فرض نفوذه علينا".
وحول تشكيل ناتو عربي لمحاربة المقاومة والجمهورية الاسلامية الايرانية بين أن "تسمية الناتو يدور في الفلك الامريكي فبالتالي هو تابع لها، إذا ما سيقوم بها هذا الحلف وبالتعاون مع الامريكان سيكون ضمن اطار دائرة الشيطان ومحور الشيطان، وهذا الاجتماع الذي حصل في السعودية يأتي في نفس الاطار لتشتيت وتدمير واستعمار البلدان العربية والاسلامية، المسألة الاخرى هي أنهم يريدون أن يبقى محور الخليج يدفع الأموال لأمريكا كي يبقى تحت رايته وأن يبقى هذا المحور عدوا لأيران، ومن أساليب دول الاستكبارية الرجعية الاستعمارية هي حلب الدول الثرية وجعلها تصرف الاموال وتنوب بالحروب نيابة عنها".
وتابع أن "هؤلاء اجتمعوا عدة مرات ضد ايران وضد محور المقاومة وأرادوا اخضاعهم لكنهم فشلوا وفشل مخططهم، حشدوا كل إعلامهم وسياسييهم من أجل أن يضخموا قمة الرياض لكن النتيجة ستكون نفس النتائج السابقة، وسينتصر محور المقاومة في سوريا والعراق واليمن ولن يستطيعوا فعل شيء وهم أضعف من ذلك وكما قال السيد حسن نصرالله "لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات"... نقول أنه من الممكن عندما يعود ترامب الى أمريكا سوف يفتح له ملف جديد وهو طرده من منصبه اي رئاسة الجمهورية، ألامر الاخر كل ما قاله ترامب خلال حملته الانتخابية خالفه، قال أنه لن يخدم السعودية وهذه الدولة ترعى الارهاب ولا يمكن لها أن تبقى وتستمر بعملها، لكنه خالف وعوده وجائهم بموضوع جديد وهو دفع الاموال للأمريكان، الامريكان كانوا يأخذون الاموال كي يحاربوا بالنيابة عنهم لكنهم اليوم وعلى لسان ترامب غيروا سياساتهم وقالوا أنهم سيأخذون الاموال منهم ليرعوا بها حروبهم، لن تأتي الجيوش الامريكية الى المنطقة كي تقاتل من أجل السعودية وغيرها وإنما جائت لتشرف على بيع السلاح الفتاك الجديد لهذه الدول وتعليمهم كيفية استعمالها".
وحول تهديد شن الحرب على ايران قال أن "الحرب على ايران ليست نزهة، وايران اليوم ليست دولة ضعيفة بل هي دولة اقليمية قوية مؤثرة في المنطقة وأمريكا تدرك جيدا حجم هذه القوة، ثانيا السعودية الى اليوم لا تستطيع الخروج من مستنقع اليمن فكيف لها أن تفتح جبهة جديدة ضد دولة قوية واقليمية، بل اكثر من ذلك السعودية فشل مشروعها في سوريا والعراق ولبنان وحتى فشل على المستوى الداخلي وما يفعله نظام ال سعود اليوم في العوامية دليل على ضعفه وفقط الضعفاء هم من يستخدمون القمع، وايضا فشلوا في البحرين ولن يستطيعوا السيطرة على الناس ومنذ ست سنوات والبحرين لن تشهد يوما أمنا، وكل هذا يأتي ضمن التفكير المتعالي والفاشل الذي يحمله ال سعود وحكام الخليج".
وأضاف أن "الكيان الصهيوني هو المستفيد الاول من هذه القمة، وجائت هذه القمة لتثبيت أمن اسرائيل، دول الخليج تعتبر دول دكتاتورية حكامها يعتبرون أن بقائهم مرهون ببقاء الكيان الصهيوني، وهم يعتبرون زوال هذا الكيان يعني زوالهم عن عروشهم، ولكن كيف يستفاد الكيان الصهيوني من هذه القمة؟ اولا خلال هذه القمة تحول العدو الى صديق والصديق الى عدو، حيث أنهم تناسوا تماما الارهاب الاسرائيلي المجرم واتخذوا ايران عدوة لهم ونسبوا لها الارهاب، وكل هذا بعد ان كانت اسرائيل العدو الاول والشيطان الاكبر والغاصب والمتحل، وهم يحاولون اليوم زورا وظلماً وبهتاناً أن ينسبوا كل هذه الصفات الى ايران، في الوحلة الثانية هذه الدول سوف تنتقل من مرحلة العلاقات السرية مع الكيان الصهيوني الى العلاقات العلنية جهارا نهارا ضمن حلف يهدف الى ضرب ايران ومحورالمقاومة لكنهم لن يستطيعوا ذلك".
وتابع أن "الكيان الصهيوني ايضا يحاول أن يستفاد من الوجود الامريكي في المناطق الحدودية في ما بين سوريا والعراق من أجل أن يكون هناك حاجز يمنع التواصل ما بين هذين البلدين اي العراق وسوريا لمنع التواصل ما بين محور المقاومة الذي يمتد من العراق الى ايران الى سوريا الى لبنان، لذلك جائت الضربة الامريكية قبل ايام لمنع الجيش السوري وحلفائه من التقدم بإتجاه "معبر التنف"، حيث ان هذه الضربة جائت لصالح الكيان الصهيوني لإن هناك مشروع يقتضي بأن يمنع التواصل العسكري ما بين هذه الدول التي تعتبر ضمن محور المقاومة، وايضا تحركاتهم هي تمهيدا لحرب ستدور في الجنوب على الحدود الاردنية السورية من أجل خلق حزام أمني ما بين سوريا وبين فلسطين لحماية الكيان الصهيوني، وإنشاءالله خطتهم ستبوء بالفشل ولكن "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".
وحول موقف علماء المسلمين تجاه هذه القمة قال أن "خلال تواصلي مع جميع العلماء سنة وشيعة لم أجد من أيد هذه القمة، نعم هناك من إتخذ السكوت وسيلة أمام هذه القمة الشنيعة لكن أغلب علماء المسلمين إعتبروا مجيء هذا الطاغية الى المنطقة هو عمل مدان وإساءة للأمة الاسلامية، خصوصا مع بعض المظاهر التي حصلت خلال تكريم هذا المجرم وأثناء استقباله ورقص السيوف المشهورة التي رقصوها على دماء الأمة العربية والاسلامية، المصيبة الاخرى هي أن يجمع هذا الجمع الغفير من الرؤساء والزعماء لإستقبال رئيس دولة مجرمة ليلقي عليهم دروسا في إدارة بلدانهم طبق النظرية الامريكية الاستكبارية الغربية، لذلك أنا تكلمت مع عدة اشخاص من علماء السنة والشيعة وكان موقفهم واضح وكان ضمن الاطار الإسلامي، هذه هي وصية الاسلام لنا أي لا يمكن أن نركع ونأتمر الى الظلام والمجرمين، وهذا ما فعله رسول الله وأصحابه في مواجهة المجرمين والكفار في ذلك الزمن ونحن سائرون على نفس النهج إنشاءالله".(9861/ع913)