أكد الناشط الحقوقي والمعارض السياسي السعودي سماحة الشيخ حسن صالح في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "عمل الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل السعودية في ايران أمر ليس بجديد، ولم يبدأ إثر تصريحات محمد بن سلمان أو الجبير مؤخرا، وربما تصريح محمد بن سلمان حول نقل الحرب إلى داخل ايران كانت الإشارة ببدء العمليات في داخل ايران".
وتابع أن "الحكومة الإيرانية تحارب الإرهابيين المدعومين من قبل السعودية منذ سنوات طويلة لكن يمكننا القول أن العمليات اشتدت بعد مجيء سلمان إلى السطلة في المملكة، وبالتأكيد أن النظام السعودي لم يغفل عن نقل الحرب إلى داخل إيران وذلك عن طريق الإرهابيين. ففكرة تدمير البلدان الشيعية التي سماها ملك الأردن فيما سبق بالهلال الشيعي، هي فكرة قديمة، لذلك كانت بدايتهم من سوريا ومن ثم نقلوا الحرب إلى لبنان ومن بعدها إلى العراق، والآن فهم بعد أن ظنوا بأن حروبهم السابقة قد نجحت، يريدون الانتقال إلى المرحلة التالية، ولم تكن تلك الخطوة إلا ضرب العمق الإيراني".
وخاطب الشيخ حسن الصالح الذين يقولون أن تصريح محمد بن سلمان والجبير لا دخل له بالحادث الإرهابي في إيران قائلا: "أنهم لا يفقهون في السياسة شيء" وأضاف "أنهم لا يعرفون العقلية التي يفكر بها رجال السلطة في السعودية، فتصريحات هؤلاء هي بمثابة الضوء الأخضر للأرهابيين وذلك لزعزعة الأمن في إيران، محمد بن سلمان صبي صغير لا يفقه في السياسة شيء، هو جاء وتربع على عرش السياسة بسبب والده الذي اصبح ملكا، هو جديد على السياسة تماما، ومحمد بن نايف مع إرهابه وقمعه وعنجهيته هو أكثر حكمة وسياسة من محمد بن سلمان وذلك بحكم عمره وعمله السياسي، وفي الواقع إن بن سلمان يعتقد أن الحرب مثل لعبة "بلستيشن"، وهكذا أدخل المملكة في مستنقع اليمن، وتدخّل بعدها بصورة مباشرة في سوريا والآن هو وبعد كل الخسارات التي مني بها يريد أن يفتح جبهة جديدة في إيران، ولكن كما يُقال "ليس كل طائر يأكل من لحمه"، ولكنه يفكر بنفس عقليته الصبيانية وبالتأكيد أنه لم يعرف إيران، وبسبب هذه العقلية بات يصرح بتصريحات غير مسؤولة وهو المسؤول الوحيد عن كل ما يقول".
وحول تصريحات الحكومة الأمريكية بشأن دعم أهل السنة على حساب الشيعة أي حزب الله وإيران ولعب السعودية بورقة الطائفية والمذهبية، قال أن "من خلال هذه التصريحات وتحركات الأمراء في المملكة نفهم أن الحرب باتت تستهدف الإسلام بصورة مباشرة، الحرب على الإسلام بدءً في اليوم الذي نشئ فيه الكيان السعودي، فهذا الكيان كان بدوره ممهدا للكيان الصهيوني، والمراقب يلاحظ أن الكيانين سيطروا على الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين كافة، فإذن مجيء آل سعود ليس بمعزل عن مجيء الصهاينة بل هو تمهيد لهم، ولو قرأنا التاريخ السعودي لرأينا أن في طيلة هذا التاريخ لا يوجد صراع بين الصهاينة وبين آل سعود، ونشأ الفكر الوهابي الذي هو أقرب إلى اليهودية لتبقى الأفكار والطريقة قريبة إلى بعضها، ومن جانب آخر فأن الدول الاستكبارية ليس بإمكانها اختراق الشيعة وذلك لوجود مراجعهم وخصوصية التقليد الشيعي والفتاوى الشيعية، والمثال على ذلك فتوى السيد السيستاني حفظه الله التي حشدت في ساعات قليله اللآف من المجاهدين للقتال ضد داعش ولهذا حاولوا اختراق السنة من خلال اختلاق الوهابية لهم وضربهم من الداخل، وبالتأكيد لم ينشأ الفكر الوهابي إلا لحماية إسرائيل، وهم يريدون أن يقولوا لأبناء السنة أننا في حرب ضد الشيعة وأنهم قتلة ومجرمين ونحن إن تخلصنا من الشيعة سينتهي كل شيء".
وتابع أن" في العراق كثير ممن قتلوا على يد الفكر الداعشي الوهابي والقاعدي هم من أهل السنة، وأغلب الذين يُقتلون في اليمن على يد آل سعود هم من أبناء السنة، وفي سوريا تحديدا فغالبية من قتلوا على يد الجماعات الإرهابية الوهابية هم من أهل السنة، وبهذا نستنتج بأن حربهم ليست باسم السنة على الشيعة بل هذا العنوان الطائفي هو لدغدغة الطائفيين، ومع الأسف الشديد أن النظام السعودي ربّى شعبه على الطائفية والمذهبية، بل رباهم على الكره والبغض، وكمثال على ذلك، فقطر تتبنى الفكر الوهابي، ولا أحد ينكر ذلك، ولكن الخلافات بين الدولتين وصلت لمستوى القذف والإهانة والإتهام، والسؤال هو، في حال حصول خلاف بين الحكومات أو الكيانات السياسية، ما دخل الشعب بذلك الأمر؟ ولكن في الخلاف القطري السعودي، أنهم حتى منعوا القطريين من العلاج في مستشفيات السعودية، وهذا الأمر لا يفعله حتى اليهود، ومثل هذه الأفعال لن تثار إلا من قبل الشعب السعودي الذي تربى على الكره والبغضاء للمسلمين والعرب، فكل الأطياف في العالم، سنة وشيعة ودروزا ومسيحا ويهودا وجميع الطوائف والمذاهب، يعدوا أعداء من وجهة نظر الشعب المسمى بالسعودي، ولو أرادوا أن يصادقوا أو يكرهوا شعبا عليهم أن يتبعوا الفتوى التي تتيح لهم حب وبغض الآخرين".
وأضاف أن "الوهابيين الذين هم من نفس مذهبهم لم يسلموا منهم فكيف لنا أن نتمنى أن يحبونا أو لا يكفرونا، وفي واقع الأمر أن الأمريكان وجدوا ضالتهم في الكيان السعودي والوهابي فلذلك هم يدعمونهم بقوة، لكن العجيب في الأمر هو تناقض التصريحات الأمريكية حيث أن ترامب وخلال حملته الانتخابية وفي أكثر من محفل بيّن أن السعودية هي راعية الإرهاب ويجب إيقافها، وقانون جاستا فصل خصيصا لهذا الأمر، لكن الآن قالها ترامب وبكل صراحة أننا نريد أن نحلب البقرة وما دامت البقرة حلوبة فنحن مستمرون في حلبها، وعندما ينتهي الحليب، فبالتأكيد أنه سوف يذبح هذه البقرة. السعودية اليوم وبسياستها الخاطئة جعلت نفسها في وضع حرج وهي مهددة بالذبح كالبقرة، ودخولها في صراع مع قطر سيسرع هذا الأمر... يريدون أن يقولوا أن الحرب سنية شيعية، ولكن هي ليست هكذا والدليل على ذلك هو الكثير من السنة في لبنان الموالون لإيران والكثير من الشيعة الموالون للسعودية، كثير من الشيعة حتى بعضهم معممين لكنهم ضد محور المقاومة، الأمريكان يريدون للحرب أن تكون سنية_شيعية، ليستمروا في نهب خيراتنا واستحلاب الدول الخليجية، وإن كانت الوهابية تدعي بأن حربها لحماية السنة فليذهب أبناؤها إلى البورما لينقذون المسلمين السنة الذين يُقتلون ظلما هناك، أو ليذهبوا إلى فلسطين التي معظم أهلها من أهل السنة، لكن ادعاءاتهم هذه كاذبة، فهم ليسوا بصدد حماية السنة أو المسلمين، بل هم جاؤوا ليقتلوا المسلمين باسم الإسلام، ولم يفعلوا ذلك إلا لحماية إسرائيل والأمريكان".
وأما حول هدم منطقة في العوامية وتشريد أهلها بيّن الشيخ حسن صالح أن "النظام السعودي يصنع لنفسه مخرجا كل ما وقع في مأزق ولكن مخرجه إلى مأزق آخر، ورغم تصوره بأنه ينقذ نفسه لكنه على خطأ، وكمثال على ذلك فسبب فشله الذريع في حربه على اليمن انعكس باستجواب من قبل أهالي الجنود السعوديين الذين يقاتلون على الحدود مع اليمن ويقتلون بالعشرات، حيث أن الإدارة السعودية إلى الآن لن تعطي دليلا مقنعا لاستمرار حربها على اليمن وهذا الأمر اصبح سؤالا ملحا من قبل عوائل القتلى من الجنود، فدخولهم إلى العوامية يأتي في سياق إبعاد الأنظار عن قضية اليمن وفشلهم فيها، كما ومنطقة العوامية معروفة على أنها معارضة للنظام السعودي منذ قيام هذا النظام، فأجدادنا رفضوا مبايعة آل سعود، بل أغلب أهالي القطيف لم يبايعوا عبد العزيز آل سعود، ومن هذا المنطلق نرى بأن هذه المنطقة المظلومة يُقتل شبابها وتهدم بيتوها لأكثر من شهر، وكل هذه الأعمال لأجل تخدير الشعب السعودي بسبب فشل آل سعود في اليمن".
وبشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في المملكة بيّن أن "الاقتصاد السعودي الآن يعتبر بمثابة النخلة التي أكلتها الديدان من الداخل ولكن تراها صلبة، وبمجرد أن تُلمس من قبل أي شخص سوف تقع، إذا استمر النظام السعودي على هذا النهج سنرى كيف ينهار خلال أشهر قليلة كما انهارت البرجان في أمريكا، فالاقتصاد السعودي مهشم وترامب أيضا بدوره لم يبق لهم شيء، وهكذا سيضطر النظام أن يسحب الأموال من الشعب، وإذا نرى اليوم الشعب ساكت، فلكونه لن يصل مرحلة الإفلاس، ومازال لديه بعض الأموال لكي يصرفه على نفسه، فلذلك أقول أن النظام يخلق الأزمات متعمدا لإلهاء الشعب، والعوامية من تلك الأزمات وإلا فلا يوجد نظام يحرق الناس احياءً، حرقهم ووقف على جثامينهم حتى تعطبت وبعد أن انتهى كل شيء اتصلوا بالاطفاء، وأقولها بصراحة أن هذا النظام يفعل امورا الآن هي أسوء من جرائم داعش، المنازل الذي تُحرق وتهدم في العوامية ليس لها علاقة بأي نشاط سياسي أو غيره، هم مجرد أناس مسالمين ولم يتدخلوا في أي شيء، أكثر من خمسين مركزا تجاريا حُرق في هذه الشهر، ناهيك عن المنازل والسيارات والممتلكات الخاصة، ولو دخلت الصحافة إلى العوامية بشكل حر سوف تقف مدهوشة وسيقولون ما هذا الخراب والدمار الذي أوجده النظام السعودي في هذه البقعة الصغيرة، حتى الصهاينة في جنين ولبنان لن يقوموا بمثل هذا الدمار، والأسوء من ذلك فاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في قتل وتشريد الأهالي، كالمدافع الصغيرة والأر بي جي التي تستخدم بشكل مباشر ضد الناس العزل، إضافة للعيارات النارية والمدافع التي لم تتوقف عن القصف ورمي الناس والعوائل في العوامية".
ومن جانب آخر فتطرق الشيخ للخلافات القطرية السعودية وقال بأن" النظام السعودي كان يتصور أن باستطاعته أن يغزو قطر خلال ساعات قليلة ويقلب النظام فيها، لذلك وضع التوقيت الثماني والأربعون ساعة والشروط التعجيزية لقطر وهو يعرف أنه ليس بإمكان قطر أن تجابه السعودية، الجبير بدوره أيضا ذهب إلى الدول الأروبية وأراد تحشيد الأروبيين ضد قطر لكنه تفاجئ بالرد الأروبي الذي كان مخالفا تماما لغزو قطر، وبعد ذلك اصبح النظام في موقف محرج جدا، حيث يعرف بأنه إذا دخل الحرب، سوف لن تقف قطر وحلفائها مكتوفة الأيدي، فهناك جنود أتراك بأتم استعداد للذهاب إلى قطر وهناك دعوة من باكستان أيضا لإرسال جنودها إلى قطر، واذا حصل هذا الأمر فكيف سيبررون لشعبهم دخولهم المأزق الجديد، وحقيقة أن ما يحصل بين قطر والسعودية شيء غريب، حيث أن السعودية أعطت اوامر بسجن وغرامة كل من يتعاطف مع قطر، يعني لو تعاطفت مع إسرائيل لن تكون هناك مشكلة لكن التعاطف مع قطر الدولة الجارة للسعودية سوف يسبب العقاب ".
وتابع أن "قطر بدورها ردت على نفس البنود بعشرة بنود وأكدت أن لحل المشكلة يجب أن تُنفذ بعض الأمور، فالآن الكرة في ملعب السعودية والسعودية تتمنى أن تتدخل في هذه القضية قوة اقليمية لتخرجها بماء الوجه، حيث السعودية تتمنى محاربة قطر لكنها لن تستطيع أن تقيم الحرب وهناك تعاطف دولي مع قطر، الأمراء السعوديون تصوروا أن قطر هي بمثابة اليمن وسوف يدخولنها ويغزونها خلال أيام وسوف لن تتدخل أي دولة في ذلك، لكن المصالح الغربية منعت تكرار سيناريو اليمن وهذا الأمر جعل السعودية تراجع حساباتها، هذه المصالح أيضا جعلت تصريحات الادارة الامريكية متخبطة حيث ترامب يتهم قطر ويدعم السعودية لكن الخارجية الأمريكية لها رأي اخر تجاه قطر، النظام السعودي الآن يبحث عن مخرج، وأظن بأن في الأيام القادمة سوف يختلق النظام ذريعة ما، أو يأتي بفتوى من المفتي بتحريم قطع العلاقات لمصلحة ما مثلا، توقعوا ذلك، أما الأمر الآخر هو أن قطر إلى الآن لن تستخدم إعلامها لضرب المملكة والإمارات، الجميع يعرفون الإمكانية الإعلامية القطرية المتمثلة بقناة الجزيرة، فلو فتحت النيران من قبل هذه القناة لتغير الوضع بالتأكيد، والجميع بات يعرف أن النظام السعودي هو وأدواته الإعلامية غير صادقين في نقل الأخبار، فلهذا أقول أن الحرب لن تقوم ولو قامت سيكون الخاسر الحقيقي لهذا الحرب هي السعودية ولا غيرها".
وأما بخصوص طلب السعودية بقطع علاقات قطر مع حماس وتصنيفها منظمة إرهابية من قبل المملكة، فنوه الشيخ حسن صالح إلى مقولة الكاتب السعودي منصور النقيدان الذي قال "الشعب السعودي يسهل استحماره" وبين أن"الشعب السعودي لا يرى أن الصهاينة هم اعداء الاسلام والمسلمين، فلذلك الآن الوقت بات جيدا ومتاحا لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، ومن هذا المنطلق تغيرت الموازين عند أمراء المملكة وجعلوا حماس على لائحة الإرهاب، ووجدوا المبرر لإقناع الناس بذلك، الا وهو التعاون مع إيران، ودعمهم من قبل إيران، فلو سألت أي مواطن سعودي عن حماس وعن ارتكابه عملياته الإرهابية سوف يصمت، ولن يكون له جواب مقنع بشأن إرهاب حماس، وبالمقابل يظن أن النظام السعودي رغم كل أفعاله هو أنزه نظام، فالشعب السعودي ومع الأسف الشديد لا يعرف ما يحصل، بل يتبعون مفتيهم وأمراءهم، وبالتأكيد لن يحصل هذا الأمر في ليلة وضحاها بل أن النظام السعودي يستخدم مستشارين صهاينة منذ قيامه، فهل يوجد لحد الآن تصريح سعودي واحد ضد الصهاينة؟ وما هي مصلحة النظام السعودي أن يجعل حزب الله وحماس ضمن قائمة الإرهاب؟ هذه الحركتين التي معروف عنهما محاربة إسرائيل، ولكن في واقع الأمر أحرجت حماس السعودية وكان على السعودية أما ان تختار دعم حماس أو تختار محاربة الصهاينة، فاختارت حليفتها إسرائيل، والجميع باتوا يتساءلون عن تحالف السعودية لمحاربة اليمنيين الأبرياء والمظلومين العزل، فلماذا لا تقيم هذا التحالف ضد إسرائيل؟ المفاهيم لم تتغير لكنها ظهرت للعلن، السعودية منذ البداية تأسست لحماية إسرائيل وتحت إشراف صهيوني".
وختم الشيخ حسن صالح الحوار قائلا أن "السعودية مازالت تفكر بنفس الفكر البدوي حيث أنها تريد شراء كل شيء، فهي ايضا ارادت أن تشتري حماس لكنها فشلت في ذلك، ولو انصاعت حماس لمملكة السعودية لأصبحت حمامة سلام ومنظمة تحارب المنظمات الإرهابية ... النظام السعودي لا يمثل السنة، فرغم ادعائه ذلك لكنه في واقع الأمر يمثل الفكر الوهابي الداعشي الطائفي، هم تلبسوا باسم السنة واشتروا الدول ذات النفوس الضعيفة بأموالهم، هناك كثير من العلماء خرجوا وقالوا بصراحة أن الفكر الوهابي لا ينتمي إلى السنة، وتكلموا وقالوا أن السعودية لا تمثل السنة، لكن تبقى الأموال السعودية مسيطرة على ضعاف النفوس، ونؤكد أن هذه الأموال سوف تنفذ قريبا وبعدها سوف نشهد تعميم الخير والأمان والسلام في كل مكان، ويصبح على إثر ذلك مصطلح الطائفية غير موجود من الأساس، سوف يعيشون السنة والشيعة مع بعضهم البعض بسلام آمنين".(۹۸۶۱/ع۹۱۲)