أكد الداعية الاسلامي الفلسطيني سماحة الشيخ عبدالله كتمتو في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول الاحداث الاخيرة في الاقصى على أن "جميع تحركات الصهاينة في الفترة الماضية كانت مدروسة ومنظمة وهم بكل هذه التحركات يريدون أن يقيسوا نبض الامة، وهل لا يزال نبض هذه الامة ينبض من أجل الاقصى؟، قبل أن تحصل هذه الاحداث وفي الاسابيع الماضية اعتدوا على المصلين وإعتدوا على خطيب الجمعة وعلى مفتي القدس".
وتابع أن " العالم الاسلامي والعربي بعيد عن قضايا هذه الامة، والصهاينة فهموا ذلك بشكل جيد، فلهذا باشروا بنصب البوابات اللكترونية والتي رفض الفلسطيني المسلم أن يدخل من خلال هذه البوابات الى القدس، هذا الامر دعاهم الى التعدي اكثر فأكثر على المقدسات، الصهاينة لو واجهوا موقفا عربيا قويا لما تجرئوا أن يفعلوا مثل هذه الافعال بالاقصى وشبابها ومقدساتها ونسائها واطفالها وشيوخها".
وحول تحويل جمعة الغضب الى إنتفاضة جديدة ضد الصهاينة بين أن "العدو الاسرائيلي اليوم يتوجس ويخاف من أن تخوض حركة جمعة الغضب إنطلاقة لإنتفاضة الأقصى وللمرة الثالثة، لكنهم يراهنون الان على الانظمة العربية التي للأسف اجرت بعض الاتفاقيات التطبيعة مع العدو الاسرائيلي ويراهنون على أن تقوم هذه الانظمة بقمع هكذا حركات داخل شعوبهم، لكنهم لو أحسوا أن الغضب سوف يذهب الى ابعد من ما هم يتصورون ربما يفعلون أمرا اخر، ولكن نتفائل بأنفسنا وبشبابنا، جمعة الغضب هي شرارة سوف تحرق كل هذه المخططات التي اتوا بها هؤلاء الظلمة وهؤلاء الكافرين على اديان السماء التاريخية".
واضاف أن "اليوم الشعوب العربية والاسلامية مطالبة بالإستمرار في اعلان غضبها اين ما تواجدت واين ما حلت، كونها يجب أن تفهم الاخرين أننا لن نراهن بعد اليوم على الانظمة التي تعاونت وتحالفت مع الكيان الصهيوني في المنطقة... يجب أن نفصل ما بين اهلنا في المملكة العربية السعودية وما بين المؤسسة الرئاسة من ال سعود، النظام السعودي ومنذ سنتين يعمل وبشكل مباشر وبدون اي حرج على انجاح وإبقاء المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة حيث أن النظام السعودي اصبح ادات من ادوات المشروع الاستكبار العالمي، بعض القيادات الدينية والسياسية العربية اجتمعت خلال المدة الماضية مع كثير من قيادات الصهاينة من اجل ابقائهم في السلطة ومن اجل مناصبهم وكراسيهم ومع شديد الاسف لن نراهم يوما ما من اجل التتصدي للصهاينة".
وقال أن "هذا الفكر والسياسة التي يتعاملون بها قد اصبحت سياسة مكشوفة من زمن طويل، وإن تكلموا عن القدس وعن القضية الفلسطينية فهم كاذبين وقصدهم وهدفهم من ذلك هو استغلال هذه القضية، الانظمة العربية العميلة في المنطقة تقوم بدور وظيفي معين من قبل البريطانيين للوصول الى ماربهم الخبيثة، فنحن لا نعول عليهم بل أكثر من ذلك نتوقع في الأيام القادمة قرارات أكثر سوداوية من قبلهم، على العالم الاسلامي اليوم أن يتحرك ولا يقول طالما هؤلاء الناس في منطقة يوجد فيها حرمين شريفين فهم مقدسون، هذا الكلام قضى عليه الدهر منذ زمن بعيد، المقدس هو الشخص الذي يحافظ على المقدسات بل ليس الذي يستغل المقدسات من اجل المؤامرة على المسلمين".
وحول وظيفة العلماء تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية ودور العلماء في ذلك الامر بين الشيخ عبدالله كتمتو أن "نحن نعلم أن فلسطين هي بعد عقائدي ولها بعد اسلامي وفلسطين هي ارض فتحت على ايدي المسلمين وهي ارض موقوفة اسلامية واليوم تقع على عاتق علماء المسلمين وظيفة ضخمة جدا، ليس على العالم الاسلامي أن يجلس في بيته ويتكلم بالحرام والحلال فقط بل مهمة العالم أن يخرج رأي عاما للجميع كي يوجه به الناس، لا تخلوا المنطقة بفضل الله تعالى من العلماء المتمسكين واصحاب الرأي، هؤلاء يجب عليهم أن يبينوا للناس مكانة القدس في التاريخ ومكانة القدس في الجغرافيا والانسانية، على مر التاريخ هي الوظيفة التي تستند على نص شرعي وعقائدي، فوظيفة العالم لا تتغير مع تغير السياسات وهذا المنطق القوة وجانب القوي في هذا الخطا، لذلك هذه الوظيفة ستبقى إنشاءالله تعالى على ألسنة الصالحين من العلماء والذين يريدون أن يبلغوا رسالات ربهم من دون تحريف، هؤلاء اليوم يرسمون طريقا عاما ويتحركون في هذا الموضوع".
وختاما بين أن "سمعنا عن إقامة صلوات جماعية في اكثر من منطقة في العالم تظامنا مع القدس الشريف ومع المصلين الذين هم في مقدمة خط الجهاد في سبيل الاسلام، لذلك رأينا في مارون الراس عدة علماء اجتمعوا من عدة مذاهب اسلامية وقاموا بصلوات جماعية ورأينا في سوريا كثيرا من خطباء سوريا تحدثوا عن مكانة القدس وواجب الامة تجاهها وكذلك عدة شخصيات اسلامية كلهم قاموا بوقفة شرعية من اجل القدس، لا يزال في كثير من علماء هذه الامة الكثير من الحب والولاء لدينهم وربهم وقضاياهم، هؤلاء هم الذين نعول عليهم ونعول ابدا على بعض الاصوات الشاذه التي تخرج من هنا وهناك ونقولها وبالحرف الواحد أن امثال هؤلاء الشواذ لا يمثولن الدين الاسلامي ولا شارعهم ولا يمثلون الذين يريدون أن يدافعون عن عقيدتهم بل هم يمثلون الحكام العملاء الذين جعلوا ايديهم في يد العدو الاسرائيلي".(9861/ع922/ك734)