تريدُ بعض الدول الغربية وصديقاتها العربية تشويه الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية، خوفاً و خشيةً، من تمدد إنساني واسع ينطلق من طهران، من الصومال إلى اليمن، ثم العراق وأفغانستان، واليمن و ميانمار وكل دولةٍ منكوبة أو فقيرة، تسارع الجمهورية الإسلامية في الأنتصارِ لها، لا تبالي بوضعها الأقتصادي المُتعب، فهي المعرضة لعقوبات طوال اربعةِ عقودٍ خلت، ترى إن التكافل بين الشعوب حالة إسلامية لا يمكن التعذّر أمامها، وهناكَ شواهد وأدلّة كثيرة عند المتتبع، فالشمس لا تُحجب بغربال.
فلسطين، خاصرة الإسلام التي تركها جلّ الدول الإسلامية، لا تزال تتنفس المساعدة الإيرانية منذ ثلاث عقود، وتستمر المساعدة الإيرانية في الصحّة والتربية والبناءِ وأحتياجات الشعب المتألم، الذي يصرخ تحتَ رصاص الكيان الغاصب وبمساندة دولية لمجازر كبرى في ارض القدس الشريف.
صوب الجارة أفغانستان، رعت الجمهورية اللاجئين وأهتمت بإيصال المساعدات الأنسانية لشعب صديق، فالأنسانية لا يمكن ان يوقفها شيء، والشعوب تعاني فعلاً من الدكتاتوريات العالمية التي تخترع الحروب، غير مبالية لأحتياجات الشعوب وطموحاتهم في إيجاد عيش كريم.
ثم العراقِ ولبنان، لا تفرقّ الجمهورية بين إنسانٍ وآخر على حساب المعتقد او الطائفة واللون واللغة، قدمت المساعدات ودعت الحكومات للمساعدة في اعادة إعمار المدن التي دمرها الإرهاب، كما في اليمن والعدوان السعودي المريض، الذي حولّ اليمن السعيد إلى تعيسٍ بفعل الكوليرا والقصف والتجويع، في واحدة من أكبر الجرائم ضد الأنسانية.
ميانمار هي الأخرى التي تسلمت قوافل المساعدات الإيرانية، الطائرات تهبط مثل النسمات لتخفف الام الروهينجا المضطهدة، وسط صمت للضمير العالمي، وتحت انظار التأريخ الذي سيسجل هذا الهروب عن المواجهة.
هذا هو الوجه الحقيقي لإيران، ليحذر منه كل مريدي الحروب وقنوات التظليل والتزوير والتزييف، لن يجدوا شيئاً في قلوب الشعب الإيراني غير الرحمة، لماذا إذن يحاولون مواجهة السلام دائماً والضحك بوجه الدول التي ترعى قتلته!
الكاتب: مالك عساف
(۹۸۶/ع۹۴۰)