رسا/ الرأی- لا یجادل أحد حول أهمیة الاستحقاق الانتخابی الذی تعیشه إیران الیوم، فالمنطقة تعیش تحت ضغط اقتراب لحظة الانفجار الکبیر، وکل المعطیات العسکریة والسیاسیة تکتسب قیمة علیا، ومنها انتخابات إیران الیوم؛ لأنها قد تعجل بالانفجار أو تلغیه من لائحة الاحتمالات المفتوحة على المنطقة.

تشهد إیران فی هده الساعات یوما استثنائیا، إنه یوم انتخابات مجلس الشورى الإسامی فی دورته التاسعة، بهذه الانتخابات تکون إیران قد رسخت تجربتها الدیمقراطیة الفریدة والمتمیزة.
تجربة إیران جدیرة بالقراءة والتأمل، فمنذ انتصار ثورتها المجیدة نجحت إیران فی جعلت الإرادة الشعبیة قاعدة وأساس فی بناء نموذجها الاسلامی المتمیز، وذلک منذ لحظة الاستفتاء على هویة النظام السیاسی الذی یحل محل النظام الشاهنشاهی البائد.
ودعوة التأمل فی هذا التجلی المبهر للارادة الشعبیة موجه بالأساس لاولئک الذین فهموا مبدأ ولایة الفقیه على طریقتهم الخاصة، وانطلقوا من تمثل خاطئ ومن کسل فی سبر واستکشاف النموذج الدیمقراطی الایرانی لیعلنوا بعضا من أحکامهم وتوصیفاتهم الخاطئة.
هی دعوة یحفز علیها، فضلا عن موجباتها السیاسیة؛ ما حققه النظام الإسلامی من تراکم وانجازات على کل صعید، فإیران الیوم؛ وبرغم الحصار الجائر؛ تعتبر نموذجا صاعدا على صعید التنمیة والتطور الإقتصادی على قاعدة تحریر القرار السیاسی والاقتصادی من ای ارتهان او تبعیة للمحاور الدولیة الکبرى.
فی التجربة الإیرانیة یشکل الحضور الجماهیری عنصر قوة فی حیویة الحیاة السیاسیة وتجددها، وهی التی تتبلور رؤىً ومشاریعَ متنوعة ومختلفة ضمن هامش عریض من الحریة والممارسة الدیمقراطیة النزیهة، لا یخدش فیها الالتزام المبدئی باحترام هویة النظام وثوابت ثورته الإسلامیة..فلا ممارسة سیاسیة ممکنة وخلاقة بلا قید الضابط والثابت فی هذا النظام السیاسی أو ذاک.
وللتاریخ فقد عمل النظام السیاسی على تنمیة هذه الإرادة الشعبیة وتزخیمها لیس لإسناد شرعیته السیاسیة فقط، بل ولتحویلها إلى فاعل جوهری فی توفیر قوة الدفع التی یحتاجها المشروع الاسلامی على واجهة مختلف التحدیات السیاسیة والإقتصادیة والثقافیة وغیرها، وعلى صعید آخر الانتقال بها إلى رقیب على ممارسة السلطة التشریعیة والتنفیذیة.
وعلى خلاف التنمیط السیاسی فی بعض التجارب الدیمقراطیة، أو الاحتکار السیاسی التداولی بین قطبین کبیرین..تنفتح الحیاة السیاسیة الإیرانیة على أنماط متعددة من الترشیح، تستوعب کل الإرادات المتکتلة او المستقلة..وتتیح لها فرصة المشارکة السیاسیة باختبار صلاحیة برامجها واقتراحتها على التصویت الحر والنزیه، والذی لا یتسلل إلیه المال السیاسی لیقایضه على دوره الأصیل فی الاختیار الحر وفی منح الصوت للأصلح وصولا إلى المؤسسة الأصلح والأنفع للناس وللوطن وتطلعاته.
لقد أدرک أعداء إیران أن الاستحقاقات الإنتخابیة هی فرصة لقیاس حجم الولاء الشعبی للنظام الإسلامی السیاسی ولقیادته الدینیة والسیاسیة، وکانوا؛ وبعد کل الامکانات التی یستثمرونها فی الحرب الثقافیة على إیران؛ ینتظرون لحظة الاستحقاق الانتخابی عساهم یلتقطون إشارة الفتور أو العیاء من الجمهور الإیرانی لینتقلوا إلى مراحل متقدمة من خطط الهجوم على إیران..إلا أنهم کانوا ومع کل استحاق انتخابی، ومع حلول کل ذکرى لانتصار الثورة الإسلامیة یصابون بالخیبة والإحباط من الزخم والحضور الجماهیری الکبیر، الذی یرتفع إلى نسب لا یحلمون بها هم مع زعمهم أنهم أصحاب تجارب دیمقراطیة عریقة.
هذه الانتخابات حساسة وتجرى فی ظرف سیاسی ترتفع فیه لغة الحرب والعدوان على إیران لإصرارها على حقها فی امتلاک برنامج نووی سلمی، وهو الامر الذی لا یروق للقوى الاستکباریة..الغرب ومعه (إسرائیل) یعیشون حالة من التخبط فی الحسابات السیاسیة والعسکریة لما یسمى بالضربة العسکریة لإیران..وهم حاولوا فی السابق وبامکانات هائلة خلق ثغرة فی الواقع السیاسی الإیرانی، لیکون مدخلا لتصفیة الحساب مع إیران من دون کلفة عالیة. وقد فشلت مساعیهم بحکم حزم القیادة السیاسیة وبفعل یقظة الشعب الإیرانی وبصیرته.
أهمیة الانتخابات التشریعیة نابعة أیضا من كونها تأتی فی سیاق ما یسمى بالربیع العربی، لتجذب إیران الانتباه إلى تجربتها السباقة فی أحترام الإرادة الشعبیة وفی بناء مؤسسات ذات مصداقیة عالیة..رسالة إیران لشعوب المنطقة، أن ما تراكم وعلى مدى ثلاثة عقود من تجربة رائدة لن تضن إیران بدروسها ومعطیاتها على الجوار العربی الشقیق الطامح لبناء مؤسساته الدستوریة على أنقاض تركة الإستبداد.
الآن یترقب الاستکبار نتائج انتخابات مجلس الشورى الإسلامی، لیرى -هذه المرة- مفاعیل عقوباته الإقتصادیة على إیران، ویمنی النفس بإقبال محدود، تکون دلالته قابلة للصرف السیاسی وحتى العسکری فی تعامله مع إیران. من هنا کانت تأکیدات قائد الثورة الإسلامیة فی إیران على أهمیة المشارکة الواسعة وعلى توجیه صفعة قویة للاستکبار.
لا نشک فی أن الشعب الإیرانی أضحى مدرکا لهذه الأبعاد السیاسیة والاستراتجیة التی تعبر عنها نسبة التصویت فی کل استحقاق انتخابی، ولا شک لدینا أن الشعب الإیرانی سیقول کلمته التی تصل بالعدو المتربص الى الخیبة والى الخزی کما صوره القرآن الکریم فی قصة نبی الله إبراهیم(ع) "..فبهت الذی کفر".
الآن یترقب الاستکبار نتائج انتخابات مجلس الشورى الإسلامی، لیرى -هذه المرة- مفاعیل عقوباته الإقتصادیة على إیران، ویمنی النفس بإقبال محدود، تکون دلالته قابلة للصرف السیاسی وحتى العسکری فی تعامله مع إیران. من هنا کانت تأکیدات قائد الثورة الإسلامیة فی إیران على أهمیة المشارکة الواسعة وعلى توجیه صفعة قویة للاستکبار.
لا نشک فی أن الشعب الإیرانی أضحى مدرکا لهذه الأبعاد السیاسیة والاستراتجیة التی تعبر عنها نسبة التصویت فی کل استحقاق انتخابی، ولا شک لدینا أن الشعب الإیرانی سیقول کلمته التی تصل بالعدو المتربص الى الخیبة والى الخزی کما صوره القرآن الکریم فی قصة نبی الله إبراهیم(ع) "..فبهت الذی کفر".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.