أكد إمام ورئيس المركز الاسلامي في واشنطن الشيخ محمد العاصي في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول اوضاع المنطقة والتجاذبات الحاصلة فيها على أن "الفترة الزمنية التي نعيشها الان هي فترة فاصلة بين قوة الاستكبار المتمحورة حول الصهيونية والامبريالية من ناحية والقوة الاسلامية والمعادية للصهيونية والامبريالية من جهة اخرى".
وتابع أن "الفصل التاريخي الذي نعيشه اليوم في منطقتنا هذه، كاد لا يمكن الوصول اليه لو لا الجمهورية الاسلامية في ايران والثورة المباركة فيها، الثورة والدولة الاسلامية في ايران هي المحور الرئيسي الذي يتصدى لقوة الاستكبار وقوى الهيمنة، واليوم بفضل كل هذه الامور استطاع محور الاسلام أن يقطع مسافة اكبر بكثير من ما كنا نتوقعه، النصر الذي تحقق في الاشهر والسنوات الماضية بالانتصار على القوة التكفيرية المدعومة من الرجعية السعودية ومعها طبعا الصهيونية والامبريالية جاء ليؤكد مرة اخرى أن الاسلام والمتمسكين بالاسلام المحمدي الاصيل هم المنتصرون بإذن الله تعالى".
وبين الشيخ العاصي أنه "يجب أن نؤكد مرة اخرى أن مركز هذه الانتصارت هي الجمهورية الاسلامية وبسبب ذلك تكالبت كل جهود الاعداء لتحجيم دور الجمهورية الاسلامية ولتقليم ايديها في المنطقة كي يعيثوا فسادا كيف ما يشائون، لا نكن مغفلين ولا نفكر أن بإنصاراتنا الاخيرة قد إنتهى كل شيء، لا نفكر أن بعد انصاراتنا في سوريا والعراق وهزائم ثلة من العملاء التابعين للسعودية والصهاينة قد أنهينا المؤوامرة التي تحاك ضدنا، وهذا ايضا لا يعني أنهم اعتبروا هذه هزيمة نهائية لهم وسوف لن يعيدوا الكرة مرة اخرى، هم الان في طور اعداد العدة مرة اخرى لفصل جديد من المؤمرات والتدمير والخراب، ولو لم نكن واعين جيدا ستكون هناك معارك اخرى وستكون أقوى من السابق".
وأضاف أن "ممكن أن نقول أن التكفيريين هزموا عسكريا لكن مادتهم التكفيرية وعوامل العقدية التي نشؤا وترعرعوا عليها مازالت باقية وموجودة ولم تختفي ولا تندثر ولهم معاهدهم ولهم مؤسساتهم المادية ومازالت الدول الداعمة لهم ماديا ومعنويا موجودة وتصرف الاموال وتهيئ الاجواء لهم".
وحول اختلاق الازمات من قبل الدول الاستكبارية الداعمة للتكفيرين بعد هزيمتهم في العراق وسوريا قال الشيخ محمد العاصي أن "ازمة كردستان وقضية سجن رئيس الوزراء اللبناني هي جزء بسيط من محاولات هذه الدول لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتأتي خلق هذه الازمات اكمالا للخطة الدول الاستكبارية لتدمير منطقتنا ولتهديم البنة التحتية وبعد ذلك لإنهاء الاسلام أو تحويره الى اسلام امريكي أو بريطاني أو صهيوني مطبعا وخدوما لمشاريعهم".
وأكد إمام المركز الاسلامي في واشنطن على أن "العب على الوتر الطائفية والقومية والمذهبية خلال العشر سنوات الاخيرة في المنطقة هي احدى ادوات هذه الدول للوصول لمآربهم، ركزوا على هذا الامر ومع شديد الاسف وبسبب الخونة والعملاء استطاعوا أن ينجحوا في جر الشعوب العربية والاسلامية الى النزاعات الطائفية، العالم الاسلامي اليوم اوعى من اي وقت مضى وبعد اليوم لن يستطيعوا أن يلعبوا على قضية السني أو الشيعي، امثال هذه الاوراق احترقت في سوريا والعراق ولبنان، في الواقع اليوم وبعد الفشل في الموقف الطائفي والمذهبي بدأوا يحاولون اللعب على الوتر القومي وتم ذلك بتحريك الاكراد ضد العرب أو عكس ذلك".
وختم الشيخ العاصي كلامه قائلا أن "جميع محاولات القوى الاستكبارية باللعب على الوتر الكردي والقومي تأتي لضرب وحدة المسلمين وفي اعتقادي أن محاولة اقامة دولة كردستان أو استقلال الاكراد في سوريا ليست ألا محاولة لخلق مركزا وقاعدة اخرى مثل الكيان الصهيوني الغاصب وسط الدول الاسلامية لضرب وحدة المسلمين ولإختلاق مشكلة جديدة وصراع جديد". (۹۸۶۱/ع۹۱۴)