14 July 2020 - 17:13
رمز الخبر: 456513
پ
سامر حاج علي؛
سننتصر، كما انتصرنا في تموز، سننتصر الآن.. هذا وعد سيد المقاومة.
مخطئ من ظن يوماً أن المواجهة بين المقاومة الإسلامية وكيان الإحتلال محاطة بزمن ما أو ميدان محدد، فهي وإن كانت ببعدها العسكري تتخذ من حافة الحدود الجنوبية في لبنان محوراً إلا أنها في حقيقة الأمر حرب متشعبة تتعدى حدود الإشتباك العسكري المباشر إلى الأمن والسياسة والثقافة.. والإقتصاد، وأبعد من ذلك كله !!
وإلى ميدان الإقتصاد وُجهت بصائر المتابعين والمحللين خلال الأسابيع الأخيرة، مع ارتفاع منسوب الضغوطات الأمريكية على لبنان بُغية إضعاف حزب الله وتقليب بيئته عليه وإخراجه من التموضعات التي تشكل خطراً على أمن "اسرائيل" الوجودي وهذا كله لم يعد ملموساً في فلتات ألسن المسؤولين الغربيين أو المحليين فحسب، بل موثّق في خطابات مجموعة من موظفي إدارة الرئيس الأمريكي مع اختلاف المواقع أو المسمّيات الوظيفية والتي لم يكن من أطلقها يدرك أنه قدّم خدمة كبرى لمجتمع المقاومة في لبنان والذي اندفع كما في كل معركة، ليتجاوب مع دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لإطلاق مرحلة الجهاد الزراعي والصناعي والتي ستُخرج هذا الشعب من حلقة الخضوع للغرب ومصنوعاته الغذائية وتحرره من هيمنة سقط في شراكها لسنوات طويلة نتيجة لسياسات إقتصادية جعلت من المواطن اللبناني مستهلكاً حتى الثمالة. مواطن لا بد يسأل نفسه الآن عن الصدفة التي دفعت سماحة الأمين العام لأن يطلق المرحلة الحالية من المواجهة في شهر لا زالت تُسمع فيه أصوات دحرجة مشروع الشرق أوسط الجديد عند أطراف عيتا الشعب وفي أزقة مارون الراس "الكماشة" التي أحكمت الإطباق على كل أساطير التفوق والسيطرة لوحدات جيش كان قبل ولادة المقاومة الإسلامية أداة ناجحة ولا يمكن مقاومتها لتنفيذ مشاريع الهيمنة والإحتلال..
ومن يوميات تموز الألفين وستة يستمد مجتمع المقاومة اليوم عزيمة خوض معركة الإنتاج والإعتماد على الذات من خلال الزراعة والصناعة وكل نشاط يفعّل من انتاجيته مهما كان شكله أو إسمه وأينما كان عنوانه. فأسواق المزارع التي تنظمها جمعية الشجرة الطيبة والتي انطلقت قبيل أسابيع لإفساح المجال أمام المزارعين والمنتجين لبيع منتوجاتهم وزيادة انتاجهم واحدة من أشكال هذه الحرب، وفيها التقى موقع "العهد" الإخباري بالوزير السابق محمد فنيش والذي كان يتابع عن كثب أيام تموز كل أشكال المواجهة السياسية مع دول وعواصم حاولت حتى الساعات الأخيرة من مسلسل هزيمة مشروع إراحة اسرائيل أن تكسر إرادة المقاومة وشعبها، فكُسرت مخططاتهم بفعل الصمود الأسطوري لهما.
وفي معرض الحديث عن المرحلة وضروراتها وما تشابه بينها وبين تموز الألفين وستة، يرى الوزير فنيش أن المعادلة لم تتغير فالعدو الإسرائيلي لا زال يتربص بنا وينتظر الفرصة للنفاذ الى تهديد وجودنا ومصيرنا وثرواتنا وامننا الذي لا يتجزأ بالنسبة للمقاومة، التي تعتبر أن الأمن الغذائي مكمّل للأمن الوطني لجهة دفع مخططات الاعداء والدفاع عن قرارنا المستقل الحر وعن ثرواتنا.

الجهاد الاقتصادی
يجول فنيش بين زوايا المعروضات هنا كما في كل سوق مشابه، ليعبّر عن إعجابه الذي لم يتغير يوماً بشعب المقاومة الذي يملك ـ وفق تعبيره ـ ميزة التحديات التي تصقل مواهبه وتبرز قدراته وتمنحه الإرادة على فرض الأمور التي يريدها، فيوجه من خلال ذلك رسالة تحدي لكل من يحاول إضعافه بأنه أقدر اليوم على تجاوز مخططات تجويعه وإسقاط مناعته فيكسر الحصار المفروض عليه. وفي هذا السياق يتحدث فنيش عن المرحلة المقبلة وما ستحمله من خطوات على طريق الحرب الجديدة التي أعلنها السيد نصر الله فيؤكد أن الحزب وبأي موقع كان لن يألوا جهداً للوصول الى حلول تواكب تطلعات الناس والاعتماد قدر المستطاع على الامكانيات والقدرات الذاتية.
ويشير إلى أن هذه المعارض وهذا السوق بالتحديد يكشف صحة ما دعى إليه سماحة الأمين العام بما يتعلق بالجهاد الزراعي والصناعي فمن خلال الانتاج الموجود هنا ندرك ان هناك امكانية كبرى لإنتاج ما يلبي حاجة الإستهلاك ويحقق الغاية المنشودة كتأمين فرص عمل وزيادة مداخيل الناس وتقليص الميزان التجاري وتنمية الصادرات والاستغناء بقدر ما عن الحاجة لاستيراد مواد نستطيع انتاجها، فنحن لدينا منتوجات زراعية تحقق الامن الغذائي والسلة الغذائية من الحبوب والاجبان والالبان والمربيات والحاجات المنزلية الأخرى وكل هذا وبحسب فنيش يؤكد أن السياسات الاقتصادية القديمة التي اعتبرت ان قطاعات الزراعة والصناعة ليست منتجة ويمكن الاستغناء عنها ـ من خلال الوصول إليها عبر الاستيراد وفتح الاسواق ـ كانت خاطئة وقد أوصلت البلاد إلى كارثة.
وفي حين لا يختلف أحد في أن ما نعيشه اليوم شبيه لما كنا نعيشه من حصار بالنار في السابق يوم تقدمت ثلة من أبناء هذه البلاد لتتصدى لأي توغل اسرائيلي نحو الأراضي بهدف إعادة فرض واقع جديد، يدعو الوزير السابق محمد فنيش إلى إعادة النظر على المستوى الوطني بالسياسات الاقتصادية، وإلى اعتماد سياسة وطنية تقوم على الإقتصاد المنتج بدلاً من الإكتفاء الريعي لتعم الفائدة ونخرج من الأزمة التي نعيشها.
ومع فنيش يحدثنا مدير مؤسسة جهاد البناء في الجنوب المهندس قاسم حسن، فيعرض بعضاً مما في جعبة المقاومة للمرحلة القادمة، بتفاؤل كبير يدعو الناس إلى العمل والإنتاج والكف عن الإستهلاك، يختصر كثيراً في كلامه ليعلن بكل ثقة: "سننتصر، كما انتصرنا في تموز، سننتصر الآن.. هذا وعد سيد المقاومة!!".
 
المصدر: العهد الاخباري
 
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.