رسا/الرأی- فی موقف یعبّرعن التخبط والازدواجیة والیأس، دعا العاهل السعودی لحملة تبرع نصرة للشعب السوری..فلتتبرع السعودیة الیوم لشعب أسهمت بشکل فعال فی تقتیله وخراب مدنه ومؤسساته، لکن ساعة الاستحقاق قادمة لا محالة.. وهاهی تباشیر هزیمة الحملة الدولیة على سوریا تلوح فی الأفق، وستکون السعودیة وقطر أمام الإستحقاق الأکبر.

دعا الملک السعودی "عبد الله بن عبد العزیز آل سعود" الیوم الأحد بالبدء بحملة وطنیة لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوری، اعتبارًا من یوم غد الاثنین.
من جهتها أهابت الداخلیة السعودیة، وفقاً لوکالة الأنباء السعودیة، بجمیع أبناء المملکة المسارعة فی المساهمة فی تلک الحملة، التی ستنطلق فی جمیع مناطق المملکة.
هذا الخبر یکشف عن حجم التضلیل والخداع الذی تمارسه السلطات السعودیة، فهی من جهة تحاول جر المجتمع السعودی إلى جهد إنسانی لصالح الشعب السوری لإظهار البعد الإنسانی فی قضیة الشعب السوری، ومن جهة أخرى، فهی تحاول تبییض دورها القذر فی ما آلت إلیه الأوضاع فی سوریا.
العالم کلّه یعرف الدور السعودی المتآمر على سوریا وعلى شعب سوریا، فالسعودیة هی التی موّلت ولا زالت تموّل الإرهاب الذی یضرب سوریا، وسلّحت ولازالت تسلح المجامیع الإرهابیة التی تتدفق من کلّ مکان على ترکیا ولبنان لتمارس القتل والتخریب ولتقترف المجازر على أسس طائفیة ومذهبیة.
وعندما نقول السعودیة فنحن نلمح إلى دور بالوکالة لمصلحة أمریکا و(إسرائیل)، دور یتکامل فیه التمویل مع التسلیح مع العمل الاستخباراتی مع الحرب الإعلامیة الممنهجة مع الأحقاد الطائفیة، کل ذلک لمعاقبة سوریا عن دورها فی دعم المقاومة، والإنتقام منها لإسهامها الفعّال فی الانتصار العظیم الذی حققه حزب الله فی تموز 2006.
عندما ترمی السعودیة بکل ثقلها المالی والسیاسی والطائفی فی معرکة إسقاط النظام فی سوریا، فلنا أن نتصور حجم المحرمات التی تسقط فی هذا السبیل وحجم التحویر للصراع الذی أسست له السعودیة فی المنطقة.
السعودیة متورطة فی الدم السوری المراق على خارطة الوطن المقاوم، بل هی متورطة؛ ومن خلال العمیل المتصهین بندر بن سلطان الذی تم ترفیعه أخیرا إلى منصب رئیس الاستخبارات السعودیة؛ فی اغتیال القادة السوریین فی مبنى الأمن القومی السوری، بحسب العدید من التقاریر.
فالسعودیة کانت من أشد المعارضین لأی حوار داخلی بین السلطة والمعارضة، بل هی شرطت دعمها المالی للمرتزقة ممن یسمون أنفسهم بمعارضة الخارج، بإعلان الرفض الحاسم للحوار مع السلطة ولکل مخرج سیاسی للأزمة.
ومن المفارقات أن السعودیة التی تدعو الآن إلى حملة تبرعات للشعب السوری الأبی هی من منعت وحظرت جمع التبرعات للفلسطنیین المحاصرین والمجوّعین فی قطاع غزة. وهذا ما أشار إلیه سماحة السید حسن نصر الله فی خطابه الأخیر حین قال:" عندما کانت الأنظمة العربیة تمنع الخبز والمال وجمع التبرعات لغزة کانت سوریة تُرسل السلاح مع الطعام الى غزة وخاطرت من أجل ذلک.." .
وتبقى إشارة دالة فی هذه الحرکة البئیسة للسعودیة وهی أنه یمکن قراءة حملة التبرعات هذه فضلا عن جانبها المخادع والتضلیلی، على أنها إقرار بفشل خطط التآمر على سوریا وانهزام أمام صلابة الموقف السوری وتماسک الجبهة الداخلیة شعبیا وعسکریا.
بقی سؤال هو برسم الثوریین الحالمین بسقوط النظام السوری ونجاح ما یسمى ب(الثورة السوریة).. کیف حال ثوریتکم وأنتم فی نفس المرکب مع السعودیة الداعمة وقطر وترکیا وأمریکا و(إسرائیل)؟
وسؤال أخیر لکل مواطن حجازی..لقد موّل نظامکم حربا عظمى على سوریا، وفتح خزائن أموالکم أمام القتلة والإرهابیین من کل الآفاق، کلّ ذلک لمصلحة (إسرائیل)، ولم ینجح أمام الصمود السوری الأسطوری..فما الذی یریده النظام من حملته هذه ذات الأبعاد الإنسانیة الزائفة والکاذبة؟
لقد کنّا وإیاکم شهودا على مآساة الشعب الفلسطینی المحاصر فی قطاع غزة..فکیف کانت المواقف السیاسیة.. وأین کان کان هذا الکرم الزائف؟
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.