02 February 2014 - 23:31
رمز الخبر: 7023
پ
رسا- ﻓﻲ ذﻛﺮى ﻋﺸﺮة اﻟﻔﺠﺮ اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ ﻋﺸﯿﺔ اﻟﻌﯿﺪ الخامس واﻟﺜﻼﺛﯿﻦ ﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، نتناول فی هذا المقال جدل الإرادة والنهضة فی تجربة الثورة الإسلامیة. بقلم عبد الرحیم التهامی
.

 

من ممیزات تجربة الثورة الإسلامیة فی إیران، هی أن اﻟﺜﻮرة أطﻠﻘﺖ إرادة اﻟﺸﻌﺐ وﺣﺮرﺗﮫﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻘﯿﻮد اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﯿﺪھﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺸﺎه اﻟﻤﻘﺒﻮر، ﺑﻞ وأرﺳﺖ ﻧﻈﺎﻣﮫﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ھﺬه اﻹرادة اﻟﺤﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻤﮫﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ،ﻓﻘﯿﻤﺔ ﺑﻞ وﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ أی ﻧﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﺪى ﺗﺠﺴﯿﺪه ﻟﻺرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ وﺗﺸﺮﻳﻜﻪ ﻟﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺼﯿﺮﻳﺔ؛ ﺑﻞ وأﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮه ﻣﻦ أطﺮ وﻣﺠﺎﻻت ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ھﺬه اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ وﺗﻈﮫﯿﺮ إﺑﺪاﻋﺎﺗﮫﺎ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺑﺪاع اﻟﺤﻀﺎری. وھﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻔﺰت ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﺪاء ﻓﻲ اﻟﻤﺤﯿﻂ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ اﺗﺠﺎه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ إﻳﺮان، اﻟﻤﺤﯿﻂ اﻟﺬی ﻻ اﻋﺘﺮاف ﻓﯿﻪ ﻟﺸﻲء اﺳﻤﻪ إرادة اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺣﺘﺮاﻣﮫﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ.
إن اﻟﻨﮫﻀﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان اﻹﺳﻼم، ﺗﺆﻛﺪ ﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻨﺨﺒﮫﺎ أن ﻣﺠﺎل اﻟﻨﮫﻀﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪواﺋﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ، وأن ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺗﺤﺮﻳﺮا ﺟﺪﻳﺎ ﻟﻺرادة
اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻤﺼﺎدرة واﻟﺘﺤﺠﯿﻢ، وﺑﺘﻌﺒﯿﺮ أوﺿﺢ ﻓﺈن ﻣﺂﻻت اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺮﺗﮫﻨﺔ ﺑﺈﻋﺎدة ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻧﻤﻂ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺎب ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ .
ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻧﯿﻦ وﺳﺆال اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻳـُﺴﺘﮫﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ، وﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن ﺧﻼﺻﺎت ﻓﻜﺮ اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﻄﺎت ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ ﺧﺎرطﺔ طﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﮫﻀﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة ﻣﻦ ﻣﺪاﺧﻞ اﻹﺻﻼح اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ أﻣﺘﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﯿﺪ ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه، إﻻ أن ھﺬه اﻟﺨﻼﺻﺎت ﻟﻢ ﺗﺠﺪ اﻷداة اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ﻟﺘﺤﻮﻳﻠﮫﺎ إﻟﻰ برامج ﺗﻌﺒﺄ ﻋﻠﯿﮫﺎ اﻷﻣﺔ، ﻓﻜﺎن أن ظﻠﺖ ھﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺣﺒﯿﺴﺔ أﺣﻼم اﻟﻨﮫﻀﺔ وﻣﺸﺎرﻳﻌﮫﺎ اﻟﺘﻲ وﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻷﺳﺒﺎب ﻟﻦ ﻧﺨﻮض ﻓﯿﮫﺎ ھﻨﺎ، ﺑﻞ إن ﺳﺆال اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻧﻔﺴﻪ تراجع ﻋﻨﺪﻣﺎ ھﺮول اﻟﺴﺎدات إﻟﻰ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﯿﺪ مفتتحا سیاقا عربیا أطاح بکل أهداف النهضة والوحدة والتحریر.
وﻣﻊ اﻧﺒﺜﺎق ﻓﺠﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺤﺮر ﺳﺆال اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻣﻦ أطﺮه اﻟﺘﻨﻈﯿﺮﻳﺔ اﻻﻓﺘﺮاﺿﯿﺔ، وﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻼدﻳﻨﯿﺔ ﻋﻠﯿﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﯿﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، واﻧﺴﻠﻚ ﻓﻲ ﺻﯿﺮورة ﺟﺪﻳﺪة ﻗﻮاﻣﮫﺎ اﻟﺘﺤﺪی واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ، ودﺧﻠﺖ ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﻨﮫﻀﺔ ﻷول ﻣﺮة اﻣﺘﺤﺎﻧﮫﺎ اﻟﺠﺪی ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﺪل اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻮاﻗﻊ، ﺑﻘﯿﺎدة رﺷﯿﺪة وﻣﻊ ﻏﯿﺮ ﻗﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻷطﺮ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب "اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ" ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ(ﻗﺪه)، وأﻓﻜﺎر ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﮫﯿﺪ اﻟﺼﺪر واﻟﺸﮫﯿﺪ ﻣﻄﮫﺮی واﻟﺸﮫﯿﺪ ﺑﮫﺸﺘﻲ.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ وھﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﻌﻮاﺻﻒ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺘﺎح ﻣﺴﺎﻟﻚ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﮫﺎ أﻣﺎم اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺳﻮاء ﺻﻌﯿﺪ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺬاﺗﻲ أی ﺑﻨﺎء اﻟﻨﻤﻮذج اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ..، أو ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻻﺧﺘﯿﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ أﻣﺎم ﻛﻞ اﻟﻤﺆاﻣﺮات واﻟﻀﻐﻮطﺎت، أو ﺑﺎﻟﺼﺮاع وإداﻣﺔ اﻟﺼﺮاع ﻣﻊ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﻤﺘﺮﺑﺼﺔ ﺷﺮا ﺑﻤﺴﯿﺮة ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻮاﻗﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻹﻧﻌﺘﺎق.
ﻟﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ ھﺬه أھﻢ اﻟﺴﯿﺎﻗﺎت اﻟﺘﺄھﯿﻠﯿﺔ ﻹرادة اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﺗﻠﻚ اﻹرادة اﻟﺘﻲ ﺧﺎطﺒﮫﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ(ﻗﺪه) ﺑﺨﻄﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﺑـ" ﺑﮫﺸﺖ زھﺮاء" وھﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ؛ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ "إﻧﻲ ﺳﺄﻋﯿﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪة ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ" أو وھﻮ ﻳﺮﻋﺎھﺎ وﻳﺤﺘﺮﻣﮫﺎ وﻳﺼﻌﺪ ﺑﮫﺎ إﻟﻰ اﻵﻓﺎق اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ، أو وھﻮ ﻳﻮصی بها خیرا ﻓﻲ وﺻﯿﺘﻪ الأخلاقیةواﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
ولاشک فی أن التوجهات العلمیة للجمهوریة الإسلامیة دﺷنت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، ﻋﻨﻮاﻧﮫﺎ اﻷﺑﺮز اﻻﻗﺘﺪار اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ وإﺟﮫﺎض اﻟﺤﺼﺎر اﻟﻤﻔﺮوض. وﻛﺎن رھﺎن اﻟﺜﻮرة ﺣﻜﯿﻤﺎ ﺣﯿﻦ راھﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ وﺧﺼﺼﺖ ﻣﻮازﻧﺎت ھﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ، وﺣﻮﻟﺖ ھﺬا اﻟﺮھﺎن اﻟﻌﻠﻤﻲ إﻟﻰ ﻗﻀﯿﺔ وطﻨﯿﺔ، اﻧﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﺑﻤﻮﺟﺒﮫﺎ أﻣﺎم ﻛﻞ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻮطﻨﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ، وأﺳﮫﻤﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﻛﻞ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮاطﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷدﻣﻐﺔ اﻹﻳﺮاﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج واﺳﺘﺪﻣﺎﺟﮫﺎ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ وﻓﻲ ﺳﯿﺎق اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮه ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
فقد ﺗﻮﻗﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺒﯿﻦ وﻣﻊ ﻋﻮدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ(ﻗﺪه) ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎه اﻻﺿﻄﺮاری ﺳﯿﻨﺎرﻳﻮھﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﻓﻲ إﻳﺮان، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﮫﺎ أن ﻳﻨﺠﺢ اﻹﻣﺎم ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻹﺣﯿﺎﺋﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻧﺠﺢ وﺧﯿﺐ ﻛﻞ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﮫﻢ، ﺑﻞ إن اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة إذا ﻟﻢ ﻧﻘﻞ اﻟﺨﯿﺒﺔ؛ ﻗﺪ طﺎﻟﺖ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻋﺮﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ واﻟﻤﺜﻘﻔﯿﻦ داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ.
وإذا ﻛﺎن ﻧﺠﺎح اﻹﻣﺎم ﻓﻲ ﺛﻮرﺗﻪ وﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻹﺣﯿﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﺻﺪم اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﯿﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ وﻋﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺨﺐ، وﺣﻤﻠﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ وإﻋﺎدة ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺗﻤﺜﻼ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ وﻗﺮاءﺗﻪ ﻗﺮاءة ﺟﺪﻳﺪة، ﻓﺈن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺜﻮرة وﺗﺤﻘﯿﻘﮫﺎ ﻟﻜﻞ ھﺬه اﻻﻧﺠﺎزات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﮫﺪ ﻗﺎﺋﺪھﺎ وﻣﺮﺷﺪھﺎ ﺳﻤﺎﺣﺔ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ، ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺨﺐ وﻗﯿﺎدات اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻗﺮاءة ﻣﺘﺤﺮرة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺬھﺒﻲ وﻣﻦ ظِﻼل اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﻌﺎدی ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
إن ﺳﺆال اﻟﻨﮫﻀﺔ ﺳﺆال ﻣﺘﺠﺪد، وھﻮ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﻪ ﺳﺆال ﺗﺎرﻳﺨﻲ، ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ اﻟﺘﺤﺪی وﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻜﻨﺎت اﻟﺬاﺗﯿﺔ وﻋﻦ اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺄھﯿﻞ اﻟﺮاھﻦ اﻟﺤﻀﺎری ﻟﻸﻣﺔ، وﻳﻔﺤﺺ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ، أﻓﻠﯿﺲ بعد کل هذا التیه والتخبط بله الفشل ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﻨﻤﻮذج اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ وﻗﺮاءﺗﻪ ﻗﺮاءة ﻣﺘﺤﺮرة ؟
إن ﻛﻞ ﻧﺠﺎح ﻹﻳﺮان ھﻮ ﻓﺸﻞ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ وإﺣﺒﺎط ﻟﻌﻤﻼﺋﮫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، وﻛﻞ إﻧﺠﺎز ﻋﻠﻤﻲ أو ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻹﻳﺮان ھﻮ زﻳﺎدة ﻓﻲ رﺻﯿﺪ اﻷﻣﺔ، وﻣﻌﺎﻟﻢ طﺮﻳﻖ ﻟﻠﻨﺨﺐ ﻓﯿﮫﺎ.
وهاهی إیران الثورة وقد انتقلت ﺑﻌﻨﻔﻮانها الإﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ مصاف الدول الکبرى وافتکت لنفسها موقعا متقدما فی مجال التنافس الحضاری، ولازالت تجربتها الفریدة تزداد تألقا خاصة عندما یُصدم وعی الأمة بظواهر مثل "داعش" بما هی منتوج تتداخل فیه أوزار الدولة المستبدة وبؤس الثقافة الدینیة وانهیار منظومات المعرفة والثقافة الراشدة،
 

الكلمات الرئيسة: . . عشرة الفجر
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.