إنّ ولی المسلمین تحدث حول أهمیة مسألة المهدویة قائلاً: علینا أن نتحرک فی الخندق الذی نواجه به مخططات الأعداء، نحو ترسیخ مبانی الثقة والعمل والتبلیغ والتبیین لحقائق المهدویة.
إنّ مؤسسة امام زمان (عج) للتبلیغ والإنفاق، من المراکز التی کانت ولا تزال لها نشاطات واسعة فی ترویج عقیدة المهدویة، والتصدی للشبهات على هذا الصعید، ومن ممیزات هذه المؤسسة امتلاکها للباحثین فی المجال الدینی، کما أنّ تواجد وإشراف علماء الدین ومبلغی الحوزة العلمیة فی مدینتی قم وشهری، لم یکن بعیداً عن ساحة التأثیر فی تقدم هذا المرکز.
إنّ المقال الذی بین أیدیکم ناتج عن حوار أجراه مراسل وکالة رسا للإنباء مع سماحة حجة الإسلام والمسلمین اصغر کاظمی، المعاون الثقافی فی مؤسسة امام زمان (عج) للتبلیغ والإنفاق، وفیما یلی نصه:
رسا ـ فی أی سنة بدأت هذه المؤسسة أعمالها، وما هی أهدافها؟
لقد تأسست هذه المؤسسة عام 1421هـ، بالتزامن مع ولادة السیدة فاطمة الزهراء ـ سلام الله علیها ـ بهدف نشر ثقافة العقیدة المهدویة والانتظار، وعلى أساس ذلک أنجزت أعمالها على الصعید التبلیغی والثقافی والریاضی وفی مجال الأمور الخیریة والإنفاق، وإن کان ذلک لیس بمستوى الطموح.
رسا ـ ما هی الأهداف التی لها الأولویة فی أعمالکم؟
إنّ تحقیق شعار «المعرفة، والمحبة، والدرایة بتکالیف عصر غیبة الإمام الحجة(عج)» یعتبر من أهم أهدافنا، ومن ذلک أنّ تکون هذه البحوث الثقافیة والتبلیغیة علمیة بالکامل، وأقل اختلافاً بین آراء الشیعة، وأنّ تمتلک قابلیة التأثیر والتعمّق، وأن تکون أطرها وأسالیب تنفیذها معتبرة لدى الشرع المقدس، ولا تختلف علیها آراء الشیعة إلا قلیلاً، کما ینبغی أن تکون الأدوات والأسالیب التبلیغیة فیها علمیة، وجذابة، ومعاصرة.
رسا ـ ما هی الأعمال التی أنجزت على صعید المعرفة والمحبة والدرایة؟
إنّ إقامة الجلسات المفتوحة فی إطار مشروع «الذِکْر»، وتشکیل أکثر من ألف جلسة ثقافیة بعنوان قراءة دعاء الندبة، وشرح زیارة الجامعة الکبیرة وعاشوراء، وشرح حدیث الکساء الشریف، تعتبر من جملة الأعمال التی أنجزتها هذه المؤسسة.
کما أنّ دعوة الهیئات والتشکیلات الدینیة، بهدف إقامة مراسم فی المؤسسة، یعتبر من الجوانب الأخرى لبرامج هذه المؤسسة، حیث شارکت لحد الآن مجموعة من الهیئات والتشکیلات، من جملتها: نور الأئمة، وأنصار شهداء کربلاء، وکتیبة سید الشهداء (ع) العاشرة، والقرآن والعترة، ومحبی الرضا، وعشاق المهدی، ومسجد علی بن أبی طالب (ع).
والقسم الآخر من أعمالنا یتعلق بدعم الجلسات الدینیة، التی تعقد عند حلول المناسبات الخاصة بالإمام الحجة(عج)، فی الهیئات والمساجد، فضلاً عن إیفاد المبلغین إلى المساجد التی لا تتمکن من إقامة المراسم الدینیة.
رسا ـ ماذا عن ساحة النشاطات المحلیة؟
إنّ لهذه المؤسسة دور بارز فی ترویج الثقافة المهدویة؛ وذلک من خلال ما قامت به بمناسبة ولادة الإمام المهدی(عج) من تشکیل قوافل البهجة خلال عامین لمدة ثلاثة أیام فی محلات جنوب طهران، وإقامة مراسم الموالید، وعرض الدمى المتحرکة، وإلقاء الأناشید والمدائح، وإجراء المسابقات، واستقبال الضیوف وتوزیع الهدایة الثقافیة.
کما قامت هذه المؤسسة بکتابة الشعارات الجداریة وعمل التصامیم فی المدارس والمعابر العامة، وتعلیق اللافتات، وتصمیم لوحات الإعلانات، وغیره فی حدود ألفی متر مربع على مستوى المدینة.
رسا ـ ما هو المنهج الذی بدأ یعمل على ضوئه موقعکم الانترنتی (مهدویت)؟
لقد بدأنا العمل فی مجال النشاط الانترنتی من خلال موضوع المهدویة قبل ما یقرب من ستة سنوات، وفی المرحلة الأولى عملنا على ضوء المنهج المحتوائی؛ فقمنا بتحمیل ما یقرب من ستمائة مقالة ومائة وخمسین کتاب فی هذا الموقع، وإلى جانب ذلک یوجد لدینا قسم یختص بعکس أعمال ونشاطات هذه المؤسسة.
واستمر هذا المنهج إلى أن تمّ اخترق هذا الموقع فی العام الماضی من قبل أعداء الإسلام والمهدویة، مما أدى إلى توقفه، وقد تزامن ذلک مع اختراق المواقع الانترنیتیة الخاصة ببعض المراجع نتیجة لبعض الهجمات التخریبیة من قبل قراصنة الهکر.
وبعد أن وقع هذا الحادث الذی یدل على وفرة رواد هذا الموقع، قررنا أن نبدأ أعمالنا مجدداً من خلال إدارة محتوائیة جدیدة وبرامج شکلیة وأساسیة حدیثة، مما جعل هذا الموقع یحتوی ـ حتى الآن ـ على ثلاثة آلاف مقالة وثلاثمائة کتاب تحت عنوان المهدویة، وبالتأکید أنّ المطالب تزداد یوماً بعد یوم.
رسا ـ ما هو القسم الخاص لهذا الموقع؟
قسم دائرة المعارف الموجودة حالیاً؛ إلا أنّ تحمیل «موسوعة الدراسة المهدویة» سوف یتحقق قریباً، وإنّ هذه الموسوعة الدراسیة، سوف تمکن القراء من التعرف على المباحث المهدویة، على أساس منطقی خطوة بخطوة، حیث یبدأ باحثنا سماحة حجة الإسلام والمسلمین خدامراد سلیمیان، فی هذه الموسوعة الدراسیة بالتعرض لکیفیة ولادة إمام العصر (عج)، ثم یتابع ذلک من خلال التعرض للبحوث المهدویة على أساس منطقی من خلال تفکیک المواضیع المختلفة.
علماً أنّ هذه الموسوعة الدراسیة سوف تکون مفیدة للأفراد الذین یرغبون بالحصول على معلومات متکاملة حول العقیدة المهدویة.
رسا ـ ما هو مقدار الأهمیة التی تولونها لأخبار المهدویة؟
إنّ همنا فی الشهور القلیلة الماضیة کان منصباً على إکمال نظام هذا الموقع الجدید، وسوف نقوم بتغطیة الأخبار المهدویة بشکل واسع فی المستقبل القریب.
رسا ـ بالتأکید أن مثل هذه النشاطات یمکن یکون لها تأثیر أکثر إذا کانت مدعمة بالبحوث التحقیقیة.
بلا شک أنّ المسألة کما تقول، فنحن فی هذا المرکز باعتبارنا أعضاء الهیئة العلمیة، نمتلک قسماً فعالاً فی مجال البحوث؛ لکوننا نستفید من الباحثین البارزین فی مجال المهدویة، وکذلک من فضلاء حوزة قم وطهران العلمیة.
ومن دواعی السرور، إننا نرتبط مع مرکز المهدویة التخصصی، ومراکز المهدویة الأخرى.
رسا ـ ما هی الرؤیة التی تمتلکونها حول البحوث المهدویة؟
توجد الیوم مراکز بحوث کثیرة فی البلد، إلا أنّ هذه المؤسسة تتابع بحوثها من خلال منهجها الذی یجب أن تنتج عنه آثاراً فی المجتمع، إنّ البحث فی رأیی یجب أن یحمل جانباً مؤثراً فی المجتمع، وعلى سبیل المثال أنّ البحث فی مسألة: «السؤال عن المکان الذی یعیش فیه الإمام الحجة (عج)» لا تترتب علیه ثمرة کبیرة فی المجتمع، ومن جهة أخرى توجد مواضیع یجب أن تبحث، لکن ـ وللأسف ـ لا توضع فی إطارها الصحیح، ولا تنسجم مع البناء المنطقی لأی بحث.
رسا ـ ما هو المشاکل التی تواجه المجتمع المُنْتظِر؟
إنّ جمیع المحافل التی تعقد الیوم من أجل صاحب العصر (عج)، تولی أهمیة أکبر لمسألة المحبة والعاطفة، وبالتأکید أنّ ذلک حسن إذا ما أدى إلى معرفة الإمام (عج)، إلا أنّ العمل فی مجال معرفة تکالیف عصر الغیبة لایزال قلیلاً باعتقادی.
ومن المسائل المهمة الأخرى، هی الاستعانة بالمتخصصین فی وسائل الإعلام الوطنیة ممن لا یمتلکون القدرة الکافیة فی موضوع المهدویة، وهذه تعتبر من المعضلات الجدیة.
رسا ـ من المسائل التی تطرح الیوم وجود الشعر المذهبی الهزیل الخالی من المعارف والأفکار، خصوصاً فی الأشعار الشعبانیة؛ وإننی أعتقد أنّ شبابنا الشعراء أو الکتاب، لا یمتلکون معلومات کافیة بالمبانی المهدویة، فما هو رأیکم فی ذلک؟
من محاسن الصدف، أننا نتفق مع ما تحمله من هموم؛ لأنّ الشعور الذی کنا نحمله على مدى أعوام عدّة مبتنی على ضرورة البدء بالعمل فی هذا المجال، وهو ما جعلنا نقوم أخیراً بتأسیس منتدى أدبی للمؤسسة.
للأسف، إنّ المجامیع التی تقوم بأعمال الأدبیة، وخصوصاً الشعر، یریدون أن یقوموا بهذه الأعمال على حسب أهواءهم؛ أی یعتقدون بضرورة مصاحبة الموسیقى لأشعارهم، ولا یکتفون بإلقاء الأشعار التی تثیر المشاعر فقط.
لقد أقمنا أمسیتین شعریتین فی منتدى الانتظار الأدبی، وقد استضفنا فیهما شعراء من طهران وقم، وقد تمّ هذا البرنامج بصورة جمیلة وجذابة، وخارج عن إطار الأمسیات الشعریة المتعارفة، بحیث أذعنت الأوساط الشعریة بعد إقامة هذه المراسم بأنّ إقامة مثل هذه الأمسیات الشعریة یشتمل على مضمون وفائدة أکثر من برامج المحافل الشعریة الأخرى.
باعتقادی، أنّ علینا أن نقدّم للشعراء المضمون، ونعرّفهم بالرؤیة الإمامیة والمعرفة المهدویة.
رسا ـ هل توجد لکم برامج فی المناسبات الأخرى غیر البرامج الشعبانیة؟
نعم، فنحن نتعامل مع جمیع التشکیلات، کالفرق الریاضیة، وطبقة المثقفین، والعمال، والتلامیذ... وغیرهم، ونقوم بترویج البحوث المهدویة بین جمیع الأوساط.
کما نقیم برنامجاً یحمل عنوان «نور علی نور» یبدأ من التاسع من ربیع الأول إلى السابع عشر منه، على أعتاب مناسبة تولی الإمام الحجة (عج) منصب الإمامة، وإنّ هذا الاحتفال الذی استمر لعشرة سنوات یتمتع بعظمة خاصة، حیث تشارک فیه کل یوم من أیام هذا الاحتفالات طبقة خاصة من المجتمع، کما یستعان بالخطباء المشهورین ومقدمی البرامج المقتدرین فی وسائل الإعلام الوطنیة من أجل إدارتها.
ومن البرامج الأخرى التی نقیمها مسابقات «نور علی نور» لکرة القدم، التی أقیمت مرتان لحد الآن بالتزامن مع إقامة برنامج «نور علی نور»، وإنّ لهذا البرنامج تأثیر عجیب على روحیة شباب کرة القدم؛ لأنّهم یتعلمون المعانی والمضامین المهدویة إلى جانب الریاضة.
رسا ـ هل قمتم بأعمال تخص الأطفال والفتیان؟
نعم، ففی الأیام التی نقیم فیها مراسم «نور علی نور»، نقیم فی الیوم التاسع من ربیع الأول برنامجاً فی المدارس یخص الأطفال، فقد أخذ جرس ثقافة الانتظار یرن فی هذا البلد منذ عامین، کما أنّ لدینا عمل مستقل أیضاً، وهو إقامة حفل جمیل فی قاعة ولی العصر (عج) الکائنة فی مدینة شهری، من خلال برامج نتفق فیها مع مقدمی البرامج التلفزیونیة فی قسم الأطفال لإدارة هذا الحفل.
رسا ـ باعتقادی، إنّ تواجد العلماء فی هذه المؤسسة یؤدی إلى إرشاد وتأثیر أکثر.
نعم، هو کذلک. فإنّ من جملة ممیزات هذه المؤسسة هو هذا الأمر؛ لأنّ الدعامات الرئیسیة لهذه المؤسسة ترتکز على علماء وفضلاء حوزة طهران وقم العلمیة، وإنّ ذلک من التوفیقات الإلهیة.
رسا ـ ما هی کلمتکم الأخیرة؟
أقدم شکری لک ولزملائک لما تقومون به من تغطیة للأخبار والبحوث المهدویة.
رساـ شکراً جزیلاً، لإعطائکم وکالة رسا للإنباء من وقتکم، لإجراء هذا اللقاء.